أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


مطلوب استراتيجية لمواجهة التطرف؟

بقلم : حسين الرواشدة
21-08-2014 12:14 AM
أرأيت كيف تنهض الدول من خلال وزاراتها ومؤسساتها المعنية بشؤون الصحة و السلامة لمواجهة أي ( وباء) قادم من وراء الحدود ؟ انها تتحرك على الفور لإرشاد الناس وتحذيرهم، فالمشافي تعلن حالة الطوارئ، و الاعلام يحشد لتوضيح أسباب المرض وأعراضه وطرق الوقاية منه، و المسؤولون يخرجون عن صمتهم لوضع الجمهور في الصورة، وتطمينهم على صحتهم ومطالبتهم بالتزام قواعد الوقاية، وتلافي التواجد في الأماكن المزدحمة و الابتعاد عن المصابين بالمرض و المواظبة على النظافة، ثم تبدأ حملات ( التطعيم) أحيانا، أو تصرف الأدوية بالمجان فيما يجد( المصابون) بالمرض ما يلزم من رعاية طبية.
آسف ، اذا كنت اسهبت في وصف هذه ( الصورة) التي نعرفها جيدا، لكنني لم أجد أبسط من هذه المقاربة للتذكير ( بأولوياتنا) المنقوصة أحيانا و المعكوسة أحيانا أخرى، صحيح أن (الحفاظ) على صحة الناس ومواجهة الامراض التي تهدد ( أبدانهم) يجب أن تكون في صميم اهتمام الدول ومؤسساتها، لكن الصحيح أيضا أن ( الحفاظ) على سلامة عقول الناس وأفكارهم ووعيهم وامنهم ، يفترض ان تكون أولوية ايضا، وما فعلناه أننا قدمنا الاولى على الثانية...لدرجة أن الاولوية الثانية غابت عن ( أجندتنا) وتوزع ( دمها) على القبائل.
للتوضيح أكثر، أسأل : ما الذي فعلناه لمواجه(امراض) التطرف و التشدد، وهل قامت مؤسساتنا المعنية بواجبها؟ الاجابة - بالطبع- معروفة، فنحن لم نسمع حتى الآن عن ( خطة) لمواجهة هذه الآفات المدمرة، ولم نر أحدا يتحرك باتجاه تحذير الناس وارشادهم ومعالجتهم اذا لزم الأمر، كل ما فعلناه لم يتجاوز ( التخويف) أحيانا و التطمين أحيانا أخرى... فيما (التطرف) يتصاعد وأعداد المنتسبين اليه تزداد، واخطاره تحدق بنا من كل اتجاه.
يكفي أن نسأل : أيهما أخطر على بلدنا (جنون البقر) الذي أفزعنا قبل سنوات،وكورونا الذي ودعناه وايبولا الذي يداهمنا الآن، أم جنون ( داعش) واخواتها، أيهما يحتاج الى ( استراتيجية) وطنية ومطاعيم جاهزة ومشاف ٍ مفتوحة وأطباء مهرة وخطاب اعلامي موحد وموازنات مخصصة للوقاية والمعالجة، هل يعقل أن غيرنا قد انتبه الى هذا الخطر البعيد عنه آلاف الأميال (المانيا و فرنسا مثلا) فنهض الى تشكيل فرق متخصصة لدراسة (التطرف) ومعرفة الاسباب التي دفعت بعض (المواطنين) المقيمين هناك للانضمام الى (داعش) و النصرة، ووضع ما يلزم من اجراءات (وقائية وعلاجية) للتعامل معهم ومنع انتقال العدوى الى غيرهم، فيما نحن الذين يهدد (التطرف) حصوننا من الداخل و الخارج مانزال (نفكر) في التصدي لهذا الخطر ؟.
منذ سنوات وأنا ادعو الى اصلاح مؤسساتنا الدينية و تجديد خطابها، والى اصلاح خطابنا السياسي ايضا، لكنني اليوم أجد نفسي مضطرا للحديث بصراحة عن ( تقصيرنا) في مواجهة أمراض التطرف، يكفي أن نشير الى أننا في هذا العام تحديدا لم ننظم أي مؤتمر عن ( التطرف)مع أن بلدنا من أكثر البلدان استضافة للمؤتمرات، ولم أوفق في العثور على ( مدونة) أو ( بروشور) يرد على أفكار دعاة ( التطرف) ويوضح حقيقة الاسلام لأجيالنا التي فتحت (لواقطها) على ارسال المتطرفين بعد أن غاب خطاب الاعتدال المقنع أو غيب عنها، كما أنني لم أجد مؤسسة استطاعت أن تتصدى بنجاح لهذه ( الآفات) وتقنع الناس بدورها وتجذب الشباب اليها...واذا وجدت فإن صوتها مازال داخل الجدران ولم يصل الى الجمهور...لأسباب يعرفها المعنيون و غير المعنيين.
باختصار ،لابد أن نبدأ على الفور بإصلاح مجالنا الديني، (دعك من المجال السياسي الآن) فهو الأقدر و المسؤول عن مواجهة خطاب (التطرف) واخشى ما أخشاه أن يكون هو ايضا جزءا من مشكلة (التطرف) في بلادنا، لكن - بالطبع- هذا ليس وقت المحاسبة ،وانما المطلوب ان ننطلق، سواء على صعيد (المنابر) و المساجد، أو كليات الشريعة، أو الاعلام الذي لا يخصص ( للشؤون) الدينية الا القليل من صفحاته، أو المؤسسات المعنية (بنشر) الاعتدال - وما أقلها- لتأسيس خطاب مقنع ومؤثر، يشارك فيه الخبراء والمتخصصون، لنشر صورة الاسلام الحقيقية وقيمه السمحة...والردّ على (أفكار) العنف و التطرف و ارشاد ( الشباب) الى الصواب،ومعالجة من تورط منهم ، باعتباره ( ضحية) يحتاج الى العلاج لا الى العقاب.
أعرف ان ( قصة) المواجهة لآفات التطرف تحتاج الى تفصيل أكثر، لكن المجال الصحيح لمناقشة ذلك هو طاولة يجلس حولها (خبراء) يناط بهم وضع مايلزم من الأسس والتصورات و البرامج و الوسائل، وكل ما استطيع ان افعله هو أن اقترح بعض ما يستوجب التفكير به... موعدنا بعد غد السبت ان شاء الله
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-08-2014 01:52 AM

