30-12-2010 09:45 AM
كل الاردن -
خالد العلاونه /قسم العلوم السياسية / جامعة اليرموك
قرأت مقال الاستاذ وليد السبول والذي نشر في موقع كل الاردن بعنوان ( الحكومة اشترت الحجب والنواب غدروا) وقد كتبت له تعليقا طالبت فيه ان يتم اطلاق حملة شعبية للمطالبة بحل مجلس النواب ، فرد علي الاستاذ السبول المحترم بقوله ابدأ ونحن معك ، فرضخت لطلبه وها انا ابدأ بهذا المقال :
بالرغم من كل ما كنت اقرأه من تصريحات رسمية ومقالات شعبية حول الانتخابات وما دار قبلها واثناءها وبعدها الا انني آ ثرت ان لا اكتب في هذا الموضوع لان الامر وكأنك ( تنفخ في قربةمخزوقة) كما قالت العرب ، وكنت اعقد الامل على حكومة جديدة تعيد للشعب شيئا من الاعتبار والثقة ، وبعد ان جاءت الحكومة بالتشكيلة التي جاءت بها ، جعلت من نفسي مكابرا وقلت انه ربما يكون هذا المجلس افضل من سابقه ، مع العلم انني منيت النفس لو انني نائب لتكون كلمتي اثناء مناقشة برنامج الحكومه مقتصرة على كلمتين فقط ( أحجب الثقة ) وهذا ما كنت انتظره من الكثير من النواب ، ولا اقصد هنا انني تفاءلت بأن هذا المجلس سيسقط الحكومة ولن يمنحها الثقة لان هذا من ضرب المستحيل ، فالذي جاء نائبا ومهما كانت طريقة فوزه ونجاحه لن يغامر بثمار ما زرع ، ويعرض نفسه للرحيل بحل المجلس ان سقطت الحكومة ــ فكما تعلمون المصلحة الشخصية والمنافع البراقة تسمو فوق كل الاعتبارات ــ الا انني قصدت ان تكون النسبة متوازنة بين الحجب والمنح ، حتى تشعر الحكومة ان هناك مجلسا لايعرف البصم وفيه قدر من القوة بحيث يجعلها تفكر الف مرة قبل ان تهاجم الشعب ــ بالقرارات الاقتصادية والاجتماعية التي تثقل كاهله ــ .
اما لماذا كان يجب على النواب ان يحجبوا الثقة عن الحكومة فالسبب بسيط ، ففي كل مرة في المجالس السابقة كان النواب يتذرعون باعطاء فرصة للحكومة لتقديم ما لديها ، الا ان هذه الحكومة قد اخذت فرصة كافية ليتعرف النواب والشعب على برامجها وادائها ، فهي لم ترث ما هو موجود من حكومة سابقة ، لانها هي نفسها الحكومة السابقة او لنقل امتداد للحكومة السابقة وما جرى ليس الا تعديل تجميلي جاء لتنفيذ عرف دستوري يقضي باستقالة الحكومة التي اجرت الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة ، وبالمحصلة فهذه هي الحكومة التي اساء وزراؤها للشعب الاردني اساءات لا يمكن السكوت عنها في الدول التي نستورد منها مبادىء الديموقراطية وحقوق الانسان ، ابتداءا من وزير التربية والتعليم (السابق ) الذي أهان المعلمين وقبلها اذاقت وزارته المر لطلاب التوجيهي بالنتائج الكارثية التي لم نعرف اسبابها ونتائج لجان تحقيقها ، مرورا بوزيرة التنمية الاجتماعية والتي قالت ان كل الاردنيين معاقين ــ على حد زعم المواطن الذي منعوه من مقاضاتها ــ وانتهاءا بوزير البيئة (السابق ) والذي اساء للصحفين ، وهذه هي الحكومة التي تلذذت بجلد الشعب بضرائبها واسعارها وقراراتها القاتلة ، وهذه هي الحكومة التي جاءت تشكيلتها وكأنها استرضاء لمرشح مخفق هنا ، او لعشيرة قوية هناك ، لتبين للناس ان الانتخابات لم تكن بقدر النزاهة التي كانت تتحدث عنها ، والا ما الحكمة من اخراج وزير اجرت وزارته الانتخابات بكل نزاهة وشفافية وحيادية ونجاح ــ على حد زعمهم ــ ، أليست هذه هي الحكومة التي كنا نسمع الكثير من الانتقاد الموجه لها يصدر عن البعض ممن منحوها الثقة ، والثقة والنص ، والثقتين .
أليس كل هذا كافيا ليقتنع سادتنا النواب الافاضل ان هذه الحكومة _ بأدائها لا بأشخاصها ــ تستحق السقوط.
اما المجلس وما ادراك ما المجلس ... حادثة واحدة شهدتها بام عيني كافية بأن اطالب بحل هذا المجلس للحاق بسابقه ، فقد قدر لي ان استمع ومن شرفة المجلس الى جزء من كلمات النواب في اليوم الاول لمناقشة برنامج عمل الحكومة وبينما انا ادور بعيني فيما يستطيع ان يصل اليه نظري تحت القبة كنت اشاهد عددا كبيرا من النواب اما انه يغط بنوم عميق او يتصفح جريدة او يقلب دفترا ناهيك عن الاحاديث الجانبية بين النواب زوجين زوجين ،وكأنهم يريدون ان يوصلوا لنا رسالة بأن الصفقة قد تمت وان الحكومة قد نالت الثقة قبل اجراء الانتخابات ، وما التزكية في انتخابات رئاسة المجلس الا الدليل القاطع على الزواج المثالي الذي تم بين الحكومة والنواب بعيدا عن اعين الشعب وآهاته ، هذا في اول نشاط للمجلس وفي اول جلسة رسمية له فما بالك بعد سنة من عمر المجلس ، وفي الدوائر الوهمية وفوائدها ومضارها ودستوريتها وصحتها فان ذلك سيظهر من خلال الطريقة التي ستجرى بها الانتخابات التكميلية في دائرة عمان الاولى بعد وفاة النائب راشد البرايسه ــ رحمه الله ــ
اما احداث القويسمة والتي لم اكن ارغب الحديث فيها ، فقد اظهرت لنا البعض من النواب يجلد الوطن ويجامل طرفا على حساب الاخر لاعتبارات الشهرة وحصد الاصوات مستقبلاً ، يتحدثون عن ممارسات الدرك ويخطؤونهم ولا يتطرقون الى ممارسات الجماهير وألفاظهم والذين يشعرونك ان المباراة بين دولتين لا بين ناديين اردنيين ، يطالبون بالتحقيق مع ابناء الوطن ، ويتغاضون عن المطالبة بمحاسبة من اطلق تصريحات بغيضة تبين وكأنه في حرب مع عدو ، كل ذلك حفاظا من نوابنا الكرام على الوحدة الوطنية.
نعم .... انني اطالب وبأعلى صوتي بحل هذا المجلس الذي اعتقد انه سيسوق على الوطن والمواطن كوارث يصعب بعدها اتقاء شرها وازالة اثارها والتخلص منها. وأكرر صرخة الاستاذ الكاتب المحترم خالد محادين ( مشان الله يا عبدالله ) .
khaled.alalawneh@yahoo.com