أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


ليس لأجلهم

بقلم :
24-07-2014 12:26 PM
القناة الألمانية الثانية (زد.دي.إف) تفضح فبركة اسرائيل وتبريرها للعدوان
المستوطنون الثلاثة قُتلوا على خلفية جرمية, ولم يُختطفوا في الضفة كما أشاع كيانهم الغاصب.
يتشدق الصهاينة ليل نهار وفي كل مناسبة ويتبجحون لدى الغرب والعالم, أنهم الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط وأنهم درع الحرية وحماتها في المنطقة, ويمطرون العالم كذبا باستقلالية إعلامهم وانفتاحه على حرية لا سقف لها.
وقد جعلوا مؤخرا من كذبة اجهزتهم الأمنية والرسمية وقصتهم المختلقة والمؤلفة بخيال كتّاب (الخيال العلمي) او حتى روايات ما قبل النوم للأطفال, والتي تخص ما سُمي باختطاف الإسرائيليين الثلاث وقتلهم على يد مقاتلي حماس, كما أعلن الصهاينة كذبا, مبررا وسندا لحرب عدائية تدميرية طاحنة على غزة وشعبها, وذلك لغاية في نفس النتن ياهو وطغمته الغاصبة.
ولأن ما زال بالكون من يخدمون الإنسانية والحرية ورسالة الإعلام الحق, فقد تنطح صحفي ألماني شاب لكذبة اسرائيل هذه وفضحها في برنامج تلفزيوني محترم على مستوى العالم, ويُصنف ضمن البرامج الملتزمة والموثقة عالميا, هو (آوسلاند جورنال) على القناة الألمانية الرسمية الثانية (زد.دي.اف).
وبالوثائق والتسجيل الصوتي, أثبت الصحفي الألماني (كرستيان سيفرس) بأن مقتل الإسرائيليين الثلاث, لم يكن الا جريمة مدنية قام بها رجل بدافع أطماع مادية بحته, ولم تكن على خلفية سياسية او مقاومة, وأن حماس بريئة منها كبراءة الذئب من دم يوسف.
وقد أثبت الصحفي الألماني في تقريره, بأن عنصرا تابعا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية, يقبع في إدارة معظم مؤسساتهم الإعلامية ويجيز ويمنع نشر الأخبار بحجة الأمن الوطني, مما يبطل ادعاء الكيان الاسرائيلي بحرية الإعلام والديموقراطية لديهم.
ولأن الله حق ويحق الحق, فقد أحسن المقاومون صنعا بأن كان ردهم على العدوان مدويا, وكذلك دفاعهم عن أرضهم وشعبهم وأنفسهم الذي هز اسرائيل وأرسلها الى الملاجئ والمدافن وبيوت العزاء, وبعث للمتخاذلين والمنبطحين والمستسلمين رسالة مفادها, أن هذا السرطان الصهيوني الغريب في جسم المنطقة, وحتى مع ذلكم واستكانتكم وخدماتكم له, ايها المستعربون, لن يدوم ولن يتجذر فيها.
ولقد أُسقط في يد الصهاينة وكيانهم والمستعربين المتعاونين لهذا الرد وهذه القيادة العسكرية الحكيمة للحرب وروح التضحية والتحدي, التي تبدت في رد المقاومة الغزية, وربما لم يخطر على بال أي من المهاجمين أن تُمطر اسرائيل من حدها الى حدها بالصواريخ ويتعرض كل مغتصب منهم لخطر الموت وتوديع الحلم الذي جاء بهم الى أرض غيرهم دون مشروعية.
وايا كانت النتيجة النهائية لهذه الحرب العدوانية على غزة, فإن المقاومة الغزية قد انتصرت, وأن اليهود في فلسطين المحتلة سوف يُجبرون على مراجعة حساباتهم, وأن العالم ليس لديه الفسحة من الوقت ولا ترف الانتظار والصمت على الاحتلال والعدوان الإسرائيلي أكثر مما فعل, وقبل كل شئ فإن عُبّاد الكراسي بين ظهرانينا والمتخاذون منا وعبّاس وسلطته ورجال أعماله ومستثمروا الدم الفلسطيني, النازف الأبدي, في مشاريعهم العملاقة المربحة لأبنائهم ومعاونيهم بين الخليج وعمان وأروروبا, لن يستطيعوا الركون الى حِلم وصبر الشعب العربي الذي أمتُحن كثيرا وطويلا, ولا على رهانهم على القوة والعنف الإسرائيلي.
كنا نعيد الكتابة والقول بإن الفرقة الفلسطينية الفلسطينية والجفوة بين شقي سلطتها وحماسها في رام الله وغزة, تضر بالقضية والوطن ويجب ان تنتهي بأسرع الآجال ودون شروط, ولكننا اليوم, والعدوان الاسرائيلي على غزة وشعبها ومقاومتها لم يضع أوزاره بعد, والمقاومة الغزية ما زالت تتحدى وبقوة, آلة الحرب الصهيونية وروح العدوان والعنف غير المبرر لها, وتجبر اسرائيل على مشاركة الجرذان والزواحف القارضة بيوتها, والمكوث تحت خط الأرض والضوء والخوف, فإننا نتسائل بقوة: أي اتجاه هو المقبول والحالة هذه, لإعادة اللحمة ووحدة الصف بين السلطة والسلطة, أهو اتجاه المقاومة والتحرير, أم اتجاه الاستسلام والخنوع والذل المفاوض؟
وإنني ومعي, على ما أعتقد, الملايين العربية جمعاء, الا من لم يرحم ربي, لا ننتظر ولن نقبل الا بالإتجاه الأول الذي تجسده المقاومة في غزة وصمودها الأسطوري هناك,
وبانتظار ان تلحق بقية فلسطين والعرب بركب العزة والفخار والرجولة والإنتصار الغزاوي, فإننا لن نقبل مجددا هذيان متخاذل ومستسلم ومتعاون في رام الله الرسمية وغيرها, بأن التفاوض هو الخيار الاستراتيجي الوحيد للتحرير وقيام الدولة الفلسطينية المنشودة.
شكرا غزة, شكرا شهداء الأمة في غزة, والنصر بإذن الله لكم.
جمال الدويري

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-07-2014 04:05 AM

كل الشكر للاستاذ الكاتب جمال الدويري على مقاله وابحاثة ، ومن احب متابعة الحلقة والتقرير التلفزيوني الدقيق يجده على الرابط ادناه بعد ان تم نشره على اليوتيوب .
http://youtu.be/_8nKcK4KubA

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012