مقال آخر رأئع للكاتب واعتقد أن واحدة من اشد الخطايا في التاريخ العربي هو الأنقلاب المصري على الرئيس الفائز بالصندوق وهو الدكتور محمد مرسي وسجنه وانهاء اول انتخابات نزيهه في التاريخ المصري . فبالرغم من اختلافنا بشكل جذري مع فكر الأخوان المسلمين الا ان استمرارهم بأخذ فرصتهم كان أمرا مهما للتطور السياسي ومواجهه التطرف في الوطن العربي بخيارات ايجابيه بدلا من الخيارات العدميه , فقد شاهدنا خلال فتره حكمهم القصيره تحول هذه التيارات من فكر المهرجانات والخطابات السهل الى مواجهه الواقع بما فيه من توفير الوظائف للشباب وحلول مشاكل السياحه وقروض مصر والبنك الدولي , بل لقد شاهدنا من وصلوا في الفكر المتطرف الى مداه الأقصى مثل "الجماعه الأسلاميه " يشاركون في العمل السياسي السلمي , فمن قاموا بتنفيذ قتل السادات مثل عبود وطارق الزمر أصبحوا مشاركين في العمليه السياسيه الديمقراطيه . وبعد الأنقلاب بيوم واحد ظهر الظواهري في خطابه الذي يدعوا به لحمل السلاح .

ورغم هذا الحدث المحفز للأنضواء تحت رايه الجماعات المتطرفه الا ان هناك تقصيرا كبيرا يقع على عاتق المنظمات الأقليميه الأسلاميه والعربيه السياسيه والدينيه(وعلى رأسها منظمه المؤتمر الأسلامي وجامعه الدول العربيه ) للقيام بالأصلاح الديني , أن المطلوب هو التزام جميع الدول العربيه والأسلاميه بمنع خطاب الكراهيه والخطابات الطائفيه سواء في المنابر الأعلاميه او اماكن العباده او مناهج بعض الدول الدراسيه وتسييس الدين واستخدامه في الصراعات السياسيه ومنع انتقال الأفراد للمشاركه في مناطق الصراعات وهذه اجراءات قانونيه وأمنيه وأعلاميه أوسع كثيرا من أن يتصدى لها مؤتمر في عمان.

لقد احدثت تلك الجماعات المتطرفه اضرارا لا حصر لها في صوره الاسلام والمسلمين والعرب من غير المسلمين , فقد حوُلت الصوره النمطيه لهذا الدين الحنيف الى مشروع ارهابي , وأثارت الريبه في العرب والمسلمين في جميع انحاء العالم سواء كانوا مسافرين في مطارات العالم او مقيمين في الدول الأجنبيه او طلابا , وافشلت الثوره السلميه السوريه بتحويلها لصراع طائفي عدمي مقيت , وحطمت أمال مئات ملايين العرب في التطلع لحياه ديمقراطيه كريمه ,ومزقت الروابط الأجتماعيه بين مكونات الوطن العربي المتعايشه عبر القرون وزرعت بذور الشك والكراهيه .

2) تعليق بواسطة :
21-08-2014 12:09 PM

التطرف مشكلة عالمية انسانية أكثر منه مشكلة عربية اسلامية.

الاسلام انفتح عالميا وللعالم كله، ولم يعد ملك العرب وحدهم، ومن يفكر بهذه الطريقة يصطدم بالواقع، العربي يمكن أن يكون قدوة خير وقدوة فذة اذا فهم الاسلام بشطله الصحيح، فاليوم لا ثقافة ولا حضارة سوى الخطاب الاسلامي، ولكن المهم هو البحث عن الاسلام المحمدي الأصيل بمنابعه الطيبة بدون شوائب.

أما مشكلة الارهاب فهي بكل بساطة، ردة فعل على انتشار الظلم والجور في العالم، خاصة بعد انتشار مظاهر الثورة الصناعية والتكنولوجية والمعلوماتية فما بالك بالأأجيال والشباب ترى أناس مليونيرية ومليارديرية وسيارات وطيارات ورحلات وترف ولهو وقصور وخمور ونساء وووووووووووووو وهم لا يملكون شيئا، فكروا بمشاعر الشباب، جيل اليوم لا يقبل بما رضي به جيل الأمس أبدا.

شاب اليوم يريد نفس ما لدى غيره بأي بقعة من العالم. أما سواسية أو لا. هذا هو تفكيرهم وهذا هو خطابهم، وهذا هو سبب احباطهم وتطرفهم.

شباب اليوم لا يفكروا بالاصلاح أبدا، يفكروا فقط بالتغيير، تغيير نحو العدالة، يريدوا عدالة وسواسية.

شباب اليوم في العالم كله لا يضبطه سوى الأسلام بصوره العادلة وليس بمظاهر الزعامات والسلطات.

وصح القول: العدل أساس الملك.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012