هل داعش تنظيم جهادي أم صناعة أمريكية

الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024

هل داعش تنظيم جهادي أم صناعة أمريكية

بقلم : سلطان ابو يوسف
02-09-2014 10:15 AM
لم يتفق اثنان من المحللين حتى اليوم هل داعش تنظيم إسلامي وجهادي ،أم تنظيم إرهابي وصناعة أمريكية ،علماً ان جميع الأنظمة العربية والدولية تحاول ان تشوه صورة التنظيم أمام الرأي العام العالمي والعربي ،ولكن للأسف رغم النجاح العسكري الذي حققه التنظيم ،لم يرافق ذلك نجاحاً إعلامياً ،ينقل للرأي العام العربي والعالمي حقيقته وأفكاره وتوجهاته ،وترك التفسير للأعلام الساخط على كل عمل مقاوم .

نشأ هذا التنظيم في العراق على يد أبو مصعب الزرقاوي،والذي أعلن انضمامه لتنظيم القاعدة ومبايعته له ،والذي قاتل الأمريكان في العراق حتى تم قتل وتصفية زعيم التنظيم أبو مصعب ، ولم نسمع بعد ذلك عن هذا التنظيم رغم العديد من العمليات التي خاضها مع الأمريكان والعصابات الشيعية التي تصدى لها بقوة وحزم ،وكبدهم خسائر جسيمة بالأرواح والمعدات .

ورغم العمليات التي قام فيها التنظيم في سوريا ، لم يكن الإعلام يتناول هذا التنظيم كما هو عليه اليوم ، حتى ما يسمونها بالجرائم البشعة لم يتم التطرق أليها والتركيز عليها بهذه الصورة الإعلامية والزخم الإعلامي من قبل .

بدأ نجم التنظيم يلمع أفقه بعد احتلاله لمحافظات الأنبار ، وسقوطها بيد التنظيم ومقاتلي الفصائل العراقية ، وسقوط العديد من الفرق العراقية بكامل عتادها وأسلحتها بيد التنظيم ووقوع أفرادها بين قتيل وأسير وطريد ،علماً أنه لا يوجد حتى الآن تفسير مقنع لسقوط مثل هذه الفرق العسكرية بهذه السرعة .

نُسب إلى هذا التنظيم العديد من التهم ،ومنها أن من أنشأته أمريكا وزعمت هيلاري في كتاب لها أن أمريكا كانت تخطط لإنشاء مثل هذا التنظيم ، ثم قيل أن من أنشأ التنظيم هي إيران والمالكي ، ثم قال المالكي أن من يدعم التنظيم هم الأكراد بعد سقوط الأنبار وحصلت بينهم قطيعة وعداوة ،وقال الجيش الحر أن التنظيم هو متواطئ مع نظام بشار وبشار من يموله ،إذا تراشق في التهم بين جميع الأطراف ولكن لنحلل ومن خلال التحليل نستنتج .

الموقف الأمريكي : أمريكا رغم معرفتها بنشأة التنظيم في العراق ولها معرفة بالحروب التي خاضتها معه حتى تاريخ انسحابها ،وتعلم بتسلسل قياداته ،ومطلعة على تغلغله في العمق السوري والعمليات التي يديرها ،إلا أنها لم تتدخل ،حتى بعد أن سقطت الأنبار وقالت أنّ هذا شاناً عراقياً ولن نتدخل، وعلى المالكي أن يسمح بقيام حكومة ديمقراطية تمثل جميع العراقيين فهي الحل للحد من قوة التنظيم .

ولكن عندما حاول التنظيم أن يقترب من كركوك ،والسيطرة على سد الموصول ،والتقدم نحو أربيل ،تدخلت أمريكا فورا ،واتخذ قرار بشن هجمات جوية ضد التنظيم ، ولا زالت الطائرات الأمريكية تقصف بين الحين والآخر مواقع مختلفة في أماكن متعددة للتنظيم وتمهد الطريق للبشمركه للتقدم نحو الموصل عبر القصف الجوي ،وأرسلت المئات من الخبراء ،فهل فعلا أمريكا لو أنشأت التنظيم تقوم بهذا الأعمال ؟ .

الموقف الإيراني وموقف المالكي : قيل أن المالكي هو من يدعم التنظيم مع إيران ، وإيران منذ بداية الهجوم زجت بالآلاف من خيرة قواتها لتقاتل داعش على الأراضي العراقية ، وقتل أعداد هائلة من الإيرانيين في حربهم مع التنظيم وكله يتم التكتم عليه ، ثم أن جميع من أسرهم التنظيم من الجيش العراقي وهم بالآلاف تم تصفيتهم وقتلهم ،وهل يعقل لو أن المالكي وإيران شركاء في التنظيم يقتلون هذا الكم من الأسرى أو يقومون بالاستيلاء على ترسانة الجيش لأربع فرق؟ .

الموقف الكردي : المالكي شن حربا على الأكراد واتهمهم بالتواطؤ مع التنظيم ،ودعمه ،وأنهم تأمروا مع التنظيم على إسقاط محافظات الأنبار وتوترت العلاقات بين المالكي والأكراد ،وسمعنا سيلا من التهديد والوعيد ،ولكن بعد احتلال التنظيم لكركوك والتقدم نحو أربيل قام المالكي بتحريك الطائرات والدفاع عن البشمركه وقصف التنظيم وقدم لهم كل أنواع الأسلحة ، فكيف يكون الأكراد لهم علاقة بالتنظيم وهو يحاول احتلال مدنهم وقراهم ؟ ولماذا ساند المالكي الأكراد بما أنهم هم من ساهم في إسقاط الأنبار ؟ ولماذا تقوم إيران اليوم بتزويد البشمركه بالأسلحة وتقف معهم بجيشها في محاربة التنظيم ، هل هذا يتوافق مع الاتهام ؟.

