أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
“أتلانتيك”: لماذا بنيامين نتنياهو أسوأ رئيس وزراء لإسرائيل على الإطلاق؟ خطأ شائع في الاستحمام قد يضر بصحتك لافروف عن سيناريو "بوليتيكو" لعزل روسيا.. "ليحلموا.. ليس في الحلم ضرر" روسيا تستخدم "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي بشأن كوريا الشمالية الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


الاستبداد – الافساد : اضاءات على المشهد في الاردن

بقلم : د. سمير أيوب
19-04-2014 11:27 AM


الاستبداد – والافساد منظومة متكاملة ومعقده . لها الكثير من الحواضن المتسانده. ظاهرها كباطنها ،غير مرح ولا فرح . منظومة فاعلة بنشاط متصل ، غير راكدة ولا هامده . وان بدت أحيانا ، لاسباب تكتيكية غير ذلك . منظومة تضم في حناياها الكثيرمن الملل والنحل . تقف بافرادها ومضامينها ،على حواف كل شئ . منها ، معارج الاخلاق والاستقامة الظاهرية الفردية . ولكنها تمضي فيما بعد ،عبر طرق آخرها في علم الغيب . لا شئ يشبهها ، الا الشيطان المتحول كما وردت حكايته في النص القرآني الكريم .

الاستبداد – والافساد ، منظومة متغولة بطّاشة . لا تخشى التحدي ، في مواسم الصخب والضجيج الاعلامي . تعمل على ان لا يتجاوز ، كل ذاك النقيق ، الانتقائية المفرطة . وعلى ان يبقى صخباً متأتأ خَجِلاً وَجِلاً .

وطالما بقي الصخب ، بعيدا عن الجهر في مخاصمة منظومة الحواضن ، وقواها الضابطة لايقاعات المسرح والمَشاهِد فيه ، فهي بالقطع ، لا تخشى مواجهة مع مجرد حذاء ، يطاول حقاً او ظُلماً ،اي قامة في العمل العام . حذاءٌ لم يجد مناصا من طَرق خزان الغضب الشعبي . حتى لو استعان ذاك الحذاء بكل انتاج مصانع الاحذية المحلية والاقليمية والعالمية ، بكل مقاساتها والوانها وماركاتها . للاسف الشديد طبعا .

في ظل كل ما حملت قذيفة الحذاء ، التي قصفت هامة رئاسة الوزراء في الار دن مؤخرا ، من توريات واسقاطات سياسية كامنه او معلنه ، الباطل فيها قبل الصحيح ، يتبادر في ذهني حزم من الاسئلة المقلقة . منها ، أيصح أو يليق ، الثرثرة مطولا ، عن مسارات فردية لمنظومة الافساد ؟ والاستمرارالمسترخي في الوعظ عن الضوابط الاخلاقية ، وحدها في مواجهة التدهور السلوكي المرافق له ؟ وتفسيره فقط داخل اطار الاخلاق المعلقه ؟

أم ان لتلك المنظومة مضامين ، سياقات ، استراتيجيات وادوات ذات اغراض لم تعد تخفى على أحد ؟ وانها منظومة شيطانية مركبة ، يشد قطاعاتها ومستوياتها رباط واحد ؟ وتملك طاقة مستدامة على التناسل والتكاثر كالارانب والقطط ، حتى بات لها ابناء واحفاد وأتباع ، يفوق عددهم اتباع كل من الراقصة فيفي عبده في مصر الكنانه ، والمغنيه هيفاء وهبي في لبنان ؟ طبعا وهن في اوج شبابهما .

الاستبداد – الافساد في بلادي كما في غيرها من بلاد العالم ، منظومه تضخ بين الحين والاخر ، بعضا من قضايا التفسيق والاسقاط المدروس ، من كل النكهات . وكلها محكوم استراتيجيا باكوام من اللغة الشجية التي لم تعد تطرب أحدا حتى منشدها .

