02-01-2011 07:20 AM
كل الاردن -
ادهم غرايبه
بمنحه 111 صوتا ' لحكومة ' سمير الرفاعي يكون مجلس النواب قد اطلق النار على رأسه و هذا بحد ذاته ليس خبر مفجعا على الاطلاق .
حتما ان ترتيبات ما كانت تجري في الخفاء بين 'الحكومة ' و النواب و لا شك عندي ان بعض هذه الترتيبات كان شكليا و يتعلق بتوزيع الادوار ، بمعنى اصح توزيع الاصوات بين ' ثقة ' و ' حجب الثقة ' و بعض النقاشات كانت تتعلق بالمصالح المتبادلة، و جزء يسير منها بالبرامج و السياسات العامة ، لكن لا شيء يعنيني من ذلك كله !
اكثر ما هو مضحك في مجزرة الثقة التي وقعت بالعبدلي هو شلال النقد الهادر ' للحكومة' من اغلب النواب الذي لم يترك مجالا لأي متابع ان يتوقع بهدر الثقة على النحو الذي حدث ! و ليس هذا ما يعنيني ايضا !
ما يعنيني ان ' الحكومة ' حقا لا تعرف كيف تدير البلد لا بل انها لا تعرف حتى مصلحتها الذاتية . في اعقاب حل مجلس النواب السابق حدث فراغ دستوري و وطني سمح لحركات اجتماعية وطنية بالتشكل و النهوض و الظهور على سطح العمل السياسي مثل 'حراك المعلمين ' و ' اللجنة الوطنية العليا للمتقاعدين العسكريين ' التي صدر عنها بيان الاول من ايار المجيد ، و تجذر ' حركة عمال المياومة' ، ناهيك عن تفشي ظاهرة الاحتجاج التي بدات تلقى رواجا غير مسبوق في مجتمعنا، فضلا عن استنفار مئات الشباب اصحاب الرؤى الوطنية الجريئة ، ليس معيبا بحق كل هذه الحركات القول ان اجراء الانتخابات النيابية الاخيرة شكل تبريدا لحرارة الاحتجاجات و وضع مئات المستنفرين سياسيا في منطقة التسلل ! فوجود مجلس نيابي كفيل – شكليا على الاقل – بنقل النقاشات الوطنية الى تحت القبة بدلا من تحت سماء الوطن المفتوحة فضلا عن كون المجلس – و لو شكليا ايضا – هو صاحب مهام التشريع و المحاسبة بحسب الدستور خصوصا ان كل الحركات و الاحزاب باستطاعتها ايصال صوتها من خلال النواب الذين يمكن احتواؤهم من قبل ' الحكومة ' على نحو ما !
الذي حدث في اعقاب مجزرة الثقة ان ' الحكومة ' قضت على المجلس و هيبته و أعطت انطباعا انه لن يكون مناكفا لها و بالتالي فإن الدور الامتصاصي الذي كان من الممكن ان يؤديه المجلس خدمة للحكومة قد تم نسفه و تشويهه سلفا، و عليه فأن اي رصيد شعبي كان المفترض تجييره ' للحكومة ' لصرفه في مواجهة احتجاجات الشارع تمت اضاعته بحيث انك لن تجد عددا وافرا من المواطنين يلوم اصحاب اية مطالب ان هم تغاضوا عن وجود مجلس النواب و تحركوا في فضاءات مفتوحة .
لو ان ما تم تصويره و انتاجه هو سيناريو آخر اقل كوميديا مما حدث , بمعنى لو حصلت ' الحكومة ' على ' ثقة لايت ' بحيث لا يبدو المجلس منزوع الهيبة و لا تظهر 'الحكومة' ذاتها بصوره هزلية لاستطاعت هذه ' الحكومة ' ان تتمترس خلف المجلس لصد رياح ستعاود العصف بعد انتهاء الشتاء !
اخيرا ، اذا كانت الحكومة لا على تعرف مصلحتها كيف نثق بمعرفتها لمصلحة البلد ؟!