أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المعايطة: جداول الناخبين ستصدر الأسبوع القادم الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


ماذا بعد التشدد الديني؟

بقلم : هيثم شعواطة
14-06-2014 09:04 AM
في ظل انتشار التطرف الديني والتنظيمات الإسلامية المتشددة التي تحكم على الإنسان من خلال دينه وطائفته. وفي ظل فوضى الفتاوى المجانية التي تدعو إلى التشدد نحن مقبلون على حروب دينية ستحرق الوطن العربي من شرقه إلى غربه. فالإسلام المتشدد المتطرف لا يرى صوابا إلا في فكره وفي نفسه وهو يعتبر نفسه الناطق الرسمي باسم الله سبحانه وتعالى على هذه الأرض وبقية الناس هم كفار لا بد من محاربتهم لإقامة الدولة الإسلامية التي يتصورها لإقامة شرع الله.
وشرع الله هنا له تفسيره الخاص لدى هؤلاء. فشرع الله بنظرهم هو ما يتماشى مع الفكر الذي يعتنقونه أما باقي الأفكار فهي مرفوضة تماما. لذلك فهم على استعداد للقتل حز الأعناق لا فرق عندهم بين مسلم وغير مسلم. فالمسلم الآخر هو كافر بنظرهم لأنه لا يعتنق فكرهم أما غير المسلم فهو كافر بطبيعة الحال. وبالتالي إن نظرتهم للدولة أنها بلا مواطنين بل أتباع يطيعون فكر التنظيم فقط.
وهم بالتالي يعيدون تشكيل نسخة أخرى عن أوروبا أثناء الحروب الدينية ومحاولة الكنيسة الكاثوليكية احتكار الحقيقة. وهو ما نتج عنه من حروب دينية أرهقت أوروبا ودولها لعشرات السنين. إلى أن أدرك الجميع أن الحقيقة نسبية وما يناسب البعض قد لا يناسب البعض الآخر. وهذه الحروب هي التي مهدت الطريق إلى إقامة الدولة المدنية على أساس المواطنة وان الدولة للجميع بغض النظر عن الفكر والدين. وقد مهد أيضا لظهور الحركات الإلحادية في الجسم الأوروبي حيث انه الآن قوة لا يستهان بها. وقد نتج ذلك لاقتناع الكثيرين أن الدين لا ينتج عنه إلا سفك الدماء والحروب.
الأحزاب الدينية والأفكار الدينية المتشددة مثل القاعدة وداعش تلعب لعبة خطرة للغاية وهي بتصرفاتها تخلق حروبا دينية في القرن 21. وهي حروب قد تمتد لعشرات السنين وسيكون لها تأثيرها على التنمية في الوطن العربي وزيادة الفقر وزيادة البطالة. هذا فضلا عن الدماء التي سوف تسيل انهارا في كل قرية ومدينة. إذا ما هي الفائدة من الربيع العربي إن كنا سوف نستبدل تسلط الحكام بتسلط آخر اشد قسوة فهو باسم الدين ؟
قد تنجح التنظيمات المتشددة بإيجاد حاضنة لها في الدول التي ضعفت فيها السلطة المركزية مثل العراق وسوريا؟ وقد استطاعت هذه التنظيمات تحقيق بعض الانتصارات على الأرض بسبب إجادتها باللعب على الورقة الطائفية. وقد ساعدها على ذلك لعب رئيس الوزراء العراقي نفسه بالورقة الطائفية. وساعدها كون بشار الأسد في سوريا من الطائفة العلوية. ولكن ما يحصل في شمال سوريا هو أن الذين تضطهدهم داعش والنصرة وتحز أعناقهم من المواطنين هم في أغلبيتهم من السنة.
ما يجري الآن وفي ظل الجبن الواضح من شيوخ السنة الذين يدعون التنوير والاعتدال هو أننا من الممكن أن نكون على أبواب موجة الحادية أو ربما بعد 20 أو 30 سنة مقبلون على ثورة ضد الدين نفسه وليس ضد التشدد الديني. رجال الدين الوسطي المتسامح ليس عندهم الجرأة ليقولوا رأيهم الصريح بفساد فكر داعش والقاعدة. فهم يخافون أن يتم رميهم بتهم الكفر والزندقة وهي تهم يخافها كل عربي وكل مسلم لأنها حكم عليه إمام المجتمع بأنه شخص خرج من ملة الإسلام. ولكن إن لم يقم هؤلاء بواجبهم بفضح الأفكار المنحرفة فهم يمهدون الطريق للفكر الإلحادي لان يكون هو واجهة التصدي.
قد يقول البعض إن الفكر الإلحادي ضعيف ويكاد يكون معدوما وهذا القول صحيح ولكنه رغم ذلك موجود. وان كان هذا الفكر يعبر عن نفسه بطريقة خجولة الآن ولكنه في كل يوم يكتسب أتباعا جددا. وهو ينتشر ببطء ولكن بثبات. وأصبح أنصاره يعبرون عن آرائهم علنا في الصحف وعبر الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي. وسوف يزداد في المستقبل مادام أصحاب الفكر الفاسد يقدمون أنفسهم على أنهم هم وهم فقط أصحاب الدين الحقيقي وأنهم يستمدون فكرهم من الله سبحانه وتعالى.. وأصحاب الفكر الأحادي يستغلون ذلك بإظهار أن الدين نفسه وليس طريقة تطبيقه هو ما يؤدي بنا إلى التخلف وسفك الدماء.
قراءة التاريخ هي للتعلم والاستفادة. ولكننا للأسف امة لا تقرأ. نحن امة تدغدغ عواطفنا جملة مثل ( قال فلان) لنقوم على الفور بإلغاء عقولنا. نحن بحاجة إلى قراءة تاريخ الأمم التي شهدت حروبا دينية حتى لا نكرر النتائج الكارثية التي نتجت عن هذه الحروب. نحن بحاجة لقراءة التاريخ حتى نبدأ من حيث وصلت بقية الأمم لا أن نعيد إنتاج نفس الأدوار التي لعبوها ولكن بطريقة أكثر دموية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-06-2014 11:52 PM

مقالك لا يخلو من الحقيقة ابدا يا صديقي وأشد على يدك أخي هيثم فسياسة الحق الإهلي المقدس وصكوك الغفران تتفشى في اجسادنا وعقول الكثير منّا

2) تعليق بواسطة :
14-06-2014 11:53 PM

مقاه قيمه جدا وجريئه وكلام صحيح لكن قليل من الناس تتجرأ على الاعتراف به , ولمن لا يعرف نسبة الالحاد في السعوديه هي الاعلى بين الدول العربيه وهي 5-9 بالمئه حسب دراسة اجراها معهد جالوب العالمي !!!وتويتر وفيس بوك تشهد على ذلك !!

3) تعليق بواسطة :
15-06-2014 09:51 PM

يقول الكاتب المحترم (لاقتناع الكثيرين بان الدين لا ينتج عنه الا سفك الدماء والحروب )فهل هؤلاء الكثيرين مخطئين ام على حق ؟؟ فهذا ما نراه اليوم في سوريا والعراق كاكبر مثال واقربه الينا...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012