أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


ريما خلف و اخواتها !

بقلم : بسام الياسين
17-04-2014 11:06 AM

بسام الياسين

في الزمن الذي تُصاب فيه الامةُ بقحط في الرجال 'فتش عن النسوان'.الرجل ذو الشوارب المعقوفة صعوداً للاعلى او المتدلية نزولاً للاسفل ،حامل الكرباج،شهريار الذي يذبح كل ليلة امراة ليقضي على ملله،' عنتر زمانه ' الشاهر سيفه،'سي سيد صاحب اليد العليا،والكلمة الاعلى' 'الديك الذي يقضي وطره مع دجاجات الحي،ويصيح قبل الفجر من اعلى مزبلة للاعلان عن فحولته'،سقط في الامتحان، ولم تعد ديكورات وجهه الزخرفية عناوين فحولة. لكن الواقع المُعاش اكد بالقطع ان هناك نسوة تجاوزن بمواقفهن اشجع الرجال.فعندما اهتزت كرامة الامة من المحيط الى الخليج على مرآى منهم،لم تهتز بشواربهم المفتولة او لحاهم الممسدة شعره، بينما شمّرت النسوة عن سواعدهن،في تحدٍ مبهر باهر للاعداء، واثبتن بالبرهان القاطع والدليل الساطع ان لا فضل لهرمون التستوفيرون الذكوري على الاستروجين الانثوي الا بقدر ما يقدم كلُ منهما لامته ووطنه و اسرته.

*** بلغة رصينة ليست بذات عوج،صافية كحليب الامهات الطاهرات،بعيدة عن لعبة التنجيم السياسي لمعرفة المجهول، وتحضير الارواح للسؤال عما يدور في القبور.لغة صافية رقراقة شفافة ،ليست للتدليس او التهليس، نقول بصريح العبارة: ان النظام العربي فقد حياءه،وتخلى عن فروسيته و كوابحه الاخلاقية.تماماً كما وصفه احد الرعيان الحكماء من ذوي الخبرة بالدواب 'ان العربان كالبعران لا تلوك الا احناكها'. نضيف ايضاً انها لا ترفس الا بعضها. نتنياهو في كتابه 'مكان تحت الشمس' يخاطب العالم :ان العرب لا ينصاعون الا لسلام الردع،فاذا فشل فبقوة السلاح،فيما يقول صائب عريقات الذي امضى ربع قرن في المفاوضات العلنية والسرية 'حياتي مفاوضات'، فيتنطح له الكاتب الصهيوني 'آري شفيط' في صحيفة هآرتس العبرية بجواب لاذع :ان السلام بين العرب و اسرائيل،يشبه فتاة جميلة تحاول اغراء رجل ـ مثلي الجنس ـ فلا يستجيب لها،لانه يبحث عن واحد مثله.

*** لا حاجة لتعريف المُعرف، و لا تجريب المُجرب،فالنظام العربي،نظام استبداد وطغيان وقمع وتعذيب ،بعيد عن نشر العدالة بين ابنائه في الداخل،ويعيش حالة تبعية وعالة على الخارج.ولكي نتجنب الطلسمة اللغوية،وننأى عن العموميات والمعميات، باعتماد اعلى مراتب الصراحة ،فقد سجلت بعض النساء العربيات مواقف 'رجولية' في الوقت الذي غيرت بعض الشخصيات خنادقها وبدلت جلودها،.مذاك دخل عنترة و ابوه و امه واخوه وقبيلته متحف الشمع للفرجة عليهم بالمجان،لانهم لا يستحقون ثمن تذكرة،ووصمت النخب العربية بـ 'علي بابا و الاربعين حرامي' لانها سرقت شعوبها.في هذه الاجواء الانقلابية، ولان الطبيعة لا تقبل الفراغ، دخلت نماذج نسائية ميادين الفروسية على جياد مطهمة تسابق الريح حيث سجلن مواقف استثنائية،لم يصالها عتاولة الرجال.

*** هيلين توماس: سيدة عربية من اصول لبنانية تدرجت في العمل الصحفي حتى اصبحت عميدة صحفيي البيت الابيض.عاصرت عشرة رؤساء امريكيين،وجاء ترتيبها كواحدة من العشرة الاهم اثراً وتأثيراً بين نساء العالم. قالت ذات نقاش في البيت الابيض: ان حل القضية الفلسطينية بسيط جداً، يكمن في عودة اليهود من حيث اتوا.كلمات قليلة اشعلت نيراناً في اسرائيل لم تنطفىء اوارها ، كنيران المجوس،وتحرّكت الماكينة الاعلامية الصهيونية ضدها،فنصبوا لها مشانق من كلمات،لكنها تمسكت بموقفها و ادانت بعدها،الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية،ثم احرجت اوباما في اول لقاء معه بعد فوزه بالرئاسة الاولى بسؤال مباشر:هل تعرف من هي الدولة الشرق اوسطية التي تملك سلاحاً نووياً؟. تهرب من الجواب وراح يتأتأ كمذنب حاصره محقق ذكي لماح. العكس يجري تماماً فما يفعله الزعماء العرب في البيت الابيض هو التآمر على بعضهم وتحريض الناتو على تدمير 'العواصم المارقة'،مع التعهد بدفع فاتورة التدمير،وإزالة الانقاض!!!. ـ هيلين ـ فعلت ما لم تفعله القمم العربية التي يتدخل البيت الابيض في صياغة توصياتها وتوجيه قياداتها.

