أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة مباراة حاسمة للمنتخب الأولمبي أمام أندونيسيا بكأس آسيا غدا أبو السعود يحصد الميدالية الذهبية في الجولة الرابعة ببطولة كأس العالم سلطة إقليم البترا تطلق برنامج حوافز وتخفض تذاكر الدخول ارتفاع أسعار الذهب 60 قرشاً محلياً 186مقترضا من مؤسسة الإقراض الزراعي في الربع الأول من العام وزير الأشغال يعلن انطلاق العمل بمشروع تحسين وإعادة تأهيل طريق الحزام الدائري تراجع زوار المغطس 65.5% في الربع الأول من العام الحالي طقس دافئ في معظم المناطق وحار نسبيًا في الاغوار والعقبة حتى الثلاثاء وفيات السبت 20-4-2024 نتيجة ضربة جوية مجهولة المصدر : انفجار هائل في قاعدة عسكرية سستخدمها الحشد الشعبي حماس: ادعاء بلينكن أننا نعرقل وقف إطلاق النار انحياز لإسرائيل حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه الحنيفات: القطاع الزراعي لم يتأثر بأزمة غزة وأسعار منتجات انخفضت التنمية تضبط متسولًا يمتلك سيارتين حديثتين وله دخل شهري 930 دينار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


حسن الخلق

بقلم : يزن ابو هزيم
15-04-2014 10:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم موسوعةالنابلسي
أحيانا النبي عليه الصلاة والسلام يعرف الدين تعريفاً جامعاً مانعاً، الدين حسن الخلق، فمن غفل عن حسن الخلق، وصلى، وصام، وحج، وزكى، لم يحقق الهدف من هذا الدين .

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ إِسْلَامًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا

النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال :

بنيّ الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا

فيما يبدو من هذا الحديث أن الصلاة والصيام والحج والزكاة والشهادة، هذه دعائم الإسلام، وليست هي الإسلام، فمن فعلها، ولم يكن ذا خلق حسن فليس مسلماً، الإسلام بنيّ على هذه الخمس، فالإسلام بنى، إنه بناء الأخلاق، إنه بناءٌ أساسه الخلق القويم، لذلك َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

…. وَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ إِسْلَامًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا …

أعلى مراتب الإسلام أن تكون ذا خلق حسن، وأعلى مراتب الإيمان أن تكون ذا خلق حسن، إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً، طبعاً الإسلام هو الانصياع لله عز وجل، حينما قال الله عز وجل :

(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)

[سورة الذاريات : الآية 56]

العبادة لها مرحلة معرفية، ولها مرحلة سلوكية، ولها مرحلة جمالية، العبادة هي الطاعة مع المحبة، لكن الطاعة مع المحبة لن تكون إلا بناء على معرفة يقينية، وهذه العبادة، الطاعة مع المحبة لا بد أن تفضي إلى سعادة أبدية، إذا الإيمان كما قال النبي عليه الصلاة والسلام الإسلام أعلى درجاته حسن الخلق، يعني السلوك، يعني طريقة التعامل، لذلك يقولون : الدين المعاملة، من شاء صام، ومن شاء صلى، ولكنها الاستقامة، فالإنسان حين يبتعد عن جوهر الدين، ويظن أن شكليات الدين هي الدين قد ضل سواء السبيل، فمثلاً نحن أحياناً نعرف الطائرة بأنها تطير، هذا تعريف جامع مانع، لو ألغي الطيران لألغيت هويتها، أما إذا عرفتها أنها شيء واسع، البيت واسع، إذا عرفتها أنها شيء غالٍ الثمن، البارجة غالية الثمن، إذا عرفتها أنها فخمةٌ في داخلها القصر، فخمٌ في داخله، أما إذا عرفتها تعريفاً جامعاً مانعا فقلت : الطيارة تطير، هذه صفة جامعة مانعة، لو ألغي طرف التعريف لألغي طرفه الأول، إذًا

…. وَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ إِسْلَامًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا

الإسلام طاعة، الانصياع لله عز وجل، الخضوع لأمر الله، الإنسان إذا أبت نفسه أن تخضع لله في أوامره، أو أن تخضع للرسول عليه السلام في سنته فهو متكبر،
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ

[مسلم، الترمذي، أبو داود، ابن ماجه، أحمد]

