أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


قرار الملك نقطه اول السطر

بقلم : شحاده أبو بقر
16-09-2014 10:49 AM
ننحني إحتراما وتقديرا لقرار جلالة الملك المعظم برد مشروع قانون التقاعد المدني ، فهذا المشروع لو تم إقراره ، سيكون قانونا نافذا يطال سائر الاردنيين ، ودستور دولتنا يقول بأن الاردنيين امام القانون سواء ، فكيف لقانون ان يعطي لاردني حق التقاعد لقاء خدمة سبع سنوات ، ويشترط عشرين سنة او اكثر لاردني آخر ،فهذا امر يحتاج الى فتوى دعت اليها رسالة جلالته الموجهة الى دولة رئيس الوزراء .


اعرف شخصيا جميع الذوات اعضاء مجلس الاعيان مجلس الملك رعاه الله ، واعرف كثيرا من الذوات اعضاء مجلس النواب مجلس الشعب ، وذلك بحكم العمل معهم منذ العام ١٩٩٦ ، بإستثنا، سنة او اكثر بقليل مستشارا في رئاسة الوزراء ،واجزم انهم مواطنون محترمون العاملون والسابقون ، ويتحملون اعباء جسيمة في خدمة مواطنيهم ومناطقهم ، لكن ذلك لا يعطيهم هم وسواهم إنسانيا ميزة التفرد عن غيرهم ، واعرف ان بعضهم بأمس الحاجة لتقاعد يكفيه العوز والحاجه ، واعرف في المقابل ان بعضهم الآخر لا يساوي مبلغ التقاعد شيئا في حساباته ، فقد انعم الله عليهم وكفاهم مؤونة الحاجة وأغناهم من فضله ، لكن ذلك لا يحول بينهم وبين ان ينالوا حقهم في التقاعد شرط التساوي في المدة الزمنية مع كل الاردنيين، او بعملية حسابية تراعي العمر مثلا على نحو ما هو معمول به في دول متقدمة ، او هي تراعي حتى الظروف المادية للمستفيد .

اعرف كذلك أن كلامي هذا قد يغضب او هو يزعج احدا من هؤلاء الذوات المحترمين ، ولهذا فانا احتمي اولا وقبل كل شيء منهم بالله إن فكر احد ة بإيذائي في رزقي، ثم اضع نفسي ًفي وجه جلالة الملك ً ترجمة لهذه الحماية ، ويعلم الله انني أنطق بما اعتقد انه الحق ، والحق احق بان يتبع في كل زمان ومكان، وبالذات في هذا الزمان الصعب الذي نعرف جميعا انه قد جار على اردنيين كثر قد لا يجد بعضهم قوت نهاره ، وان كثيرا من كرام الناس قد اذلهم الفقر قاتله الله ورد كيده عن شعبنا الاردني الواحد الموحد بإذنه تعالى ، وهو زمان يدعونا لان نتراحم والا فالله وحده اعلم بالمستقبل الوشيك بين ايدينا .

