30-12-2010 11:31 PM
كل الاردن -
كل الاردن - استنكر علماء أزهريون سماح السلطات الإيرانية بعرض مسلسل (رسالة المختار) الذي يبثه التلفزيون الإيراني حاليا باللغة الفارسية، والذي يتضمن إهانات لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ومن بينهم الصحابي عبد الله بن الزبير، مؤكدين على أن الأزهر الشريف لا يقبل أي إهانة لصحابة النبي.
ورفض المستشار محمد رفاعة الطهطاوي، المتحدث الرسمي باسم الأزهر الشريف، الإساءة إلى صحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقال :'إن الأزهر الشريف لا يقبل أي إهانة لصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم'، مشددا على أنه يرفض الإساءة لصحابة رسول الله ولزوجاته. وطالب المتحدث الرسمي باسم الأزهر الشريف، وفق صحيفة الشرق الأوسط، لجنة تقريب المذاهب بإيران بسرعة العمل من أجل منع إثارة الفتن المذهبية.
ومن جهته قال الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، :'إنه من الأحكام المستقرة في الإسلام التي ليست من اجتهاد أحد من الفقهاء أو غيرهم من علماء الشريعة الإسلامية، تحريم الإساءة إلى أي إنسان سواء كان حاضرا أو غائبا أو حيا أو ميتا، وتنطق بذلك نصوص الشرع في القرآن الكريم والسنة الشريفة'. وشدد عثمان على احترام صحابة رسول الله، وقال :'لا بد أن نضع في اعتبارنا دائماً أن صحابة رسول الله هم الواسطة بيننا وبين الرسول، فلم نعلم القرآن إلا عن طريقهم، فهم الذين حفظ الله القرآن فيهم، بحفظه في صدورهم، أو نقله كتابة إلينا، فنقلوا القرآن إلى من بعدهم، وهكذا جيلاً بعد جيل، فلهم المرتبة العظيمة، لما قاموا به من حفظ كلام الله عز وجل، ونقل ما حدث به أو قاله أو أقره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يمثل المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام بعد الكتاب الكريم'.
من ناحيته، أكد الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الشريف الأسبق عضو مجمع البحوث الإسلامية، على أن مجمع البحوث الإسلامية، أعلى هيئة فقهية بالأزهر الشريف، أعلن من قبل رفضه تجسيد الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة والصحابة، في أي أعمال فنية أو درامية، مشيراً إلى أن المجمع شدد على تحريم تجسيد هذه الشخصيات، وذلك لأن تجسيد الصحابة قد يثير جدلاً حولهم.
المراجع الدينية
وكان موقع 'سني أون لاين' قد أوضح أن المسلسل يجسد الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، كشخص منافق، محب للمنصب والدنيا، وباغي للفتنة، ومتعاطي مع أئمة الجور والظلم (العياذ بالله)، بينما جسد المختار الذي رفع شعار الأخذ بثأر الحسين رضي الله عنه، بطلاً خالداً محباً لأهل البيت، مع أن هناك اختلافات كثيرة حول شخصيته.
هذا ويتضح من الحلقات التي تم عرضها من المسلسل حتى الآن، أن مديرى هذا المسلسل لم يطالعوا المصادر التاريخية بدقة ليعلموا أن عبد الله بن الزبير صحابي جليل ومن المدافعين والمجاهدين الكبار في تاريخ الإسلام، وهو أول من ولد في الإسلام في المدينة المنورة بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتمرة، ثم دعا له، فبرّك عليه، فرح المسلمون به فرحاً شديداً لأنهم قيل لهم: إن اليهود قد سحرتكم، فلا يولد لكم. وبايع النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين. ولو أنه أراد الدنيا وأحبها لكان يبايع يزيد ويأخذ نصيبها من الدنيا، ولكنه رفض بيعة يزيد وقام ضده مثل الحسين بن على رضي الله عنهم، وثبت على الحق واستقام إلى أن استشهد في مكة في عهد عبد الملك بن مروان.
وتابع البيان انه من المؤسف جدا أن تصدر مثل هذه الإساءات إلى الصحابة رضي الله تعالى عنهم من التلفزيون الرسمي الذي هو من وسائل الإعلام الوطنية، وقد سبق أن أصدر قائد الثورة فتوى حرم بموجبها الإساءة إلى مقدسات أهل السنة. فإذا اُهمِلت هذه الفتوى من قِبَل التلفزيون الرسمي الذي يُعيَّن ويُنتَخب رئيسه مباشرة من جانب قائد الثورة وهو تحت إشرافه، فكيف يمكن أن نرجو من المؤسسات والدوائر الأخرى العمل على الفتوى الأخيرة وتنفيذها؟!
' موقع اهل السنة في ايران'