رد الحق، لا يكون المسلم مسلماً إلا إذا خضع لله عز وجل، استسلم لأمره .
قال الله تعالى:

(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)

[سورة الأحزاب : الآية 36]

يعني الله عز وجل قال هذا حرام، أمر بهذا، نهى عن هذا، هذه القضية ليست خاضعة للبحث، أحياناً في الاجتماعات، في المداولات، في المفاوضات يقولون : هذا الموضوع غير خاضعٌ للبحث، والمؤمن الصادق إذا عرف عظمة الله عز وجل، وعرف أن هذا القرآن كلامه، وأن هذا القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه قطع الثبوت، وأنه حقٌ مئة بالمئة، إذا عرف ذلك مستحيل أن يعطي القرآن حكماً في موضوع، ثم يجعل المؤمن هذا الموضوع خاضعاً للبحث .
قال الله عز وجل : هذا حرام . يعني حرام، أمرك الله أن تغض بصرك، إذا ً غض البصر حق، أما المشكلة أن الإنسان كلما ضعفت معرفته بالله عز وجل ضعف اهتمامه بالله عز وجل، كلما ضعفت المعرفة بالله ضعف الاهتمام بأمر الله، وكلما نمت معرفتك بالله عز وجل نمت اهتمامك بأمره، فأنت إذا رأيت أنك لست مهتماً بأمر الله لا تعبأ به، لست معنياً في تطبيقه ليس عندك هذا الاهتمام الكبير إلى تطبيق أمره فاتهم إيمانك، إيمانك له حجم، إذا كان إيمانك بحجم يقلّ عن أن يحملك على التطبيق فهذا الإيمان غير كاف، الحد الكاف الحد المجدي أن يحملك إيمانك على طاعة الله عز وجل، فأنت معك مقياس، أحياناً الإنسان يكون بحاجة إلى ميزان ضغط، كلما شعر بأعراض غير طبيعية يحتاج إلى الذهاب إلى الطبيب ليقيس له ضغطه، أحياناً الإنسان يشتري ميزان ضغط، ويرتاح، عنده ميزان ضغط في البيت، كلما شعر بوضع غير طبيعي يقيس ضغطه، النبي الكريم أحياناً أعطاك موازين، مادام ليس في السلوك خلقٌ قويم معناه أن في الإسلام ضعفًا، وفي الإيمان ضعفًا، مادام إيمانك لا يحملك على طاعة الله عز وجل فإيمانك إذا غير كاف، هذا المقياس، مادام غض البصر غير واقع، إذا إيمانك بهذا الكتاب غير كاف، ماذا قال سيدنا سعد ؟ : ثلاثةٌ أنا فيهن رجل، وفيما ذلك أنا واحدٌ من الناس، ما سمعت حديثاً من رسول الله عليه السلام إلا علمت أنه حق من الله،
فإذا شعرت أن هذا الكلام كلام النبي، والنبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى، هذه إذًا تعليمات الصانع، فكلما عرفت عظمة الصانع تلقيت تعليماته بالتعظيم، والاهتمام والاندفاع إلى التطبيق

أحسن المسلمين الناس أسلاما أحسنهم خلقاً

وأكملهم إيمانا، أحسنهم خلقاً

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إن من أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً

الإسلام درجات، لا يحسن إسلام الإنسان إلا إذا كان ذا خلق حسن، ولا يكمل إيمان المؤمن إلا إذا كان ذا خلق حسن، ولا تكون مقرباً إلى الله عز وجل إلا إذا كنت ذا خلق حسن، أكاد أقول : الدين كله حسن الخلق، خلق المؤمن صارخ ظاهر بيّن، إنك لا تعرف المؤمن من صلاته أو من صيامه، وإنما تعرفه من تعامله معك، من تواضعه، من أمانته، من عفته، من صدقه، من رأفته، من رحمته، من إنصافه، من وفائه، من شجاعته.
هناك توجيهات، إنما الحلم بالتحلم، إنما الكرم بالتكرم، الكرم تكليف، تتكرم إلى أن يصبح الكرم عندك طبعاً، وتتحلم أي تصنع الحلم، وتتحلم، إلى أن يصبح الحلم عندك طبعاً، فأنت مكلف، وهناك أشياء تستفزك، وأشياء تثيرك، غير المؤمن يستجيب لهوى نفسه، فيفور، ويقوم، ولا يقعد، ويفعل، ولا يفعل، لكن المؤمن ينضبط،
لذلك الله عز وجل قال :

