طرح معلم سؤالا أمام الطلبة، فلم يستطع أحد الإجاة عليه، وحاول المدرس نفسه حل هذا السؤال، فلم يستطع أيضا الإجابة عليه، واستعانوا بكل الأذكياء في المدرسة، فلم يستطع أحد الإجابة عليه، فاستعانوا بمدرسين آخرين لم يستطيعوا الإجابة عليه وحل هذا السؤال.
وقف الجميع مدهوشين، وأخيرا تذكروا أن طالبا يدعى فلان بن بلان ذكي جدا لكنه، لا يشارك، وفي الأغلب نائم على طاولة الصف، فقالوا له: أين أنت يا فلان، قال: هاأنا هون، ماذا تريدون؟ قالوا له: تعال وحل لنا هذه المسألة.
خرج الطالب الذكي إلى السبورة ونظر في المسألة وأطال النظر فيها، وبصمت مطبق من جميع الطلبة والمدرسين، انتظارا منهم أن يحل هذا النائم الخبير هذه المسألة، وبعد مهلة انتظار وبدون كتابة أي شيء على اللوح، قال هذه المسألة لا تحل. هذه المسألة كلها مسألة جبرية مركبة بطريقة خطأ. وهذا هو الجواب، ثم عاد لمقعده واستكمله نومه العميق.
هذا هو حال صياغة الاستراتيجيات في عالمنا العربي، أيها الكاتب العزيز، يمكن أن تقول لي استراتجية في ألمانيا ، في اليابان، في البرازيل، أما في العالم العربي، استراتيجية؟؟؟
الأجواء السائدة وبجموعة النظم السياسية تركيبتها تركيبة جبرية معقدة، فلا يمكن لأي استراتيجية أن توضع ولا توجد أي مقومات لوضع أي استراتيجية، ولا حتى خطة لمدة عام واحد.
لا يوجد لدينا أي فكر استراتيجي. أبو فلان وأبو علان، همهم تغيير ديكور المكتب فقط. والخبراء القادرون على وضع الاستراتيجيات "نايمين" في بيوتهم، لا احد يتصل بهم.
لم نسمع يوما استدعاء لخبراء أرددنيين لصياغة استراتيجية معينة، بل العكس ما نسمعه هو تكنيسهم من قبل زملائهم أصحاب الواسطات والمحسوبية، لأنهم خطر على مناصبهم. هذه حقيقة مرة، ولا توجد مؤشرات على أي استراتيجية قابلة للتنفيذ، الجهود مشتته، والحل مجالس خبراء بأسرع وقت ممكن.
لغة التواصل غير موجودة، فكل يتكلم بلغة غير لغة الآخر وكأننا في العصر البابلي،
فجاء والد أحد الطبة ليستفسر عن حال ابنه مع نهاية العام فقال له المدرس: ابنك بنجحش، أي لن ينجح، فقام الطالب النائم من مرقده مرة أخرى وقال لوالد الطالب: هل سمعت ما قاله لك المدرس؟ فقال الوالد، وماذا قال؟ قال الطالب النائم، يقول لك ابنك بن جحش، أي هو أبن جحش. فاستشاظ الوالد غضبا وقال: ماذا؟ ابني جحش ابن جحش، فقال المعلم: أنا قلت بنجحش بنجحش، لم أقل ابن جحش ابن جحش، فقال الوالد، لا أنت تقصد ابن جحش ابن جحش.
وهكذا نحن في العالم العربي نتكلم بعقول مختلفة، وبثقافات مختلفة، وبنوايا مختلفة، وفي هذه الأجواء صعب تسطير استراتيجية على مدار 10 سنوات.
نسأل الله الرحمة، والتوفيق.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .