مقال آخر رأئع للكاتب واعتقد أن واحدة من اشد الخطايا في التاريخ العربي هو الأنقلاب المصري على الرئيس الفائز بالصندوق وهو الدكتور محمد مرسي وسجنه وانهاء اول انتخابات نزيهه في التاريخ المصري . فبالرغم من اختلافنا بشكل جذري مع فكر الأخوان المسلمين الا ان استمرارهم بأخذ فرصتهم كان أمرا مهما للتطور السياسي ومواجهه التطرف في الوطن العربي بخيارات ايجابيه بدلا من الخيارات العدميه , فقد شاهدنا خلال فتره حكمهم القصيره تحول هذه التيارات من فكر المهرجانات والخطابات السهل الى مواجهه الواقع بما فيه من توفير الوظائف للشباب وحلول مشاكل السياحه وقروض مصر والبنك الدولي , بل لقد شاهدنا من وصلوا في الفكر المتطرف الى مداه الأقصى مثل "الجماعه الأسلاميه " يشاركون في العمل السياسي السلمي , فمن قاموا بتنفيذ قتل السادات مثل عبود وطارق الزمر أصبحوا مشاركين في العمليه السياسيه الديمقراطيه . وبعد الأنقلاب بيوم واحد ظهر الظواهري في خطابه الذي يدعوا به لحمل السلاح .
ورغم هذا الحدث المحفز للأنضواء تحت رايه الجماعات المتطرفه الا ان هناك تقصيرا كبيرا يقع على عاتق المنظمات الأقليميه الأسلاميه والعربيه السياسيه والدينيه(وعلى رأسها منظمه المؤتمر الأسلامي وجامعه الدول العربيه ) للقيام بالأصلاح الديني , أن المطلوب هو التزام جميع الدول العربيه والأسلاميه بمنع خطاب الكراهيه والخطابات الطائفيه سواء في المنابر الأعلاميه او اماكن العباده او مناهج بعض الدول الدراسيه وتسييس الدين واستخدامه في الصراعات السياسيه ومنع انتقال الأفراد للمشاركه في مناطق الصراعات وهذه اجراءات قانونيه وأمنيه وأعلاميه أوسع كثيرا من أن يتصدى لها مؤتمر في عمان.
لقد احدثت تلك الجماعات المتطرفه اضرارا لا حصر لها في صوره الاسلام والمسلمين والعرب من غير المسلمين , فقد حوُلت الصوره النمطيه لهذا الدين الحنيف الى مشروع ارهابي , وأثارت الريبه في العرب والمسلمين في جميع انحاء العالم سواء كانوا مسافرين في مطارات العالم او مقيمين في الدول الأجنبيه او طلابا , وافشلت الثوره السلميه السوريه بتحويلها لصراع طائفي عدمي مقيت , وحطمت أمال مئات ملايين العرب في التطلع لحياه ديمقراطيه كريمه ,ومزقت الروابط الأجتماعيه بين مكونات الوطن العربي المتعايشه عبر القرون وزرعت بذور الشك والكراهيه .
التطرف مشكلة عالمية انسانية أكثر منه مشكلة عربية اسلامية.
الاسلام انفتح عالميا وللعالم كله، ولم يعد ملك العرب وحدهم، ومن يفكر بهذه الطريقة يصطدم بالواقع، العربي يمكن أن يكون قدوة خير وقدوة فذة اذا فهم الاسلام بشطله الصحيح، فاليوم لا ثقافة ولا حضارة سوى الخطاب الاسلامي، ولكن المهم هو البحث عن الاسلام المحمدي الأصيل بمنابعه الطيبة بدون شوائب.
أما مشكلة الارهاب فهي بكل بساطة، ردة فعل على انتشار الظلم والجور في العالم، خاصة بعد انتشار مظاهر الثورة الصناعية والتكنولوجية والمعلوماتية فما بالك بالأأجيال والشباب ترى أناس مليونيرية ومليارديرية وسيارات وطيارات ورحلات وترف ولهو وقصور وخمور ونساء وووووووووووووو وهم لا يملكون شيئا، فكروا بمشاعر الشباب، جيل اليوم لا يقبل بما رضي به جيل الأمس أبدا.
شاب اليوم يريد نفس ما لدى غيره بأي بقعة من العالم. أما سواسية أو لا. هذا هو تفكيرهم وهذا هو خطابهم، وهذا هو سبب احباطهم وتطرفهم.
شباب اليوم لا يفكروا بالاصلاح أبدا، يفكروا فقط بالتغيير، تغيير نحو العدالة، يريدوا عدالة وسواسية.
شباب اليوم في العالم كله لا يضبطه سوى الأسلام بصوره العادلة وليس بمظاهر الزعامات والسلطات.
وصح القول: العدل أساس الملك.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .