أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


هكذا نفهم الإسلام...!

بقلم : حسين الرواشدة
20-08-2014 12:22 AM
1-
ابتعد “التدين” للاسف في بعض صوره وانماطه عن مقاصد الاسلام وعن روحه وجوهره، فانتج اجيالا من “المتدينين” الاغبياء الجهلاء الذين انحرفت مفاهيمهم وانحطت اخلاقهم فتصوروا ان “القتل” باسم الله تعالى عبادة، وان قتل الآخرين أقرب طريق الى الله تعالى، وبرروا ذلك من خلال “فتاوى” التكفير التي أصابت امتنا في أعز ما تمتلكه من قيم السماحة والعدالة بل وفي صميم جوهرها الذي يمثل “محبة” الناس والخوف عليهم من سوء المصير ودعوتهم بالحسنى الى طريق الله المستقيم، فهدايتهم متعلقة بالله الذي خلقهم، وكذلك حسابهم، اما “دعوتهم” بالكلمة الطيبة فهي مسؤولية المسلم الاولى الذي يرى ان عباد الله كلهم مكرمون.. وان علاقته معهم قائمة في اطار الاخوة الانسانية التي تجمع البشر “ليتعارفوا” لا ليتقاتلوا او يتصادموا او يعتدي بعضهم على بعض، حيث لا يتعلق الامر في علاقة المسلم مع غيره من اتباع الاديان باقامة موازين العدالة فقط، وانما “بالبر” اليهم ومحبتهم لذاتهم ، انطلاقاً من محبته لخالقهم “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين”، وفي مقدمة هؤلاء اتباع الاديان من اهل الكتاب الذين هم “اهل ذمتنا” ولهم ما لنا وعليهم ما علينا..
2-
يختلف اتباع الاديان في تحديد مفهوم النجاة والهلاك وغالبا ما تسود النظرة الاقصائية التي ترى الآخر ملعونا وترى مصيره الى الجحيم، لكن الاسلام يحدد هذا المفهوم، فالانسان -اولا - هو عبد لله تعالى وقد كرمه الله لمجرد انه انسان ، وهدايته مرتبطة بالله تعالى الذي ترك له حرية الاختيار “إنا هديناه النجدين إما شاكرا وإما كفورا”. وحسابه ايضا متعلق بالخالق فقط “ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين”.
3-
كما توضح آيات الهداية في القرآن الكريم ان الله تعالى خلق الانسان واودعه العقل وارسل له الانبياء ليبلغوه دعوة الايمان ثم ترك له حرية الاختيار والاهتداء وليحاسبه بعد ان يموت على افعاله مع الاشارة دائما الى ان الذين يهتدون سيزيدهم تعالى هدى، فان آيات الضلال والهلاك توضح -ايضا- ان من لا يلتزم بذلك مهما كان دينه ومن لا يبحث عن اسباب الهداية فان مصيره الهلاك والويل والعذاب، والاشارات في “الضلال” والهلاك تتعلق “بالعمل” والالتزام بالاخلاق لا بغيرهما “ويضل الله الظالمين”-كل الظالمين- “كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب” ثم ان الله تعالى يحدد مفهوم النجاة “بالصلاح”، والهلاك بضده الفساد “وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون” والقرى هنا مفتوحة على وجود الانسان، اي انسان، كما ان الاصلاح مفتوح على الانسان بالعموم.
4 -
يعتقد بعض اخواننا من العرب المسلمين انهم وحدهم في هذا الكون، وان الأمم الاخرى مسخّرة لخدمتهم، ومدعوة للتقدم والعمل بالنيابة عنهم، ومطلوب منها ان تصغي اليهم، وتتنازل عن “معتقداتها” لصالحهم، ويعتقدون - للاسف - ايضا ان نسختهم “العربية” هي الاسلام ذاته، وان غيرهم من “المسلمين” الاتراك أو الصينيين أو الفرس أو الجرمان..الخ ، نسخة مقلدة وتابعة وغير اصيلة، لا تعبر عن روح الاسلام ولا تجسد قيمه، وربما، غير محسوبة عليه.
هذا، بالطبع، اعتقاد غير صحيح، سببه المبالغة الخاطئة في تقدير حجم الذات، وعدم معرفتها بأوجهها وصورها واختلافاتها والوانها المعروفة، ناهيك عن عدم معرفة الآخر الذي هو في الحقيقة الصورة الاخرى للذات، وسببه - ايضا - العزلة والقطيعة التي نعيشها باختيارنا، والخوف من الانفتاح، والتمحور المرضي حول “المركز” دون الدوران لرؤية الاطراف، والمبالغة هنا في تمجيد الذات لا يختلف في نتيجته عن المبالغة في تجريحها والاستهانة بها ، فكلاهما ينم عن موقف مرضي، وتصور يفتقد الى الصواب.
5-
نحن - كعرب - جزء من هذا الاسلام الذي بدأ بأربعة رجال كانوا حول الرسول عليه السلام، ومنهم فارسي ورومي ، واصبحوا اليوم يزيدون عن مليار ونصف المليار.
ونحن - ايضا - جزء من هذا العالم الذي تعددت اديانه ومعتقداته.. واختلف الناس فيه (ولذلك خلقهم) وظل الكفر - وهو واقع بمشيئة الله - جزءا منه.. فهل بوسعنا ان ننظر الى هذه الصورة من كافة زواياها، وان نتعامل معها كما امرنا الله تعالى، بمنطق الاعتراف والاحترام والحوار.. والدعوة بالتي هي أحسن.. والرحمة التي تسبق العدل؟
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-08-2014 12:45 AM

