أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


ألنفوذ ألامريكي وإلاسرائيلي في مصر.. وتدميرغزه

بقلم : عبدالحفيظ ابوقاعود
26-07-2014 05:25 PM


ألاستقلال الوطني الناجز،والتنمية وألتصنيع العسكري،وألعدالة ألاجتماعية،وألنظام الديمقراطي وألاصلاح العام للنسق؛مسائل حيوية لدولة مدنية ديمقراطية عملاقة في حجم جمهورية مصر العربية،لأن مسألة ألاستقلال الوطني لم توضع أصلا في حسبان 'ألثورة الشعبية 'المصرية،بل جرى أستمراء حالة السيطرة والتحكم الأمريكي ،والاستظلال بالنفوذ الأمريكي – وألارتهان لإسرائيل الواسع لمصر،الذي تمثله ثاني أكبر سفارة أمريكية في العالم في عهود حكم ' مبارك ومرسي وألسيسي '.
فألاستغناء المصري عن المعونة الأمريكية المدنية والعسكرية، وحل هيئاتهما،من خلال ألغاء مذكرة التفاهم والتعاون العسكري مع الولايات المتحدة الامريكية الموقعة بينهما في العام 1988، مقدمة وخطوة أولى لضمان الاستقلال الوطني ، لتعود مصرالى حضن أمتها العربية ،وعالمها الإسلامي الرحب.لان الاستقلال الوطني هو جوهرعملية التحوًل ألديمواطي الشامل.
المتابع للشأن السياسي والعام في أرض الكنانة بعد توقيع معاهدة 'الكامب '؛يلاحظ ..ان السفيرـ ألأمريكي أصبح 'المندوب السامي'الجديد في صيغة مستحدثة في نظام عالمي أحادي القطبية،والسيطرة على منظمات المجتمع المدني من خلال التمويل ألاجنبي لحرف بوصلتها لخدمة ثقافة ألتسوية والمسارألساداتي ألاستلامي ،وأتساع وتنامي النفوذ إلاسرائيلي في القطاعين العام والخاص ومفاصل ألدولة وأجهزتها .
فأضحت ألسفارة الامريكية كقلعة محصنة في قلب القاهرة،وهي؛ المحطة الكبرى للمخابرات المركزية الرئيسية في الشرق الأوسط ،وتدير جهازا واسعا للمعونة يشرف على حركة وأحد وثلاثين ألف أمريكي في مصر، وفي ما يشبه سلطة أنتداب جديدة قائمة بخبرائها في كافة أجهزة الدولة المدنية والعسكرية،مع هيئات ذات وضع خاص من نوع ‘'غرفة التجارة الأمريكية ' في القاهرة ، ومؤسسات التمويل لمنظمات المجتمع المدني باشراف المخابرات المركزية ألامريكية ،حيث يوجد لكل وزارة أو هيئة مصرية ؛ هيئة أو وزارة ظل أمريكية، تناظرها وتتشاور معها،وتشارك عمليا في صنع القرار،منذ عقد معاهدة ' الكامب'،التي انتهت بأحكام ملاحقها الأمنية إلى نزع سيادة السلاح المصري عن سيناء، وبعمق يصل إلى مئة وخمسين كيلومترا.
لقد بدأت المعونة ألأمريكية لمصر في الانتظام مع بدء سريان معاهدة' الكامب'،وعززتها مذكرة التفاهم للتعاون العسكري في العام 1988،لادماج مصر في منظومة 'التحالف الامني الاقليمي' وقيادتها بإشراف الولايات المتحدة الامريكية ،لاستكمال دخول سورية ولبنان والعراق في هذه المنظومة المشبوهه،والتي أنشائتها الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل لمواجهة محور المقاومة العربي الاسلامي .
أستهدفت منظومة التحالف الامني الاقليمي في المرحلة الاولى:-
- تدمير الجيش العراقي وأسقاط نظامه المقاوم ،وتدمير حضارة العراق الى عقود مقبلة.
- أحتواء سورية ولبنان في عضويتها .
المرحلة الثانية :-
- مواجهة محور المقاومة العربي الاسلامي،الذي أسسه الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد .
- تنفيذ مشروع 'الشرق الاوسط ' الكبير؛النسخة المستحدثة عن سايكس- بيكو ، لضمان أمن اسرائيل ، ويهودية دولتها في أطار أستكمال المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة.
- تقسيم أرض الكنانة الى 3 دويلات .
- تقسيم العراق الى ثلاث فيدراليات مذهبية وطائفية وعرقية .
أدت' المعاهدة والمذكرة ' وظيفتهما ألاساس في نزع سيادة السلاح المشروع في مصر،وجاءت لتنهي نزع سيادة القرارالسياسي والاقتصادى في مصر،ولم يعد للقاهرة اي دور في صنع قرارها السياسي والاقتصادي إلا صوريا،ووضعت مصر تحت وصاية السيد الامريكي الشاملة التي يمثلها ' السفير'عبر الصيغة الجديدة ' المندوب السامي ' في نسخته المستحدثة في عالم احادي القطبية .
