29-12-2010 07:57 PM
كل الاردن -
كل الأردن-كتب المحرر السياسي:يستطيع أي مراقب محايد أن يكتشف بسهولة أن الإعلام الحر، غير التابع للحكومة، استطاع أن يقود الموقف في أزمة مباراة الفيصلي والوحدات باقتدار كبير، وساهم في تقليل الخسائر الداخلية والخارجية التي تسببت بها الحكومة.
وقبلها، وفي عدة أزمات، أثبت الإعلام الأردني، والإلكتروني منه خصوصاً، قدرته على التعامل باتزان مع الأحداث، والرد على وسائل إعلام تستهدف الأردن وتحجيمها بطريقة أكثر فعالية بكثير من كتاب التدخل السريع الذين تدخرهم الحكومة في 'جرون' غير محكمة في صحف (محكمة)! فإذا بهم عند اللزوم مثل القمح الذي فسد!
المؤشرات تتكاثر، وكلها تقول بأن رئيس الوزراء سمير الرفاعي يعد العدة، وبالتعاون الحثيث مع أحد نوابه ممن اشتهروا بالتعامل الفوقي مع الإعلام، لهجوم جديد ضد الصحافة الإلكترونية، متسلحاً بثقة مجلس النواب وبنقابة الصحفيين، ومحاولاً استخدام بعضهم كحاجز واق يستقبل الصدمة الأولى، منتظراً معركة تقع بين الإعلام ومجلس النواب، مع فتاوى جاهزة من نقابة الصحفيين.
وتذرع الرفاعي بالحاجة إلى كف المبتزين ووقفهم عند حدهم. ونضع هنا في وجه الرفاعي ثلاثة حقائق:
الأولى: أشهر المبتزين هم على علاقة وثيقة جداً بأرفع المسؤولين! ويعرف دولته شخصياً ذلك!
الثانية: تماطل الحكومة منذ شهور في وضع معايير حقيقية لتنظيم الإعلام الإلكتروني، من تسجيل للمواقع وتثبيت للحقوق والمسؤوليات والمكتسبات.
الثالثة: لا مبتز (أي قائم بفعل الابتزاز) دون مبتز (أي خاضع لفعل الابتزاز)، والأخير، أي الخاضع لفعل الابتزاز، هو في الغالب الأعم ارتكب شيئاً يرغب في عدم فضحه، وهكذا فإن تقصير الحكومة الحالية، وقبلها الحكومات السابقة، في محاربة الفساد هو ما فتح الباب لحفنة من المبتزين ممن شوهوا الصورة كاملة وليس فقط صورة الإعلام الإلكتروني.
إن الحكومة تحاول خلط الأمور باستمرار، وتتذرع بحفنة من المبتزين الذين تعرفهم، وتحاول تعميم صورتهم على الإعلام الإلكتروني.
ولكي نعيد الأمور إلى نصابها، نتساءل: ما هو الدور الحقيقي للإعلام؟ أليس هو الإعلام والإخبار ونقل الحقائق؟
إذاً فإن ما نحتاجه بشكل عاجل هو ما طالب به رئيس تحرير 'العرب اليوم' طاهر العدوان ونخبة كتابها، وهو كف يد الحكومة عن الصحف اليومية، وعدم التدخل، ليس فقط في تعيين رؤساء التحرير، ولكن في المدققين اللغويين كذلك! وإعطاء تلك الصحف السقف الذي يطمح إليه صحفيون مخلصون وأكفياء يعملون بين ظهرانيها، وليس محاولة تكميم الصحافة الإلكترونية بذريعة محاربة التجاوزات! المسألة في الجوهر هي حريات صحفية وليس معالجة اختلالات مزعومة!
الإعلام الإلكتروني عموماً، و'كل الأردن' خصوصاً، لن يتنازل لا بسهولة ولا بصعوبة عن حريته التي كسبها بوصة بوصة عبر سنوات، وعبر معارك عديدة. وعقارب الساعة لا تدور إلى الوراء، إلا في مخيلة الذين يعيشون بعقلية ما قبل 50 عاماً! وقد أظهرت التجارب العديدة التي خاضتها حكومة السيد سمير الرفاعي أن من يخسرون المعارك مع الإعلام الإلكتروني هم الحكوميون، تاركين شروخاً كبيرة في صورة الوطن الذي تراجعت كافة مؤشراته المتعلقة بالحريات العامة والإعلامية.
ونحن في 'كل الأردن'، وكما نهجنا في كافة المعارك التي سبقت دفاعاً عن حرية الإعلام، لن نجعل هذه المعارك تشغلنا عن دورنا الأساسي في تعرية من يبيعون الشعارات ويراعون الشركات! ولكننا جاهزون تماماً للدفاع بكل ما لدينا عن حريتنا في قول ما لدينا!
ختاماً نقول أن الكثيرين ينتظرون أن يعيدوا نشر صورة 'عدو الحرية الصحفية'!