أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب صياغة مسودة تعليمات تتعلق بنظام دور الحضانة بيان أردني كويتي مشترك في ختام زيارة الدولة لأمير دولة الكويت إلى الأردن - نص البيان المعايطة: يؤكد جاهزية الهيئة للانتخابات
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


الحذاء والزعماء والفال الحسن

بقلم : ضيف الله قبيلات
16-04-2014 10:45 AM
عندما تحاول الشعوب التحرر من قيود الأنظمة الاستبدادية و تسمو فوق القمع و البطش .. و عندما لم تعد تأبه بعيون المخبرين و تقارير جواسيس النظام .. عندما تمتلك الشعوب إرادتها و تبدأ بالتصرفات الشجاعة الجريئة تكون قد بدأت تخطو خطواتها الجادة نحو مستقبل حرٍ كريم عزيز .

إن الحرية التي تتمتع بها اليوم شعوب أوروبا و الغرب عامة و حقهم المقدس بانتخاب زعيمهم كل أربع سنوات قد جاءت بعد مخاض عسير كانت تعيشه تلك الشعوب في ظل أنظمة استبدادية .. وكان آخر هتافاتهم ' اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس ' في إشارة لتحالف الملكية مع رجال الدين و الإقطاعيين ضد الشعب .

لقد كان هذا التحالف البغيض هو الصنم الأخير الذي استطاعت الشعوب الأوروبية أن تحطمه لتبدأ مسيرة الحرية و المستقبل الزاهر .

إن الوطن العربي اليوم يعيش نفس الحالة إذ تتحالف الملكية مع علماء السلطان و رجال الأعمال ضد الشعب .. إنه نفس التحالف إذ يعيد التاريخ نفسه و يعلو صوت المأساة .
إن الشعوب العربية التي تمتلك مخزونا هائلا من الشهامة و العزة و الكرامة تستطيع أن تنطلق في مشوارها نحو الحرية و إن كان شاقا و طويلا لكنّ فيه السعادة ..لأن السعادة و المتعة هي أن تكون على الحق مع أهل الحق المقهورين في مقارعة الظالمين راجيا متأملا أن تصنع المستقبل الحر الكريم للأجيال القادمة.

بتاريخ 14 ديسمبر 2008 صوّب الصحفي العراقي منتظر الزيدي حذاءه نحو الرئيس الأمريكي الإرهابي السابق بوش الثاني .. انتشرت الصورة حتى ملأت الدنيا و اعتقل الزيدي و في اليوم التالي خرجت مظاهرة شعبية في بغداد تحيي العمل البطولي لمنتظر الزيدي
و تطالب بالإفراج عنه وفعلا أطلق سراحه لأنه مارس عملا ديمقراطيا .. مشهدا تكرر كثيرا في الغرب لا يعاقب فاعله .. و كان ذلك قبل 17 يوما من انتهاء ولايته .

و في العاشر من فبراير 2011 قاطع المتظاهرون في ميدان التحرير بالقاهرة الخطاب الأخير للرئيس حسني مبارك برفع الأحذية في وجهه وفي اليوم التالي
11 /2/ 2011 اليوم المميز برقمه أعلن عمر سليمان تنحي الرئيس .

و في العاشر من نيسان 2014 ألقت محتجة أمريكية تدعى ' أليسون أرنست ' حذاءا على وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ' هيلاري كلينتون ' عندما كانت تلقي كلمة في لاس فيغاس .. أُعتقلت رامية الحذاء يوم الخميس و أطلق سراحها يوم الجمعة و نشرت الصورة إلى كل أنحاء العالم .

أما في 14 /4 /2014 وهو يوم مميز أيضا في أرقامه ألقى المواطن الأردني مفلح محاسنة عضو الأغلبية الصامتة المقهورة حذاءه على رئيس الوزراء عبد الله نسور باجتماع حاشد في جرش .. أُعتقل محاسنة و صودرت كاميرات الصحفيين و مسحت عنها الصورة و منع نشرها وهو حق للشعب الأردني أن يطلع عليها .. و علمنا صباح اليوم أن مظاهرة حاشدة خرجت باتجاه محافظة جرش تطالب بالإفراج عن محاسنة .

إن اختلاف تصرف النظام الحاكم في عمان مع المحاسنة و الصحفيين عن الحوادث السابقة يدل على مستوى الحرية في الأردن و يدل على عمق حفرة الاستبداد المحشور فيها الشعب الأردني .

لقد صار الحذاء وسيلة للتعبير عن الاعتراض أو التنفيس عن الاحتقان الشعبي وما يعتمل في النفوس من مكابدة و قهر .

صار الحذاء وسيلة للتنفيس عن الكبت و الاحتقان المزمن الذي فرضه الحاكم المستبد على الشعب طول فترة حكمه السرمدي .. وهذا يتطلب من المسؤولين عامة الحذر الدائم من أحذية الأغلبية الصامتة المقهورة
.. و حسناً إن كان الحذاء يشفي الغليل لأنه يظل أهون من السلاح .

لقد غادر الإرهابي بوش الثاني بعد 17 يوما من رؤيته لحذاء منتظر الزيدي بانتهاء ولايته و غاب نجمه وهذا فأل حسن .. و تنحي الطاغية حسني مبارك بعد رؤيته لأحذية المتظاهرين في ميدان التحرير في اليوم التالي وهذا أيضا فأل حسن .. إذ أقترن غياب نجم الطاغية المستبد برفع الحذاء في وجهه .. فهل ينسحب هذا الفأل الحسن على هيلاري كلينتون فيغيب نجمها قريبا ؟ وهل ينسحب هذا الفأل الحسن على دولة الرئيس عبدالله النسور فيغيب نجمه قريبا هو الأخر ؟ الله تعالى أعلم .

ضيف الله قبيلات

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012