كما جرت في أطارهما؛عملية ممنهجة وواسعة لتدمير للصناعات الاستراتيجية الكبرى في البلاد ،وحولت الاقتصاد المصري'. منظومة'النظام الاقتصادي العالمي'،وأغرقت مصرفي ديون خارجية وداخلية ثقيلة، تجاوزت (220)ملياردولارامريكي ،وقسمت المجتمع إلى طبقتين؛اقلية غنية واكثرية فقيرة بتلاشي اللطبقة الوسطى .
فقد تعهد 'حكام مصر' للسيد الامريكي وألحليف إلاسرائيلي ،بالابقاء على 'المعاهدة 'مع إسرائيل ،ومذكرة التفاهم للتعاون العسكري مع الادارة الامريكية في اطار إعادة إنتاج منهجية لثلاثية الاختيارات المتوراثة عن حكم المخلوع مبارك، وهي:-
الاول :- الولاء المطلق للأمريكيين والاستدارة للعرب والمسلمين
الثاني :- الارتهان للنفوذ إلاإسرائيلي لضمان أمن إسرائيل ويهودية دولتها في فلسطين المحتلة.
الثالث :- رعاية مصالح الطبقة' البزنس والاقطاع السياسي' الحاكمة في البلاد.
وهنا تثور اسئلة منها؛
لماذا تقبًل 'الامريكيون وألاسرائيليون والغرب المتصهين وعرب الجغرافيا'حكم'العسكر'في مصربعد أختطاف الثورة ؟!!!،ولماذا أيدت أدارة أوباما عودة 'العسكر' للحكم ؟!!!،الى أين تتجه مصر في مرحلة 'حكم العسكر' الى دولة مدنية ديمقراطية تتناوب قواها السياسية السلطة سلميا ؟!!!،أم الى حرب أهلية طاحنة تأكل ألاخضر واليابس؟!!!وما دور المال السعودي والخليجي في احتواء مصر في تدمير غزه ؟!!!.
الخلاصة والاستناج ؛
النفوذ ألامريكي وإلاسرائيلي في مصر منذ توقيع معاهدة الكامب مازال واسعا ،ولم يتقلص بعد الثوره في عهدي 'مرسي والسيسي '، لان تجفيف هذا النفوذ يتطلب أستكمال متطلبات 'الثورة الشعبية 'بالانتفال التناوب السلمي على السلطة في دولة مدنية ديمقراطية عملاقة،من خلال تحقيق عدة خطوات ،هي ؛مايلي :-
أولا:-أستعادة سيطرة الدولة المصرية عسكريا على كامل سيناء حتى الحدود الدولية؛ بالقضاء على المجموعات الارهابية التكفيرية وتنظيف الجغرافيا المصرية من السلاح غير المشروع .
وثانيا:-أنهاء العنف المجتمعي في مصر .
ثالثا:- ألشروع بالمصالحة ألوطنية الشاملة لأبرام العقد الاجتماعي الجديد بين مكونات النسيج الاجتماعي في مصر.
رابعا:- إعادة بناء الجيش للمصري وفق عقيدة 'قتالية التحرير'، التي تعتبرحجرالزاوية في التكوين المصري الجديد، وبعيدا عن النفوذ الامريكي- الاسرائيلي ،وعن المعونة المالية والعسكرية الأمريكية.
خامسا:- الغاء مذكرة التفاهم والتعاون العسكري مع الولايات المتحدة الامريكية الموقعة في العام 1988.
سادسا:- أجراء أستفتاء شعبي عام على معاهدة ' الكامب ' التي وقعها السادات في العام 1979.
أنهاء النفوذ ألامريكي وإلاسرائيلي في مصر؛مقدمة وخطوة اولى للاصلاح إلعام لدولة العقد الاجتماعي والتناوب السلمي على السلطة، والعدالة الاجتماعية ، وألتحرروالاستقلال الوطني والقرارالسياسي والاقتصادي المصادرمنذ توقيع معاهدة ' الكامب'في العام 1977، ومذكرة التفاهم للتعاون العسكري في العام 1988.
- مواقف بعض ألأنظمة العربية وعلى رأسها النظام المصري الرسمي من حرب تدميرغزة ،التي تنفذها اسرائيل في إطارمؤامره تصفية القضية الفلسطينية؛كشفت أبعاد الدورالمصري في مؤامرة تدميرغزه، وأن مصر مازالت مرتهنة للنفوذ إلاسرائيلي والمال السعودي، وموالية للولايات المتحدة الامريكية والغرب المتصهين في عهد ثورتي 25 يناير و30 يوليو.
- تدمير غزه الممنهج من قبل ألة الحرب إلاسرائيلية بالتواطؤ العربي ؛محطة رئيسية من محطات زوال المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة ،ومقدمة لمعركة التحريرالكبرى ، وخروج مصر من معادلة الصراع العربي – إلاسرائيلي الى الابد،ولن يكون لمصر دور في تحرير فلسطين ،لانها غلبًت مصالحها الذاتية على الثوابت والمصالح القومية ودورها القيادي .


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-07-2014 08:00 AM

اشتباكات عميقه شكرا ابو قاعود

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012