الموقف السوري : كما ذكرت المعارضة تتهم التنظيم بأنه تابع للنظام السوري ،وأن النظام هو من يقوم بتسليم مواقعه للتنظيم وينسحب منها ،وتقول أنّ التنظيم لا يقوم بقتال قوات الأسد ،وهو يقوم باحتلال المناطق التي يحتلها الثوار فقط، في حين أن التنظيم اليوم قاتل قوات بشار الأسد في منطقة الرقة وقتل المئات من الجنود، واستولى على أكبر مطار عسكري وغنم عددا كبيرا من الأسلحة وخاصة صواريخ سكود المتطورة المضادة للطائرات ،وقامت قوات النظام بقصفه أكثر من مرة داخل الأراضي العراقية والسورية ، فهل يعقل أن من يتعاون مع النظام يحتل مطاراته ومواقع فرق عسكرية ويقتل من فيها ؟.

الموقف العربي : العرب في حالة هلع من قوة التنظيم واخص ، حكام الخليج ، وموقفهم المعادي للتنظيم واضحٌ بائن ، واليوم نرى ونشهد اجتماعات لوزراء الخارجية العرب للوقوف في وجه تغلغل التنظيم في سوريا والعراق إدراكا منهم أن التنظيم كما سقطت بيده هذه المساحة الواسعة من حلب حتى بغداد سيكون سقوط الرياض وجده أهون عليه لأنه سيكون تزود بصواريخ يصل مداها آلاف الكيلو مترات ،وقدرات جوية من طائرات حربية ،وصواريخ حديثة متطورة قادرة على إحباط أي هجوم جوي ..ولكن نقول للعرب هارد لك ..ذ ..قيم اوفر، ونعزي العرب ان السلاح المقاوم الوحيد لهم اليوم هو الإعلام فليحابوا بالإعلام حتى يأتي أمر الله .

مجلس الأمن : رغم الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الحوثيين في صنعاء والتي لا تقل وحشية عن تنظيم دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام ،إلا أننا لم نشهد اجتماعا لمجلس الأمن يعتبر أنّ الحوثيين إرهابيين،ورغم أن الطائرات الأمريكية لا تغادر سماء اليمن إلا أنها لم تطلق صاروخا على الحوثيين ،رغم أنهم يستخدمون كل الأسلحة في قتال الجيش اليمني وأهل السنة ،إلا أن مجلس الأمن اجتمع واعتبر تنظيم دولة الإسلام إرهابياً ويشكل خطراً على الأمن العالمي ويشكل تهديداً على أمريكا وبريطانيا والعالم اجمع .. فهل يعقل لو أن أمريكا هي من تدعم التنظيم تصدر قرار بهذه السرعة وتعتبر التنظيم إرهابي؟، لماذا لم تفعل مثل هذا مع حزب الله اللبناني الذي خاض حروباً مع إسرائيل؟ ولماذا لم ينطبق هذا على المليشيات الشيعية التي ارتكبت مجازر يندى لها الجبين ؟ ولماذا لا ينطبق على الحوثيين؟، فهل التنظيم صناعة أمريكية أم التنظيمات الشيعية صناعة أمريكية ؟ .

بعد هذه القراءات هل المؤشرات والقناعات عندك تشير إلى أن تنظيم دولة الإسلام والخلافة في العراق والشام تنظيما ً إرهابياً ،أم تنظيماً إسلامياً استطاع أن يحقق كل هذه الانتصارات بجهود فردية بما كسبه من غنائم عسكرية وما يبيعه من عائدات النفط ؟ ، ولو كان تنظيماً إرهابياً لماذا انضمت له فصائل كاملة من الجيش الحر ،وجبهة النصرة ،والعديد من التنظيمات المقاتلة في سوريا ؟ مع أنهم اقرب من الجميع من التنظيم من خلال احتكاكهم مع عناصر التنظيم ومعرفتهم بأفكارهم عن قرب ،ولم يكن انضمامهم إليهم إلا عن قناعة !!!!

ولنشر مزيدٍ من الرعب والخوف من هذا التنظيم بدأ الغرب بإطلاق شائعات أن التنظيم يقوم بدراسات من أجل الحصول على أسلحة الدمار الشامل ''أسلحة بيولوجية '' ليستخدمها مستقبلاً ، علماً أن السلاح البيولوجي لا يحتاج إلى خبرات مطولة وإنما يكفي غرفة أربعه في أربعة وطلاب كلية أحياء لينتجوا الجمرة الخبيثة .

أمريكا تعترف وتقر ،أنه أصبح من الصعب السيطرة على التنظيم ،وأنه ليس من السهولة القضاء عليه ، فما الحل يا سادة يا كرام يا من سهلتم دمار العراق الذي كان يحمي سوءتكم ، ودمرتم كرامة العرب ،وبعتم شعوبكم للغرب جهلا وفقرا ووهنا ، فسخط عليكم الغني قبل الفقير وسخطت عليكم السماء فمن لكم إن أعلنتم النفير ،وأعلنت الخلايا النائمة النفير مع العدو الذي تخشونه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