ملاحظة: بعد غياب عدة اشهر عن الكتابة في صحيفة العرب اليوم الغراء عاد نائب رئيس التحرير والصحافي المخضرم الاستاذ محمد كعوش الى زاويته اليومية على الصفحة الاخيرة في الصحيفة.

محمد كعوش

كانت غيبة قصيرة, ولكنني حسبتها مثل غيبة اهل الكهف, لأن الانقطاع عن القراءة وعن متابعة الاحداث من حولنا هي أقرب الى الموات, او الاستغراق في سبات عميق وطويل ....

في مدة قصيرة غبتها تغيرت الاحوال وحدثت تطورات ومستجدات. فالمرحلة الجديدة شهدت ولادة حكومة جديدة وبرلمان جديد ومجلس اعيان جديد, وتحديات وازمات جديدة أىضاً..

كانت الحكومة الماضية مشغولة بازمة »الخيار« وبعدها »البندورة« اما الان فهناك ازمة اسعار »البطاطا« فلكل مرحلة مشكلاتها, وهذه المشكلات والازمات تتناسل وتتناسخ, لذلك لست ادري ما هو نوع او شكل الازمة القريبة الآتية .. والتي ستكون الى جانب المشكلة المستجدة علينا والتي ستصبح مستدامة وهي مشكلة العنف المجتمعي!!

وكذلك حدثت تطورات خطيرة فبرزت مشكلة اسانج وفضائح وثائق موقع ويكيليكس, كما حدثت تطورات عربية خطيرة تستحق وقفة تأمل وبحث وتحليل لأنها ترتبط بالأمن القومي العربي والأمن الاقتصادي العربي...

وفي اثناء الغياب الطوعي قمت بزيارة الى بيروت والتقيت عدداً من الزملاء الرواد الصامدين في عاصمة الصحافة والكتاب »بيروت« فانتشيت وانتعشت ذاكرتي بتفاصيل مرحلة ازدهار الصحافة في العاصمة اللبنانية, وهو ما ساعدني على الخروج من حالة اليأس والاحباط والعزلة...

وبعدها زرت القاهرة ايضاً فكانت فرصة للعودة الى ممارسة عادة القراءة والمتابعة, وادهشني اصرار الكتاب الكبار »شيوخ الصحافة« في بلاد النيل على ممارسة المهنة والاستمرار في الكتابة حيث لا يجف الحبر ابداً طالما يتدفق الدم في شرايين الجسد وحين تنتعش الروح في مواجهة التحديات...

في تلك اللحظة ايقنت أنني انتمي الى جيل يرفض الانقراض وهو الجيل الذي يُعبّد الطريق امام جيل الابناء من اصحاب الاقلام الواعدة في زمن كثرت فيه الاقلام التي تشبه شجرة اللبلاب...

اعود للكتابة متسلحاً بدم الشباب وحكمة الشيوخ, اغرف من خزين تراكمي من الوعي الوطني والتجربة القومية, هكذا كنت وساظل دائماً خصوصاً أنني اقف الان على عتبة العام التاسع والاربعين من العمل الصحافي المتواصل ... وأنا اعرف الان اكثر من اي وقت مضى ان للكلمة سحرها .. وسرها ودورها...0

Kawash.m@gmail.com