07-12-2010 02:47 PM
كل الاردن -
ادهم غرايبه
بتقديمها مشروع نقابة المعلمين الى مجلس النواب - من خلال لجنة معلمي الاردن – تثبت الحكومة الاردنية سياستها العريقة في تجاهل جذور المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية و تفضيلها للعلاجات التجميلية و تثبت خطأ نهجها في معالجة مرض السرطان بحبوب 'البنادول' !
من السذاجة النظر ببراءة لنصوص و مواد المشروع المقدم الذي فيه - للحقيقة - 'استهبال ' واضح للنواب انفسهم خصوصا انه لا يقدم حلا جذريا و معقولا لقضية تشكيل النقابة التي ناضلت لاجلها 'اللجنة الوطنية لاحياء نقابة المعلمين ' التي قادت سلسلة من الاعتصامات المشروعة ايدها فيها كل غيور على القطاع التربوي - الذي اصيب باهتراءات واضحة مست هيبة المعلم الركيزة الاساسية للنهوض بمجتمعنا - و شكلت مع حركة عمال المياومة و بيان الاول من ايار نسيجا جديدا لم يألفه الاردنيون في المعارضة الوطنية.
الغريب في 'لجنة معلمي الاردن' التي لا تخفى على احد علاقتها بالحكومة الاردنية من خلال وزارة التربيه و التعليم ان ابرز اسماءها هي التي اطلقت الصيحة الاولى لاحياء النقابة من خلال اللجنة الوطنية ...لذا فمن الواضح ان تدخلا ما قد حدث و ان استقطابا ما قد حصل على الطريقة الرسمية الاردنية في شق وحدة الحركات المعارضة من بوابات المصالح الشخصيةه و بالمناسبة لن اذكر اسماء المستفيدين الذين تم 'نترهم' من مواقع ادارية متدنية الى مواقع ادارية عليا لمجرد انخراطهم في لجنة معلمي الاردن التي توجهها الحكومة .. و انا حتما لا اشمل الكل و لا اعمم فالبعض منخرط باللجنة لغشاوة في عينيه او لم مجرد ان صديقا او قرابة له بتلك اللجنة كما يحدث عادة ... و ثمة فرق بين نقابة اللجنة الوطنية و نقابة لجنة معلمي الاردن !
اكثر ما هو معيب في مشروع لجنة معلمي الاردن ان من اقترح نصوصه ليس معلما اصلا !
من يقرأ صيغة المشروع المقدم يعرف من السطح و دون ان يغوص عميقا فيه بأي حبر كتبت مواده, المادة (5) تفضح مرامي المشروع و تفرغ النقابة من مضمونها و تتركها مبنى دون معنى ... دعوني اقدم حرفيا ما ورد بهذا الخصوص :
' تلتزم النقابة في سياق ممارستها لنشاطها واعمالها المنصوص عليها في هذا القانون بما يلى :
أ- المحافظة على المتطلبات العملية التربوية وبشكل خاص برعاية مصلحة الطالب وحقه في التعلم وعدم الاضرار بهذا الحق.
ب- مراعاة احكام نظام الخدمة المدنية المعمول به واحكام التشريعات الاخرى المتعلقة في شؤون التربية والتعليم او بالمعلمين.
ج- الالتزام بعدم تلقي معونات من مصادر اجنبية .
د- البعد التام عن الفئوية والجهوية وغيرها من عوامل الانقسام الاجتماعي المهني.
هـ- عدم التعبير عن موقف معين بالاعتصام او المسيرات اثناء ساعات العمل الرسمي وبما لا يضر بمصلحة الطالب وسير العملية التربوية.
و- تلتزم النقابة بتقديم طلب الى الجهات المعنية اذا دعت الحاجة لاعتصام او مسيرة.
ز- تلتزم النقابة بقانون الاجتماعات العامة أذا دعت الحاجه لعقد أجتماعات خارج مقر النقابة أومقارفروع المحافظات'.
ان نقص المكر و الدهاء السياسي لن يعيقا احدا ان يكتشف مرامي النقاط الواردة بهذه المادةه و ان يعرف من رداءتها رتبة من كتبها ! و الواضح ان الهم الامني هو الغالب و ان الامر برمته يمكن تلخيصه ' سوف نحتج على توجهات الحكومة فقط اذا سمحت لنا الحكومة .... و الحكومة ستسمح حتما , اليس كذلك !؟ '.
بصراحة لم استطع اتمام قرأءة باقي النصوص بتمعن لان اي نص بعد هذه المادة لن يكون ذات معنى سيما و ان عيناي ارتطمتا بنصوص اخرى تربط النقابة بوزير التربية و التعليم و مدراء التربية في المحافظات و هذه سابقة كوميدية حقا ! لأن ذلك يلغي استقلالية العمل و النشاطات و يؤثر جوهريا في سياسات و تركيبة النقابة على نحو ما , الامر الذي يجعل بالاضافة لكل ما سبق النقابة مجرد ديكور و فزاعة نقابية هدفها تبريد اي احتجاج مهما كانت دوافعه.
..................................................
..................................................
من باب المودة و التقدير و خوفا مني على مستقبل اطفالي التربوي و التعليمي و انطلاقا من رومانسيتي الوطنية التي تجعلني احلم ليل نهار بوطن لا ظلم فيه و بوطن يذهب طلابه الى مدارسهم بهمم عالية حاملين في ضمائرهم احتراما للمعلم يماثل احترام الوالد فأني اعتز بانحيازي المطلق لرؤيا و توجهات اللجنة الوطنية لأحياء نقابة المعلمين و اناشدهم التماسك و التحصن ضد اي احباط و التحرك دون ملل على كل الصعد و ليبدأوا بلقاء النواب و شرح مخاطر المشروع المقدم اليهم و ان يؤكدوا ان اقرار المشروع لن يوقف احتجاجاتهم التي ستكون مبررة اكثر سيما و ان الظلم قد تضاعف و ان يبدأوا حراكا اعلاميا و الاهم ان يتحدثوا لطلابهم و يصارحوهم و ان يسثيروا هممهم و ان يتواصلوا بشكل مبرمج مع اولياء الامور ليوضحوا انعكاسات تردي اوضاع المعلمين على ابناءهم دون ان يستبعدوا اعتصاماتهم في الاوقات المناسبه .
لقد حققت اعتصامات اللجنة الوطنية نجاحات نفسية استثنائية و هيأت لاجواء سياسية عجزت كل القوى المعارضة التقليدية عن تحقيقها على مدى عشرات الاعوام و قدم المعلمون دروسا اخلاقيه لكل المجتمع الاردني لذا على اعضاء هذه اللجنه ان يشعروا عميقا اهمية ما انجزوه على المستوى المعنوي و ان يفتخروا بدورهم الوطني الذي جعل الاخرين خارج الاردن يسمعون بالشعب الاردني بعد ان تم تخدير هذا الشعب الذي استمرأ الهوان !
الصراع الاجتماعي – الاقتصادي في بلدنا يتكاثر بطريقة ارنبيه نتيجه اخطاء – ما لم تكن خطايا - رسميه تتراكم يوميا و ليس من المنطق توجيه الجهد الرسمي لتحطيم الحركات الاحتجاجيه في حين يتم غض النظر كليا عن اسباب تلك الاحتجاجات المرشحه مرحليا لبيات شتوي ..لكن حتما نيسان يبهر بعبقه !