مقال رائع , ولا بد أن المسلمين قد صدموا بالفضائع التي ارتكبتها الجماعات المتطرفه بأسم الدين وكان أول الضحايا هو الدين الأسلامي نفسه هذا الدين الذي مقاصده حفض النفس والمال والعرض فحًرم الأجهاض والأنتحار وقتل النفس الا بالحق .
أن انتشار تلك الأفكار المتطرفه التي تشَوه الأسلام وتخرجه من مقاصده وتعمل على التمزيق الأجتماعي بين المكونات التاريخيه الكريمه للوطن العربي يجب أن يواجه من رجال العلم والدين بأصلاح ديني شامل يقوم على منع نشر الأفكار الهدامه التي تحض على الكراهيه وتجريمها وعدم استخدام الأسلام في اوحال السياسه وتنقيه الموروث من الغثً الذي تراكم عبر القرون مطلوب من منظمه المؤتمر الأسلامي ان تقوم بهذه المبادره وتتبناها .

2) تعليق بواسطة :
20-08-2014 10:51 AM

التصدر للتحدث باسم الدين، وكأن الواحد فيهم وصيا على الدين، ولا وصي سواه، وكأن مفتاح الجنة في جيبه، ولن يدخلها الا من رضي عنه هذا الشيخ أو ذاك، هذا الشعور هو منتهى الغطرسة والكبر والاجحاف بحق الله والناس، ولم يفعله الأنبياء، ولا الأئمة ولا الصحابة ولا الفقهاء، بل كانوا يتوددون للناس بالمحبة والألفة والرحمة.

الوصاية على الدين لدى البعض هو هاجس نفسي، يتشكل غالبا لدى الأضخاص الذين أمضوا عمرهم بالفساد وبعد خسرانه كل شيء صحته ونفسيته وشخصيته ورفض المجتمع له، يريد التوبة الآن، ويريد الانتقام من كل شيء، من نفسه أولا ومن الناس الذين تنكروا له، ومن المجتمع الذي لفظه، ومن كل شيء، باسم الدين، بأنه الآن هو أصبح أفضل منهم وبشهادة ربانية، وما على الجميع الا اتباعة والخضوع له بل والتمسح به لدخول الجنة التي أصبح هو وفقط هو صاحبها، وبالقوة، وبقوة السلاح ، وبقطع الرؤوس.

