أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


"الإخوان": أوهام الإصلاح من الداخل

بقلم : إبراهيم غرايبة
24-04-2014 12:27 AM
تكونت فرصتان مهمتان على الأقل منذ العام 1989، للمبادرة إلى تكوين تشكلات اجتماعية سياسية لأجل الإصلاح والمشاركة السياسية والعامة؛ ولكنهما أهدرتا. وفي تقديري أن سبب ذلك، ببساطة، هو أن الاستجابات السياسية والاجتماعية أغفلت التوجه إلى الموارد الأساسية والفعلية للتشكلات الاجتماعية والسياسية، وآثرت بدلا من ذلك التوجه إلى التجمعات الجماهيرية التي تشكلت في لحظات تاريخية حول أفكار ومطالب ووعود كبرى وعامة، لا تصلح لعمل سياسي واجتماعي، وإن كانت تلهمه؛ أو يمكن استيعابها في عمل مؤسسي ومنظم ومتفق بوضوح ومباشرة مع الأهداف المحددة للإصلاح والمشاركة، كما ينسجم أيضا في تركيبته الاجتماعية والهيكلية مع العمل العام وطبيعته واحتياجاته.

وحدث الخطأ نفسه، وإن بصيغة أخرى، بالنسبة للتيار الإصلاحي الوطني في جماعة الإخوان المسلمين، والذي ظل يراهن على 'الجماعة' بما تملكه من تأثير اجتماعي وجماهيري، وقدرات وموارد تنظيمية ومالية، معتقدا أنه يمكن التأثير على أعضاء 'الجماعة' ودفعها من خلال الانتخابات الداخلية إلى برامج ومواقف إصلاحية وسياسية واجتماعية تتفق مع التصورات الجديدة للعمل العام التي أنشأها استئناف الديمقراطية في العام 1989، و'الربيع العربي' في أواخر العام 2010.

وبالطبع، هناك المثال التاريخي للأحزاب والتيارات القومية واليسارية، والمنظمات الفلسطينية التحررية، التي وظفت المد الجماهيري القومي واليساري لأجل عمل سياسي وطني قائم على وعود وآمال قومية وتحررية! وقبل ذلك، تشكلت لحظات تاريخية ألهمت الجماهير والنخب، قائمة حول الاستقلال والتحرر الوطني ومقاومة الاستعمار.

ويمكن اليوم الاستنتاج أنها لحظات تاريخية برغم ما فيها من إلهام وقدرة على تحريك الجماهير، إلا أنها لم توظف بنجاح لإنشاء ديمقراطية حقيقية تنظم مصالح المواطنين والمجتمعات، وتعكس ولاية الأمة على السلطات كما ينص الدستور!

والسبب بوضوح وبساطة، هو أنها لحظات وموجات تاريخية قامت حول فكرة محددة (التحرر/ الاستقلال/ الوحدة العربية/ التدين..)، ولم تكن واردة فيها مسائل الحريات والديمقراطية والتنمية والإصلاح، والتنظيم الاجتماعي للمواطنين على أساس الأماكن والمصالح والأولويات والخدمات الأساسية وعدالة التوزيع والعدالة الاجتماعية والمشاركة الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين والمجتمعات. وبالنسبة للإخوان المسلمين في الأردن، فقد كانت حتى حلول 'الربيع العربي' مفاهيم ومصطلحات تعني بداهة الكفر والعمالة ومداهنة الجاهلية... ولا يمكن اقتراحها أو طرحها إلا على سبيل المغامرة أو التقية!

هل يمكن إصلاح جماعة الإخوان المسلمين بفعل الحراك والجدل الداخلي فيها؟ لقد تغيرت الجماعة مرات عدة في تاريخها، ولكن ديناميكيات التحول لم تكن بفعل جدل ونشاط تيارات داخلية في الجماعة، وإنما بفعل موجات واتجاهات فكرية وسياسية خارجية، هبت على 'الجماعة' كما على الساحة العامة، والتقطها بعض الإخوان، وغالبا الجيل الشاب في 'الجماعة'. وكانت هذه التحولات تعكس الاتجاهات العامة حول 'الجماعة' وليس في داخلها. وفي أحيان أخرى كثيرة، كانت هذه التحولات تعكس استهدافا مباشرا للجماعة لأجل التأثير عليها باتجاه فكري أو تنظيمي معين.القاعدة الأساسية في العمل العام والمشاركة، هي أنه لا يمكن العمل مع جماعة تأثير إلا لأجل التأثير، ولا يمكن المشاركة في جماعة دعوية إلا لأجل الدعوة وبمحتوى دعوي ملائم.

الإخوان المسلمون اليوم جماعة اجتماعية دينية بمحتوى انفصالي تكفيري، وهم يشاركون بهذه التشكيلة في الحياة السياسية والعامة!
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-04-2014 08:06 AM

متى ستعلنها الدولة جماعة ارهابيه مثل مصر ونخلص؟

2) تعليق بواسطة :
24-04-2014 11:09 AM

الاحزاب والتيارات القوميه واليساريه ومنظمة التحرير ومن على شاكلتهم كل هؤلاء عملاء هم من اسس دولة اسرائيل واعطاهم فلسطين . زكل حروبهم ومشاريعهم التحرريه والاستقلال والوحده كذب ودجل
من تلقين اليهود والسي اي ايه ...

لاقيمة لهم ولا ادنى احترام

3) تعليق بواسطة :
24-04-2014 11:00 PM

العلة والمرض في العقلية الحزبية، التي تترك الفرد مفصوما عن عقله، يفكر فقط بعقلية القائد، أيا كان. وبعد عشرات السنين يجد نفسه معزولا بشكل كامل عن محيطه الاجتماعي لا يفهم عليهم ولا يفهموا عليه، رغم انه يجيد اللغة، ولكن فاقد للغة التواصل العاطفي والحسي والفكري.

تنظيم برامجي وعملي نعم لكن ليس حزبي براقماتي ايدولوجي.

العلة أن كل حزب يتهيأ لنفسه انه دين جديد وزعيم الحزب نبي جديد.

يا عمي الأديان ختمت، وخاتم النبيين محمد (ص) ومن يريد الحياة الطيبة عليه اتباع الدين بوصاياه وتعاليمه، بدون زعامات ولا حزبيات، والزعيم هو النبي أو وارث النبي الذي يجمع الناس أنه امام دين، لا خلاف عليه.

من يفهم كلامي يعيش سعيدا وبعيدا عن عقد الاحزاب.

ربما تناسب الأحزاب مجتمعات غير عربية ولا اسلامية، لكن ليس هنا في العالم العربي ولا في الأردن العشائري.

أخيرا فهم الاوروبيون الفكر الحزبي بأنه فقط تنظيمي وليس عقائدي، ولذلك كتب لهم النجاح إلى حد معين.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012