(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)

[سورة آل عمران : الآية 134]

في مستوى كظم الغيظ، مستوى العفو عن الناس، مستوى الإحسان، الآن إذا أردنا أن نكون أقرب إلى الله أحب عباد إلى الله يجب أن نكون من ذوي الأخلاق الحسنة، والنبي عليه الصلاة والسلام وصفه الله عز وجل :

(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)

[سورة القلم : الآية 4]

لمَ لمْ يقل : وإنك ذو خلق عظيم، قال : إنك لعلى، على تفيد الاستعلاء والتمكن، يعني أحياناً الإنسان يستفزه شيءٌ، ينشأ صراعٌ في نفسه، أيفعل هذا أم لا يفعل ؟ هذه المشادة، هذا الصراع قد ينتهي إلى أن ينفجر، وقد ينتهي إلى أن يكظم غيظه، هذا حال المؤمنين، أما حال النبي فمتمكن من خلقه الكريم .
مهما كان في الشيء استفزاز كبير، مهما كان هناك وضع حرج جداً، إنه ينتصر على نفسه، ولا ينساق مع هوى نفسه .

َالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا

أحدنا إذا جلس مع مؤمن أعلى منه مرتبة يشعر أن هذه الجلسة فيها مكسب كبير، فكيف إذا سمح له أن يكون قريباً من رسول الله، يعني هذا الإنسان كلما اقترب من الله عز وجل، كلما أصبح مصدر سعادة، فيوم القيامة أقرب المؤمنين من رسول الله مجلساً أحسنهم خلقاً، تركيزٌ من النبي عليه الصلاة والسلام على حسن الخلق منقطع النظير .
أنت أقرب الناس إلى النبي، وأحب العباد إلى الله، وأكمل الناس إسلاماً، وأكملهم إيماناً، إذا ً أنت ذا خلق حسن، وأنت مكلف فقبل أن توقع عقابك بزيد أو عبيد فكر، هل هذا العمل يرضي الله عز وجل، عود نفسك هذه المعادلة، كلما أردت أن تقدم على شيء ماذا يرضي الله ؟ أيرضيه أن أفعل هذا ؟ أيرضيه أن أقسو ؟ أيرضيه أن أقطع ؟ أيرضيه أن أضرب ؟ أيرضيه أن آخذ ؟ ماذا يرضي الله عز وجل ؟ علامة المؤمن أن نفسه تحت قدمه يدوسها ولكن رضا الله عز وجل فوق كل شيء،
لهذا النبي الكريم في الطائف قال :

…إن لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا أبالي، ولك العتبى حتى ترضى، لكن عافيتك أوسع لي

الحقيقة أن الذي ذاق مباهج الدنيا كلها، وذاق طعم القرب من الله عز وجل، يقول لك وهو صادق : ما من شيء أحب إلي من أن أكون قريباً من الله عز وجل، وثمن القرب من الله عز وجل العمل الصالح، والدليل
قال الله تعالى:

(فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً)

[سورة الكهف : الآية 110]

أتحب أن تكون قريباً من الله عز وجل، في بيتك توجد أعمال صالحة كثيرة، مع زوجتك، مع أولادك، مع من هم دونك، مع من هم فوقك، مع جيرانك، مع الفقراء مع المساكين، مع إخوانك مع أصدقائك، مع زملائك، مع الحيوانات، مع كل المخلوقات، مع النبات، هناك من يدوس نبات يسبح الله عز وجل، هناك من يعتني بذلك النبات، إذا سقيته فهذا عمل طيب، إذا قلمته، إذا ثبته، المؤمن مصدر عطاء .
إن الإنسان له سمه عميقة، هناك من سمته عميقة الأخذ، وإيقاع الضر، وهناك من سمته العميقة العطاء، وإدخال السرور، فالمؤمن أساس حياته العطاء، يعطي ليرضي الله عز وجل، غير المؤمن أساس حياته الأخذ، كلما أخذ شيئاً، استحوذ على شيء يشعر بالغبطة والسرور، وكلما أنفق ماله يرى في هذا الإنفاق مغرماً، لذلك قالوا : إذا أردت أن تعرف ما إذا كنت من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة تسأل نفسك هذا السؤال : ما الذي يدخل على قلبك السرور ؟ أن تعطي أم أن تأخذ ؟ المؤمن قطعاً يدخل على قلبه السرور أن يعطي، وغير المؤمن قطعاً يدخل على قلبه السرور أن يأخذ،

قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : وأن خير ما أعطي الإنسان خلق حسن

خير ما أعطي الإنسان، قد يعطى المال، قد يعطى مال قارون، قد يعطى ملك فرعون، قد يعطى قوة جسدية كبيرة، بطل العالم ، قد يعطى شكلاً جميلاً جذاباً، قد يعطى ذكاء،فقد تؤتى عقلاً راجحاً، وقد تؤتى مالاً وفيراً، وقد تؤتى صحة وجمالاً وقوة وغنى، ماذا يقول لك النبي الذي لا ينطق عن الهوى ؟ ماذا يقول لك خبير مبعوث العناية الإلهية يقول لك :

وأن خير ما أعطي الإنسان خلق حسن

عطاؤك من أي نوع ؟ من أنواع عطاء قارون، أم من أنواع عطاء فرعون، أم من أنواع عطاء الأنبياء والمرسلين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم

أي العبادة صوم في النهار، وقيام في الليل، صائم قائم، هذا تعبير إسلامي،
إن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاءته امرأة عثمان بن مظعون، فرأتها السيدة عائشة بوضع غير مقبول إطلاقاً، مهملة نفسها إهمالاً شديداً، فلما عاتبتها على إهمال نفسها قالت : إن عثمان صوام قوام، يبدو أن النبي الكريم وجهه، ونصحه، قال له :

يا عثمان أليس لك بي أسوة حسنة أقوم وأنام ….إن لجسدك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه

كلام لطيف ودقيق، فيبدو أن سيدنا عثمان بتوجيه النبي الكريم التفت إلى زوجته، قالت السيدة عائشة في اليوم التالي : جاءتنا امرأة عثمان بن مظعون عطرة نضرة، فلما سألتها قالت لها : أصابنا ما أصاب الناس، صارت في اهتمام زوجها، فمن العبادة أيضاً أن يهتم الإنسان بأهله، ومن العبادة تهتم الزوجة بزوجها، وإذا كان بيت المسلم فيه سعادة يفرح الله عز وجل بهذا البيت، فالبيت المشحون بالخلافات والمنغصات والتباغض هذا ليس بيتاً يرضي الله عز وجل،
قال الله تعالى:

(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)

[سورة الروم : الآية 21]

النبي الكريم على عظم شأنه تسابق مع السيدة عائشة، قالت : فسبقته، قالت : فلما ركبني اللحم، أي زاد وزنها قالت : سبقني، فقال : يا عائشة هذه بتلك، صرنا في تعادل، في بيته كان هكذا، تقول له دائماً كيف حبك لي ؟ يقول لها : كعقدة الحبل، أي متينة، تقول له من حين لآخر : كيف العقدة ؟ يقول: على حالها، متينة، وتزداد متانة، ألم تشغله الدعوة، ومقامه عند الله عز وجل وهموم الأمة بأكملها عن أن يكون زوجاً كاملاً، وأباً كاملاً، وجاراً كاملاً، وصديقاً وفياً،
إذاً فلأنّ المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم، الأخلاق الفاضلة تزيد على العبادات، الصلوات الخمس، والضحى، والأوابين، وقيام الليل وكلامه فظ، ولئيم ويؤذي الناس بلسانه، لا ! عباداته تامة، وأخلاقه شرسة،
إن فلانة تذكر أنها تكثر من صلاتها، وصدقتها، وصيامها، غير أنها تؤذي الجيران بلسانها، قال الرسول الكريم : هي في النار،
وقال صلى الله عليه وسلم:

والله لأن أمشي مع أخٍ مؤمن في حاجته، خير لي من صيام شهرٍ واعتكافه في مسجدي هذا،

قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ

إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة، والخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد، والخلق السوء يفسد العمل، كما يفسد الخل العسل، ألا ترون معي أن الدين كله خلقٌ حسن، لا يحسن إسلامك، ولا يكمل إيمانك، ولا تكون عند الله محبوباً، ولا عند النبي مقرباً، ولا في الحياة مفلحاً، ولا في الآخرة ناجياً، إلا إذا كنت ذا خلق حسن .
قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ



والحمد الله رب العالمين

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012