الحل العملي لهذه الظاهرة، هو تبيان خطورة هؤلاء الناس المنتحلين لصفة الدين، فلهم أن يتوبوا بعد فساد طويل، لكن بأدب مع الله وعفو من الناس، ويجب عليهم الاستغفار من الله وطلب العفو من الناس أنهم كانوا فاسدين، وأفسدوا المجتمعات، وعفو خاص من كل من أساؤوا له، والأهم من كل ذلك هو الامتناع عن صعود المنابر أو اعطاء الدروس وتصدرهم وكأنهم فقهاء وعلماء، وهنا خطورةالأمر.

لا يجوز للتائب أن يصبح فقيها،خاصة اذا كان فاجرا، الا إذا كان كافرا وأسلم، لهم أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر لكن ليس لهم أن يصبحوا فقهاءللحكم على عباد الله هذا كافر وهذا مسلم، هذا لا يقبله لا عقل ولا دين، عليهم أن يتوبوا ويستحوا على ما أمضوه من فساد.

التوبة انابة وحياء وليس قلة أدب ووقاحة مع الله والناس، وقتل للأبرياء.

3) تعليق بواسطة :
20-08-2014 12:47 PM

أخي الكاتب المحترم تحية وشكر على الهدف الإنساني النبيل ونعم المنطلق منطلقك ولكن اسمح لي أن أختلف معك ووسع صدرك فإن أختلف معك خير لك وارحم من أن تقع بين يدي الناقد المفكر الشيخ دبوس وكأني به يشحذ قلمه!.
لقد اختلفت التفاسير في آية " وهديناه النجدين" وراح بعض المفسرين في تفاسيرهم إلى أن النجدين هما النهدين، ونجد لغويا تعني ما برز وارتفع ولذلك سميت منطقة نجد في الجزيرة العربية كونها مرتفع من الأرض، والتفسير يعني أن الطفل يمنحه الله الهداية حال ولادته إلى ثديي أمه في ارتفاعهما عن الجسد، سبحانه وهو العليم الأعلم من سائر خلقه...وهذا يعني أن القرآن حمال أوجه.
وبناءا على هذا نجد الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفي زمن من أحلك ألأزمنة وأصعبها، وفتن كقطع الليل المظلم وكما هو حالنا وفي زمننا الآن، بل نحن أظل سبيلا وأظلم، فكان أن أوصى ابن العباس حين هَمَّ بمحاورة الخوارج أن قال له: لا تجادلهم في القرآن وحاورهم في الأحاديث والسنة فإن في ذلك الفصل ...أو كما قال- العواصم من القواصم – ابن قيم الجوزيه.
أوردت أخي الكاتب :" ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين" وحشوتها آية قرآنية من كلام الله في سياقك غصبا وافترضت تفسيرا يجاري وجهة نظرك والتفسير واضح ولا لبس فيه ومناسبة النزول غير مناسبة مقالك واليك ما خبرناه عسى ربي أن يهدين إلى صواب اليقين:
أن جماعة من علية القوم من سادة قريش جاءوا إلى رسول الرحمة (ص) وعنده فقراء المسلمين وضعافهم: صهيب وخباب وبلال وعمار وغيرهم من كانوا قبل أن يتحرروا ويصيروا جلساء الرسول عبيدا يسومونهم شيوخ قريش وأعيانها سوء العذاب.
فقال أعيان قريش للرسول:" يا محمد أرضيت بهؤلاء عن قومك؟ أنحن نكون تبعا لهؤلاء؟ أطردهم يا محمد فلعنا نتبعك إن طردتهم.
فقال عليه السلام : " ما أنا بطارد المؤمنين " فقالوا : فأقمهم عنا إذا جئنا ، فإذا أقمنا فأقعدهم معك إن شئت ، فقال : " نعم " طمعا في إيمانهم ، وقيل أن عمر قال: لو فعلت حتى ننظر إلى ماذا يصيرون، ثم ألحوا وقالوا للرسول (ص) : اكتب لنا بذلك كتابا فدعا بالصحيفة وبعلي ليكتب فنزلت هذه الآية، فرمى الصحيفة ، واعتذر عمر عن مقالته ، فقال سلمان وخباب : فينا نزلت، فكان الرسول الكريم (ص) يقعد معنا وندنو منه حتى تمس ركبتينا ركبتيه ، وكان يقوم عنا إذا أراد القيام ، فنزل قوله : واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم " 28 الكهف، فترك القيام عنا إلى أن نقوم عنه وقال : " الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات.