نعم نقدر عاليا قرار الملك ، فجلالته هو قائد الوطن واب الاسرة الاردنية كلها بلا إستثناء ، ولقد جاء قراره غاية في رفعة المسؤولية والانتصار للمواطن وللحق ، وهو قرار نسأل الله ان تتبعه قرارات تخفف من هموم الناس وتستجيب لحاجاتهم في هذا الوقت العصيب الذي يراهن فيه الكثيرون على قدرتنا على التوحد خلف القيادة والوطن ، مستغلين فقرنا وبطالة شبابنا في دفعنا نحو التنكر للوطن والقائد والتاريخ وقتل روح الانتماء العظيم المشهود في صدورنا نحو الوطن والملك والدولة ، والقبول بالشاذ من عاديات الزمان تحت وطأة الشعور بالظلم والفقر والاحباط وسيول الاشاعات التي تباعد بيننا وبين الوطن وتدفع شبابنا رغما عن شهامتهم للكفر بقيمة الوطن على عظمتها .
نعرف جلالة الملك ان القرار صعب على بعض الاردنيين ، لكن نخوتهم اكبر من ان ينازعها في التضحية من أجل الوطن شيء يذكر ، ونعرف جلالة الملك انك تتمنى لو تطلع شمس الغد على الاردن وقد غدا اعظم واغنى بقاع الكوكب كلها ، وتأكد جلالتك ان الاردنيين جميعا هم عزوتك واهلك الذين يرغبون ان يروك دوما يتحدثون اليك بهمومهم ، وهم حتى وإن غضبوا او عتبوا او حتى تطاول بالكلام احدهم ، هم هم الاردنيون المخلصون الانقياء الحريصون على العرش والنظام المستعدون وبالفطرة التي عليها تربوا لأفتداء الوطن وقائده ووجوده بالارواح فعلا لا قولا وحسب ، وان الحلول لمشكلاتهم هي بالكلمة الطيبة قبل اي إجراء آخر أمنيا كان او سواه ، فهم ينشدون العدالة حتى لو بالظلم ، وهم برغم الفقر والبطالة من اكثر شعوب الكوكب تعلقا بقيادتهم وبوطنهم ، واكثرها نقاء واخلاصا ، نفوسهم طيبة وقلوبهم طيبة كذلك ، ومن هنا تفعل الاشاعات الهدامة فعلها السيء في نفوسهم ، فالناس المخلصون هم الاكثر تأثرا بالاشاعات الظالمة ، والطيبون هم إنسانيا الاكثر من سواهم تأثرا بالخذلان إن هو خالط نفوسهم وخالطه كذلك فقر وبطاله .

يتساءل الكثيرون لماذا وصلنا الى هذا الحال من ضيق العيش ، وبعضهم لا يعرف حجم التحدي المحيط بالوطن ، ولهذا يغضبون ويعتبون وينال الاحباط منهم ، خاصة تحت وطأة الاشاعات وما اكثرها وما الأمها في هذا الزمان عندما تصادف هوى في نفوس الفقراء والعاطلين عن العمل وسواهم من كرام الناس الذين بالكاد يتدبرون قوت يومهم هذا إن إستطاعوا ، ولنا ان نتصور حال الناس وسط هكذا ظروف ضاغطة لا ترحم .

نعم ، برغم كل شيء سيبقى الاردن العربي الهاشمي بخير بعون واحد احد لاسواه ، وسيبقى شعبه الواحد رفعة في الاخلاص والوفاء ، وفقط يحتاج الحال الى تواصل وحديث من القلب الى القلب وبكل الصراحة التي تستثير مشاعر الناس إيجابيا نحو الوطن وشؤونه وتحدياته ، والى دحر الاشاعات الهدامة ، والتسامح مع كل من أخطأ او تطاول تحت ضغط الظروف قهرها الله ، واخيرا وليس آخرا على ان الكلام كثير ويطول ، شكرا صاحب الجلالة على قرار الرد للقانون المشار اليه ، واكاد اقسم او على الاقل اجزم ان اعضاء مجلس الامة الكرام هم في طليعة من يضحي ليس بالتقاعد وحسب ، بل بما هو اكثر واكثر بمجرد لو شعروا ان جلالتكم تريدونهم التنازل حتى عن رواتبهم او مخصصاتهم، فهم من هذا الشعب الطيب الكريم ، ولا يملك احد ان يدعي الاخلاص اكثر منهم .

حمى الله بقدرته التي لا تدانى بلدنا ونظامنا ومؤسساتنا من كل شر ، وادام عراقة مؤسساتنا البرلمانية والعسكرية والحكومية والامنية وكل شيء على ارضنا وهدانا سبحانه سواء السبيل ، انه نعم المولى ونعم النصير ، وهو من وراء القصد .










التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-09-2014 10:40 AM

شكلك بترسم على منصب.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012