21-12-2010 07:48 AM
كل الاردن -
كل الاردن - شهدت سنة 2010 تراجعا ملحوظا لحركة الإنتاج الفني الأردني . فالأعمال الفنية الدرامية الأردنية التي رأت النور في هذه السنة لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة , مقارنة بالسنوات السابقة , وبموازاة أعمال عربية أخرى تجاوز عددها المائة عمل تلفزيوني وبشكل عام.
كان لهذا التراجع أصداء عديدة تراوحت بين تعليقات الصحف الفنية ( الأقسام الفنية في الصحف الأردنية ) , وبعض البرامج الفنية والمنوعة التي استضافت العديد من الفنانين للتحدث حول الحالة , ولم يكن التلفزيون الأردني الرسمي من بينها بالطبع.
وأذكر هنا بحجب جوائز لأعمال أردنية في بعض المهرجانات , وذلك بسبب عدم وجود أعمال مقدمة للتنافس , ومنح جوائز لأعمال أخرى , في مهرجان آخر , لأعمال تم إنتاجها في سنوات سابقة.
أورد هذه المعلومات للدلالة على هذا التراجع الغريب والغير مبرر , على الأقل لدى الجمهور الأردني الواسع , والجماهير العربية التي تتابع أعمالنا الأردنية , من المشرق إلى المغرب العربي.
وبالرغم من الصعود الواضح , وبروز الدراما الأردنية للواجهة الدرامية العربية في سنوات 2005 وحتى 2009 , وفي أعمال نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر .. راس غليص , وضحة وابن عجلان , عودة أبو تايه ( والذي حصد 7 جوائز كبرى في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون ) سنة 2008 , هذا عدا عن أعمال مشتركة مع الشقيقتين سوريا ومصر , وأعمال خليجية شهيرة قام على إخراجها مخرجون أردنيون . أقول بالرغم من هذا الصعود الحميد إلا أننا نتفاجأ بهذا الإنحدار القاسي لهذه السنة . فهل كانت كل هذه النجاحات في تلك السنين طفرة عابرة ؟ أم أن هناك أسباب منطقية أدت إلى هذا التقهقر والتراجع ! ألا يجدر بنا أن نضع النقاط على الحروف لمعرفة هذه الأسباب المؤدية لهذا التراجع ؟
أزعم هنا أنني تحاورت مع العديد من الأسماء المهمة في هذا المجال ضمن الوسط الفني الأردني , في محاولة لأخذ رأيهم في ما يحدث , ولم أستثني أي مهنة تذكر , فقد كان الحوار مع مخرجين وممثلين وفنيين , لهم خبرات طويلة في هذا المجال . كيف لا وهم أصحاب الشأن والعلاقة المباشرة , والمتأثرون بهذا التراجع والإنحدار.
وقد وجدتني في حيرة شديدة مما سمعت وعرفت , وأقول هنا أن كل هذه الآراء التي وردت مسامعي كانت الدافع الرئيس الذي دعاني لهذه الدعوة العامة والمتخصصة لعقد مؤتمر عاجل وبعنوان ' نحو إستراتيجية فنية أردنية ' .
إن من شأن هذا المؤتمر الذي يجب العمل على عقده وبصورة عاجلة , أن يضع النقاط على الحروف , وأن يشير إلى مواطن الضعف والخلل الذي يستشري جسمنا الفني الأردني , وأن يأتي في النهاية بخطة عمل واضحة المعالم , مرتكزة على التفاهمات المشتركة بين أصحاب الشأن , ومصاغة بشكل علمي ومنهجي قابل للتطبيق لوضع هذه الخطة أمام المسئول والمعني , والمباشرة فورا بوضع الحلول والمقترحات قيد التنفيذ.
المشكلة الآن هي .. من تكون تلك الجهة التي قد تقدم على عقد هذا المؤتمر وتنظيمه ؟ وزارة الثقافة مثلا .. مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية , إتحاد المنتجين الأردنيين أم نقابة الفنانين الأردنيين !!
قد لا يقدم أي من هذه الجهات على عقد هذا المؤتمر , فهي شريكة كلها في هذه المشكلة , وقد تكون كلها أيضا جهات مسئولة عن التنفيذ ....... بناءا على إختصاصاتها وقدراتها .
أرى أن تكون الجهة المنظمة لهذا المؤتمر محايدة , كأن تكون مثلا أحد الصحف المكتوبة أو الإلكترونية , أو مركزا معنيا بالثقافة والفنون كالمركز الثقافي الملكي أو الدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى , أو مؤسسة وطنية لدى القطاع الخاص معنية بشكل أو آخر بالشأن الفني الأردني ... ونعتقد أنها كثيرة والحمد لله .
أتقدم بهذه الدعوة الوطنية الخالصة لعقد هذه المؤتمر وبشكل عاجل , وأضع كل ما جمعته من آراء ومعلومات مسجلة لدي أمام الجهة المنظمة (متطوعا ) .. للقيام بكل ما أستطيع القيام به لتنظيم هذه الفعالية االوطنية المهمة .. والله على ما أقول شهيد .
عادل الحاج أبوعبيد -- فنان أردني