منظومة الافساد تتقاسمها في بلادي ، قوى تنهش كل ما هو فوق ارض الوطن وتحت ارضه وفي سمائه . منظومة تنتج حراسها وجزرها طيب المذاق ، وهراواتها الغليظه ، من انظمة وقوانين ناعمة ، كفيفة او معاقة . وتنتج جوقات من المداحين المزمرين المطبلين ، وخبراء التجميل والتأويل والتفسير والتبرير، ومحترفي التقزيم والتعظيم والتهميش والتهبيش . ناهيك عن كل المنافحين والمتنطحين من عصبويات واصول ومنابت ومواقع وحَسَبٍ ونَسَبٍ وغطرسة مال السُّحت .

فبيادر الافساد في بلادي ، ظليلة كالخميله . فريدة في نوعها . فيها من ينظم السير بلا تدافع . فيها مرضعون ومرضعات يتقمصون الشرف . يقفون في المنتصف من الجميع ، لضبط ايقاع المناوشات بين مفردات المنظومه . ليبقوا خائفين ومحتاجين لمظلته ، وللتعرف الدائم على مستجدات اصول اللعبة ومواقيتها ومحطاتها . فيها من يتحكم باتقان ، بالسواقي وبالجذع وبالجذور . ولكنهم في المحصلة ، كلهم جسد واحد . اذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالحُمى والسهر .

بعيدا ، عن انتهازية بعض اصنام المعارضة ، او الموالاة ، المتصدرين ضفتي المشهد الاردني ، واغلبهم بالمناسبة مُدَجّن كثيرا ، اقول كمواطن عادي : لا نتوقع ملائكة في العمل العام ، ولكننا في المقابل ، لن نقبل بشياطين تسوس امرنا فيه . ولا نطمح بمدينة فاضلة ، متحررة من عب الفساد والافساد بالكامل . الناس تدرك بالفطرة السوية ، بان العمل العام بالكثير من تطبيقاته الحالية ، غير محصن بما فيه الكفاية ، من أدوات الردع وعبئ الاخلاق العامة ، والشرف والنزاهة والامانة . وان الاخلاق الفردية وحدها ما كانت يوما ما ، تكفي للاحساس بوجع الناس ومآسيهم .

وأقول ، لمن يريد التوغل اكثر في دهاليزومعارج الافساد ، والتفسيق المؤسسي والفردي ، أن هناك مداخل كثيرة ومتعددة للفهم ، وكلها تبدء من الحواضن الناعمة ، التي تحت الارض وفوقها . كل تلك المداخل ، يعرفها حق المعرفة ، كثيرون من نشامى هذا الوطن الطيب .

ولكن ، هل لا تزال الافاق القريبة والبعيدة ، من المجابهات والمواجهات ،مبشرة وواعده ؟ وهل موازين القوى فيها ، تختزن ما يكفي من الحكمة الوطنية ، بعيدا عن العبثية او العدمية غير المسؤولة ؟ الحقائق مرة . وأرى بصيص نار بين الرماد . فاحذروا ان تمتد الى ما بين اقدامكم ، لا سمح الله .


