09-12-2010 08:08 AM
كل الاردن -
د نضال شاكرالعزب
بابور الكاز الموقر ...كان يعلن بهديره ' يوم الجمعه ' فلقد كانت والتي رحمها الله من النسوة القلائل العاملات واللواتي كان ذنبهن أنهن تعلمن فكن يتحملن كل مهام المتعلمة وغير المتعلمه ويتحملن عبأ الأزواج اللذين يتناسون ساعات العمل الطوال ، فلم يكن يوم الجمعة يوما للراحه ، حيث أني لا أذكر أن شاهدتها نائمه فقد كانت تصحو قبلنا وتنام بعدنا ، ولا تعرف القيلوله ففي وقت القيلولة كانت تصل للبيت ,,,
*****
والسيد البابور يجب أن يكون جاهزا ، كمصدر رئيس للماء الساخن ، وطقوس غلى الثياب ، فلقد كانت رحمها الله تفرز الغسيل ' الأبيض فالافتح فالغامق' لذا فلابد من جاهزية البابور وعطوفة نائب البابور والمحافظة على جلدات ' المدك ' وأن لا يكون البابور 'منفس' ولابد من زيارة مصلح البوابير والتشكي من اللحام فمصلح بوابير الكاز صديق للأسر وقد ينقل الأخبار ....
فيم يجري حضر التجول ' في موقعه - معركة الغسيل ' خوفا من دوس الغسيل بالاقدام الموحله فلا ينظف الغسيل ويصبح ' مقموعا '' !!!
ولاتزال العمليه مستمره ...حتى نكسب الوقت قبل الصلاه ... طلبة - رحمها الله _ أن نمسح وجهنا بالرحمن ونستعد ، ونستيقظ فلا بد من إحضار صحن حمص ، فكل أولاد الجيران أحضروا الحمص ، وللذهاب للسوق حسنه التخلص من صوت البابور ... وحين تعجز كانت تدق الحمص المنقوع وتقنعنا أنه ( أزكى وأطيب من حمص أبو النمر )
******
وكي لا نستهين بالبابور ...فقد كانت حارة يقع فيها البابور المطحنه تسمى بإسمه ...ككل المخترعين والمؤلفين .... وكان البابور يعني ' القطار ' ففلان سافر الى استنبول أو اسطنبول بالبابور ...ذاك الذي يهدر ويفح طوال الطريق ....والسفينه البخاريه كذلك بابور ....
******
وفيم كان الاستاذ ' محمد عبد الوهاب ' الصوت المفضل للجيل ، ومغني القصائد الشوقيات ، والذي يتنافس الأمراء عليه ....فلا بأس أن نعلم ان الاستاذ يغني للبابور ويسأل عنه ...- يا وابور قلي رايح على فين ؟؟؟؟
*******
يضاف لهذا كله حوادث موت مروع من كثر ' دك البابور ' المؤديه للانفجار والترويع ...والانسمام
*****
إما البابور الحديث ...فأعتقد انه ذلك المهيج الذي يستشيط غضبا ويوتر الأجواء ويشحن الأجواء ويدك بمدك الخلافات التي تقسم الأمه وتجعلها قابلة للإنفجار ...فلا يبقي صديقا ولا أخا ولا جارا ، يختلق الأعداء ....يضرب بيديه الطاولة حتى تخال أن مصير الأمه هو كلمة منه ، وتنتفخ عروق رقبته حين تناقشه بأبسط المسائل ... رغم معرفته بهامشيته ، وضعف إمكانياته رغم تلوي كلماته وتحريفه للحقائق ....