*** حنين الزعبي : هي اول امراة عربية فلسطينية تفوز بمقعد في الكنيست الاسرائيلي،ركبت البحر على متن اسطول الحرية، لفك حصار الجوع والخوف عن قطاع غزة،وبسبب هذا الموقف العروبي و الانساني تعرضت لابشع انواع الايذاء اللفظي من لدن المنظمات اليهودية المتطرفة والصحافة اليمينية،ولوبي الشر في الكنيست.تلقت رسائل تهديد بالقتل، ومطالبات باعتقالها وتجريدها من الحصانة البرلمانية، لكن كل ذلك لم يفت من عضدها ولم تتراجع قيد انملة عن مواقفها،لكنها اعتلت منصة الكنيست بجسارة وقالت لليهود: ' لن ارد عليكم لإنني احتقركم '. تُرى ماذا يقول سفلة التطبيع الذين زاروا الكنيست ووزارة الدفاع ،وعقدوا صفقات العار؟!.

*** ريما خلف: اردنية جسورة، شغلت عدة مواقع وزارية.تعمل اليوم امينة تنفيذية للامم المتحدة .تُعتبر واحدة من اهم خمسين امراة مؤثرة في العالم بشهاد الاعداء لا الاصدقاء ـ والحق ما شهدت به الاعداء ـ اعطت درساً للرجال في ثبات الموقف،وفضح ممارسات اسرائيل الوحشية من على اعلى المنابر الدولية وليس في مجالس النميمة، وجلسات السوء كما يفعل بعض الرجال المهزومين،والسياسيين المحنطين. جُن جنون اسرائيل وحلفاؤها لتصريحاتها المدوية: 'ان اسرائيل تمارس سياسة التطهير العرقي،كابشع الانظمة الاستبدادية و الاشد ظلاما وظلماً في التاريخ.وهي ـ أي اسرائيل ـ تقف خلف انقسامات الوطن العربي و تخلفة'.' وان القوى الاستعمارية عقدت العزم على منع أي جهد للتوحد بين العرب،فقطعت اوصال البر الشامي،وحفرت اخدوداً جغرافياً وسياسيا عميقاً في فلسطين لعزل المشرق العربي عن مغربه،كان حصيلته كارثة على جميع العرب'.

*** الغريب، ان تيارات عديدة و اصوات عربية ،و اقليات صغيرة ،تطالب بالانقسام العربي والانفصال على اسس عرقية ومذهبية،وتؤيد المزيد من زرع خوازيق سايكس بيكو في جسد الامة، حتى ان هناك دعوات لاستقلال بعض القبائل ورفع اعلامها ورسم حدودها، كما يحدث في اليمن وليبيا والسودان. نقول لهؤلاء،و للذين يتخذون من 'اللاموقف موقف'و رموز التفتيت ودعاة الانقسام: تعلموا من النسوان، واقرؤوا قول الله: ان هذي امتكم امة واحدة و انا ربكم فاعبدون'.

*** ما تفعله العربيات العروبيات يعيدنا الى امجاد الخنساء و الزباء و خولة بنت الازور،لكن ما يفعله النظام العربي مخجل حدود الفضيحة.فهو يفتح المقصورات الخاصة في مطاراته ويفرش السجاد الاحمر، ويضاعف الامن والحماية لاستقبال الجاسوسة الاشهر في اسرائيل 'تسيفي ليفني' التي اسقطت بجسدها عددا من الشخصيات العربية النافذة للحصول على معلومات حساسة ـ باعترافها ـ ،وقتلت عالماً نووياً عراقياً في فرنسا،واغتالت مساعد خليل الوزير في اليونان،واقترفت جرائم بحق العرب لا يعلمها الا الله والموساد. السيدة ذات الجاذبية الجنسية التي تثير شهية العربان،جالت في اقل من شهرين احدى عشر دولة عربية للحصول على ضمانات بعدم مساعدة اهالي القدس لتعزيز صمودهم، تمهيداً لطردهم،ثم اخذت تعهدات من العربان بالضغط على عباس لنزع سرواله،آخر ما يستره.ليفيني تُستقبل في الدول العربية استقبال الفاتحين، بينما لا تجرؤ على دخول بعض الدول الاوربية لا نها مطلوبة كمجرمة...!!!

*** بعد كل هذا التهافت المزري،هل النظام العربي قادر على تسجيل بصمة انتصار ام انه وصمة عار؟.

مدونة بسام الياسين

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-04-2014 11:57 AM

يا اخ بسام
اذا كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب

2) تعليق بواسطة :
18-04-2014 08:35 PM

لم يذكر الكاتب المحترم ان السيدة ريما خلف قد داست على جواز السفر الاردني وهي طالبة جامعية مثل ما فعلت السيدة اسمى خضر الغير ملفت للانتباه ان الاثنتين ثقلدن المنصب الوزاري بالاردن .
الغريب حملة التلميع الجديدة للسيدة خلف قبل رجوعها للاردن .
لو يفيدنا الكاتب المحترم ما هي الانجازات التي قدمتها السيدة خلف للاردن غير التعبير عن كرهها لللاردن والاردنيين الذي باسمه وصلت الى ما وسلت اليه .

3) تعليق بواسطة :
19-04-2014 10:09 AM

سلام عليكم--اين تعليقي يا اخواني

خلف الراعي

رد من المحرر:
سينشر بعد عرضه على رئيس التحرير

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012