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-04-2014 04:14 PM

الفساد والفاسدين انتاج اردني بقبول خارجي او تشجيع خارجي و حينما نقول من الخارج لا يعني ذلك بالضرورة انهم يجتمعوا ويقرروا افساد الأردن ولكن الأمر ابسط من ذلك بكثير كل فاسد من جماعات الفساد الأردنيين له خط مفتوح " وهم يتباهون علنا بذلك " مع دائرة أمريكية أو بريطانية وغالبا أمريكية مع البنتاغون او وزارة الخارجية او مجلس الأمن القومي او مع أحد مراكز صنع القرار او مؤسسات انتاج الفكر السياسي الأمريكي والجميع يشكلون أواني مستطرقة ينفذ كل مافيها لكل من فيها
إذا فالفاسدون مدعومون بصورة او بأخرى من جهة خارجية وهذا ما يحرج الدولة الأردنية ويجعلها مترددة في محاربة الفساد لأن القنوات ستنتهي الى بعض مراكز القوى الأجنبية التي يحتمي بها الفاسد الأردني و من ناحية ثانية لا يجرؤ الأردن الرسمي على رسم السياسات التي يمكن ان تنتقل بالدولة من الشكل الهلامي التي هي عليه الآن الى الشكل النهائي للدولة الذي يجب ان يستقر في أذهاننا ، دولة المؤسسات والقانون فاليوم لا يمكن ان نسمي انفسنا بأننا دولة قانون ومؤسسات ففي دولة المؤسسات والقانون لا يأتي رئيس الديوان ويأمر رئيس الوزراء بتسجيل اراض باسم الملك مما يحرج الملك و يوفر غطاء للفاسدين كي يسرقوا محتمين بما فعلوه للملك في دولة المؤسسات والقانون لا يأتي رئيس شركة قابضة رئيسا للوزراء ويشتري اصول الدولة لشركته ويستغل وظيفته للكسب غير المشروع و يتدخل في القضاء وأحكامه ثم يبقى شخصية سياسية من الطراز الأول يستدعى للقصر لأخذ مشورته ورأيه أي رأي يمكن أن تستفيده الدولة من السيد سمير الرفاعي والسيد زيد الرفاعي والسيد ابوالراغب وهم باعترافهم قاموا بقضية تسجيل الأراضي وبيع الفوسفات وملفات اخرى
ملفات الفساد التي تبدأ من بضعة ملايين وتنتهي بمئات الملايين من قام بها قام بها متنفذون مايزالون يستشارون وما يزالون يفسدون ويسرقون ويعيشون في الأردن حياة التايكونز وربما أكثر ملفات الفساد شملت كل وزارات الحكومة ومؤسسات الدولة تمنعنا بعض الخطوط الحمراء من الحديث عن بعض قضايا الفساد لأننا لا نريد ان نتحدث بسوء عن القوات المسلحة ولا عن الأمن العام ولا عن المؤسسات الأمنية غير أن الدولة أعلنت هي عن بعض تلك القضايا الا أن كثيرا من القضايا ماتزال طي الكتمان الشديد من باع السلاح لدول أمريكا اللاتينية من استورد اجهزة اتصالات للجيش والأمن العام و أخذ عليها كومسيون من تدخل في أعمال لجان المشتريات هنا وهناك وقبض ملايين مملينة عليها من حاول ان يخلع مواسير التابلاين ويبيعها من أسس شركات واخذ عطاءات لأن ابوه او عمه او أخوه كان رئيسا للوزراء من اصدر تذاكر مجانية على متن الملكية الأردنية بالآف ساعات الطيران للأصحاب والخلان مجانا من حول أموال المنحة النفطية الكويتية الى حسابات في الخارج !!!!!!!؟؟
لن يستعيد الاردن عافيته الا إذا قضينا على هذه المؤسسة الحقيرة مؤسسة الفساد التي أطاحت بنظامنا وسمعتنا و مكانتنا ولا يفهم الأردنيون لماذا تتلكأ الحكومة والدولة في معالجة قضايا الفساد لا أحد يملك جوابا ولا حتى توقعا لماذا تسكت الدولة عن الفاسدين و تبدو كمن يعتذر اليهم عن السماح للناس بالحديث عن فسادهم وخرابهم اليوم الدولة تتأرجح معلقة في الهواء والحديث العاطفي عن الأردنيين وتعلقهم بالنظام وغير ذلك من الحديث لا يسمن ولا يغني من جوع