لم تنزل هذه الآية في نصارى ولا يهود ولا أزيديين ولا بوذيين ولا حتى بكفار قريش أو حتى عم الرسول أبو طالب ومنزلته من نفس الرسول وحبه له وإنما نزلت بصهيب وخباب وبلال وعمار وغيرهم وهم من خيار الصحابة، ولاحظ قوله (ص)" الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات"- خطين تحت (مع قوم من أمتي).
تقول :"وأرسل له الأنبياء ليبلغوه دعوة الإيمان ثم ترك له حرية الاختيار والاهتداء وليحاسبه بعد أن يموت..."* انتهى الاقتباس، فانظر رعاك الله مساحة التناقض في فقرتك التالية:" إن من لا يلتزم بذلك مهما كان دينه ومن لا يبحث عن أسباب ألهداية فان مصيره الهلاك والويل والعذاب"**انتهى الاقتباس...فأين حرية الاختيار هنا علما أن العذاب في الدنيا وفي القبر ويوم تقوم الساعة؟!.
ألانتقائية في استلال نصوص القرآن وإلى حد ماء الحديث والسنة وتطويعها في سبيل الإقناع واثبات الحجة يقودنا كثيرا إلى مهالك لوي عنق الآيات وتطويعها لهوى النفس الأمارة بالسوء وأنا حتى أحيانا ومهما حاولت اجتناب ذلك أصاب بهذه الآفة كون التفاسير لا تكون مستحضرة في سياق الوقائع وتحت الطلب.
أنا معك أخي الكاتب أن الإنسان وروحه مكرمة والخلق هم عيال الله فانظر كم هو رحيم بعياله؟ وأن في كل كبد رطبة أجر وليس المسلمين فقط وإنما غيرهم من مخلوقات الله بشرا وحيوانا وأن من صُلب أبي جهل عدو الله ورسوله جاء عكرمة رضي الله عنه وكان مفصلا في اليرموك وفي عالمية وأممية الإسلام أو انحساره واندثاره.
ما أريد أن أقوله هنا، أعتقد بأهميته وأخشى أن نُتهم بالهرطقة أن نصوصنا - تفاسيرنا المعتمدة للنص الديني- يجب أن تخضع لمحاكمة نصوص ومراجعة، والثبور وكل الويل والثبور لنا من شر قد اقترب بسبب غياب المرجعية الواضحة المتفق عليها وسوف تُفصح قوادم الأيام عما أقول.
هنالك آيات وأحاديث ومواقف وآثار السلف واجتهادات وقياس في مواقع غير ما نذكر تفيد غير المعنى المضغوط في عنق زجاجة المشاعر الإنسانية، فهل فكرنا فيها أو حاولنا إخضاع فهمنا لها لمحاكمة نصوص ومحاكاة واقع ومقارنة وقائع مثالا لا حصرا "ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه"...."وإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق" ..." فإذا ...لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه"...أعي تماما أننا وحتى اللحظة ما زلنا في دائرة العجز وويل للعرب وآفة العرب أنهم لا يحترم أحدهم عقل غيره، أو أن هوى أنفسهم ألاستخفاف في عقول وقدرات غيرهم ولاحظوها في مجتمعاتنا ولاحظوها في طبقات الحكم عندنا في تعالي دائم والكبر سيد الذنوب والكبر لا يغتفر.
الجملة الأخيرة إسقاطات على الواقع ولا تخص الكاتب الذي احترم رأيه وأسلوبه وإن لم أتفق معه.....تحياتي....تشكراتي.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012