30-12-2010 03:27 PM
كل الاردن -
ادين الرئيس الاسرائيلي السابق موشيه كاتساف الخميس بتهمتي اغتصاب في ختام محاكمة استمرت اكثر من اربع سنوات قال خلالها انه تعرض لحملة 'تشهير' علنية.
وادانت محكمة منطقة تل ابيب كاتساف (65 عاماً) بتهمتي اغتصاب ازاء موظفة سابقة عندما كان وزيراً للسياحة في تسعينيات القرن الماضي.
كما ادين بالقيام بعملين غير لائقين احدهما مع اللجوء الى القوة بالاضافة الى التحرش الجنسي بحق ثلاث موظفات في وزارة السياحة ومن ثم في الرئاسة بعد انتخابه في العام 2000.
وادين ايضاً بعرقلة القضاء، وهو يواجه امكان الحكم عليه بالسجن بين ثمانية وستة عشر عاماً، ومن المقرر ان يصدر الحكم في كانون الثاني/يناير.
واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان 'انه يوم حزين لدولة اسرائيل ومواطنيها الا ان المحكمة وجهت اليوم رسالتين في غاية الوضوح حول تساوي الجميع امام القانون وحول الحق الكامل لكل امرأة بالتصرف بجسدها'.
وكان كاتساف دفع ببراءته لدى توجيه الاتهام اليه في 19 اذار/مارس 2009.
واستمعت المحكمة الى عشرات الشهود في جلسات مغلقة.
ولم يعد للرئيس السابق الحق في مغادرة اسرائيل وارغم على تسليم جواز سفره الى السلطات.
وقال محاميه افيغدور فيلدمان بعد صدور الحكم 'سيظل يدفع ببراءته امام كل الجهات الممكنة'.
وبامكان كاتساف ان يستأنف الحكم امام المحكمة العليا 'الا ان فرص النجاح شبه معدومة' بحسب موشيه نغبي الخبير القانوني في الاذاعة الاسرائيلية العامة.
وشحب لون الرئيس السابق الذي ارتدى بذلة رمادية وراح يتمتم 'لا لا' عند قراءة الحكم من قبل القاضي جورج كارا.
وقال القاضي 'لقد حاول المتهم التضليل وشن حملة ذم بحق المدعيات. وادعاؤه بأن لديه حجة تؤكد براءته قد اثبت بطلانه' في اشارة الى اتهامي الاغتصاب.
وتابع 'مع مرور الوقت، جاءت عناصر جديدة لتدعم هذه الاتهامات التي ولو انها صدرت متأخرة الا ان ذلك لا يعني انها مفبركة. نحن نثق بالمدعية (التي اتهمته بالاغتصاب) لان شهادتها اتت مدعومة بعناصر اثبات ولانها قالت الحقيقة'.
واوضح القاضي 'عندما رفضت الانصياع لرغباته، راح المتهم يضايقها وينتقم منها. وتم اثبات رفضها. لقد قاومته على الارض ولجأ المتهم الى القوة والعنف' سواء في وزارة السياحة او في فندق كبير'.
وشدد على ان 'الادلة تنفي رواية المتهم. ومحاولاته دحض الاتهامات (بالاغتصاب) فشلت. فشهادته كانت مليئة بالاكاذيب'.
وكشفت الصحف للمرة الاولى السلوك المشين للرئيس السابق في العام 2006 وشهدت المحاكمة بعد ذلك احداثاً عدة.
وبعد اشهر من التحقيقات توصل محامو كاتساف الى تسوية وافقت عليها المحكمة العليا تقضي بملاحقته بتهم 'التحرش الجنسي' و'اعمال غير لائقة' و'رشوة شاهد' على ان يتم اسقاط اتهامات الاغتصاب.
الا ان كاتساف الذي اعلن انه ضحية 'مؤامرة دنيئة' و'حملة تشهير منظمة' قرر رفض التسوية.
وعلق القاضي كارا بأن 'قرار الغاء التسوية مع المحكمة كان خطأ فادحاً من قبله'.
واستقال كاتساف وهو أب لخمسة اطفال ويهودي من اصل ايراني، من مهامه كرئيس بعد ان تم تعليقها في كانون الثاني/يناير 2007 بناء على طلبه.
وكان المسؤول الاول من اليمين الذي يتولى منصب رئيس اسرائيل.
مسيرة غير لافتة انتهت بفضيحة
انتخب الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف، السياسي المحنك من حزب الليكود (يمين)، رئيسا عام 2000 من قبل النواب الاسرائيليين الذين فضلوه على شيمون بيريز السياسي المخضرم على الساحة السياسية الاسرائيلية ما اثار مفاجأة كبرى.
وقد خلفه بيريز في المنصب في تموز/يوليو 2007 بعد استقالته في حزيران/يونيو من العام نفسه.
وقد خاض قبل توليه الرئاسة مسيرة سياسية لمدة 23 عاما لكن بدون ان يبرز كثيرا حيث حصل فقط على حقيبتي النقل والسياحة.
ولد كاتساف في ايران عام 1945 لدى عائلة مؤلفة من ثمانية اطفال، ووصل الى اسرائيل بعيد انشائها عام 1948 واقام في احد المخيمات التي كانت مخصصة انذاك للمهاجرين الجدد في كريات مالاشي جنوب تل ابيب.
وقد استقر بعد ذلك في تل ابيب مع زوجته جيلا واولادهما الخمسة.
وعام 1969 انتخب رئيسا لبلدية كريات مالاشي حين كان في الرابعة والعشرين من العمر ليصبح بذلك اصغر رئيس بلدية في اسرائيل.
وكاتساف حائز اجازتين في التاريخ والاقتصاد، وقد دخل الى الكنيست عام 1977 واعطى صورة السياسي المعتدل نظرا للهجته المعتدلة وبراغماتيته.
ويقدم كاتساف نفسه على انه يهودي ملتزم ويحترم التقاليد وكان دائما مدافعا عن القضايا الاجتماعية والمهمشين وغالبيتهم من اليهود الشرقيين.
وقد عارض موشيه كاتساف اتفاقات اوسلو التي ابرمت مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 قبل ان يكون من بين اوائل شخصيات اليمين التي اعتبرتها واقعا قائما.
وفي بادرة بارزة، تبادل بعض الكلمات بالفارسية مع الرئيس الايراني انذاك محمد خاتمي على هامش مراسم دفن البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان في نيسان/ابريل 2005 كما صافح الرئيس السوري بشار الاسد.
وهاتان البادرتان على هذا المستوى شكلتا حدثا لا سابق له في تاريخ علاقات اسرائيل مع كل من سوريا والجمهورية الاسلامية الايرانية، العدوان الرئيسيان للدولة العبرية.
لكن كاتساف عمد الى التقليل من شأن بادرته لدى عودته الى اسرائيل.
(ميدل ايست)