2) تعليق بواسطة :
19-04-2014 04:48 PM

كلآم فيه التوريه ومآ بين السطور أكثر ممآ فيه في النص .. التوقيت خطير جداً فيمآ لو تمكنت الأغلبيه الصآمته والغير صآمته وكلآهمآ عآجز وغير مٌؤهل للتغيير الآن ...إقليم بلآد الشآم تحديداً على كف عِفريت وليس من الحكمه التصعيد مهمآ كآنت الأسبآب والموجبآت ..أقول مهمآ كآنت الأسبآب !! لأن المتَصَيِدون والذين يتمنون ديمومة الفتنه كٌثٌر والأموآل التي إشترَتْ الذِمَمْ لهآ هدف قذِرْ وآحدْ هو خدمة إسرآئيل بمنآى عن من يحكٌم هٌنآ أو هنآك ... إذآ نظرنآ إلى مٌكَوِنآت الطيف المعآرض في الأردن لوجدنآ أنهم ضجيج ملئ بالشعآرآت ولآ يٌحآكي متطَلَبآت الحقيقه ومآ زآل لآ يوجد في الأردن منظومه قآدره على مآ بعدْ ألتغيير وهذآ أخطر مآ في الموضوع ! . أنآ أرى دكتورنآ العزيز أن الحآضنه الحآليه ! على سوئهآ أفضل من أي مرشحين مٌحتملين , وقآدره على محآكآة هذآ العآلم المتغير حيث بقينآ نٌرآوح مكآننآ منذ 70 عآماً !! ... بشرط أن يكون الخطآب السيآسي إلى ا لعموم هو ملكيه دستوريه حقيقيه نٌصِرْ عليهآ وننآضلْ من أجلهآ بكل هدوء وفطنه درئاً للفتنه, ولتتفضل كل أطيآف الشعب تولي زمآم الأمور على الأرض , وإلآ لجأنآ إلى ألخآرج ورهنآ بلآدنآ للأجنبي وهو الخطآ الإسترآتيجي الذي وقعت فيه كٌل مآ سٌمي بثورآت الربيع العربي !! الوضع دقيق ويحتآج إلى صبر بعيد عن الضجيج .

3) تعليق بواسطة :
19-04-2014 04:51 PM

اشكرك على جميل ما تفضلت به ، وهو بالمناسبة صحيح واتفق معه الى حد كبير . ولكن يبقى سؤالي الاخير في المقال : هل هناك ما يكفي من حكمة وطنية لدى المحتلين عنوة لضفاف المشهد ، لتُبقي الافعال والردود عليها بعيدا عن عبثية مجانية او عدمية لا تغني من جوع ، بل وتبقينا مكانك راوح كالمحنطين في براميل من الفورمالين ؟ ومن هنا الى اين ؟ لقد اسعدني مرورك يا صديقي . تحياتي

4) تعليق بواسطة :
19-04-2014 04:53 PM

مسار يستحق المزيد من سبر غوره باخلاص الفريقين ، بعيدا عن العناد وزرع الطين في الاذنين ، أو ذر التراب في العيون . الاعيب الحواة ليس من السهل تسويقها ، حتى لو شاركت في ذلك كل شركات ومقاولي الاعلام الحديث والعلاقات العامه . الادراك الجيد العقلاني مطلب شمولي ، وليس انتقائي او عشوائي او رغائبي ، او حب من طرف واحد دون الاخر . شكرا لك . فاللعب ليس في الفراغ بل وسط دوامات وحوامات ، اين منها مثلث برمودا الاشهر .

5) تعليق بواسطة :
19-04-2014 04:54 PM

مقال رائع جداً ودقيق وعميق والحق ان السلطة المطلقة وهي ما يعرف بالإستبداد هي مفسدة مطلقة من هنا ينتشر الفساد ويستشري ويستمري وقد وضع الكاتب الدكتور النقاط على الحروف فكل الشكر له

6) تعليق بواسطة :
20-04-2014 09:10 AM

ضفاف المشهد - توصيف منصف ,على احزاب المعارضة الوطنية ان تجدد ذاتها وان تبصر طريقها ,في حين تزداد "المهمات" تتباطىء الجهود وتتراخى الهمم ,لماذا؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012