أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


إرهاب وطني !

بقلم : سميح المعايطة
17-09-2014 12:12 AM
إذا كان التفسير السياسي والأكاديمي للإرهاب مقترنا بالقتل وتجاوز القانون والاعتداء على حق الناس في الحياة الطبيعية فإن هناك أنواعاً من الإرهاب خارج إطار هذا التفسير لكنها تصنع حاضنات أو محفزات لإرهاب خاص يخرج به الإنسان من وطنه ومجتمعه وحتى بيته وأسرته إرهاب يحول الإنسان إلى كتلة من السوداوية، ويجعله يحمل وصفاً واحداً لكل ما حوله ولكل شيء في بلده ومجتمعه.
هذا الإرهاب نراه يتمدد في مجتمعات ودول عديدة حيث تجسده قناعات من السهل رؤيتها في ساحات التعبير الإلكتروني وغيره وتعبر عنها كلمات وأحاديث ﻻ ترى فيما حولها بقعة بيضاء، وﻻ ترى إنجازاً أو مساراً إيجابياً، ﻻ ترى شخصاً نظيفاً وتصدر الأحكام بالإعدام السياسي أو اﻻجتماعي والأخلاقي على كل مخالف.
إرهاب يحول الإنسان إلى ناقم على كل شيء، ورافض لكل فعل، ومشكك بكل فعل، واللغة المستعملة تجعلك تتوقع من صاحبها إما الإنتحار أو تبني نهج يدمر كل ما حوله.
وإذا كان فكر التطرف والتكفير يقوم على اعتبار دائرة الإيمان محصورة في الشخص والمؤمنين بفكره، واعتبار كل الآخر كافراً، والكافر هنا له تعريف إجرائي وهو استباحة الدم والعرض والمال، فإن الإرهاب أو التكفير السياسي واﻻجتماعي يجعل صاحبه يرى في الآخرين إما مجموعة من الفاسدين أو خونة أو بلا شرف أو بلا قيم وﻻ وطنية أو بلا قدرات وكفاءة، ولهذا تجد من أصابهم هذا الداء ﻻ يقومون بمناقشة رأي أو سلوك بل تكون اولى الخطوات إصدار الأحكام وتوزيع التهم، تماماً مثل حملة فكر التكفير فهم ﻻ يقفون من ما تقول بل يقذفون بك خارج الدين مباشرة، وبالتالي ﻻ قيمة لرأيك أو توضيحك أو اجتهادك.
ومن يمارسون لغة الإرهاب السياسي واﻻجتماعي ليسوا من منطلق واحد، فالبعض يمارس هذا انتهازية وسعياً لمكاسب أو حرب مصالح على اﻻخرين، وتنتهي الحرب عندما تفتح له الأبواب ليدخل عالم السلطة مرةً أخرى أو تفتح له الأبواب ليخرج من عالم النسيان إلى عالم الأضواء، وسلاحه حكم أن كل شيء خربان وأن الأمور تسير إلى الهاوية وأن كل من يعملون ليس لديهم القدرة والكفاءة.
والبعض يمارس الإرهاب موضة لأنه يرى الكل ينتقد ويرفض كل شيء، ويعتقد أنه كلما أنضم إلى معسكر رفض كل شيء، واتهام الجميع كلما اكتسب قيمة ومكانة حتى لو كان ما يقوله صراخاً وشتائم بلا مضمون، فالمهم أنه رجل ويقول.
لكن أخطر الأنواع من يحمل القناعة بأن الأمور إلى الهاوية، وأن بلده ومجتمعه بلا أي أمل، وأن الصورة سوداوية جداً، فهذه القناعة إن كانت حقيقية فإنها خطيرة وهي ما تستحق المعالجة.
نقول إن ما سبق نوع من الفكر الإرهابي لأنه يخرج عن الوسطية السياسية واﻻجتماعية، التي تقوم على الموضوعية والنظر لكل الأمور بعينين وليس بعين واحدة، وسطية تؤمن بالنقد أو المعارضة أو الشغب لكن دون إنكار لأي مسار إيجابي من الناس أو الدولة أو حتى من بيئة الأصدقاء والأسرة، وسطية ترى إمكانية للمعالجات حتى لو اختلف مع الآخرين على الوسيلة أو السرعة.
من نراهم يعمقون ويصنعون الإرهاب السياسي واﻻجتماعي هم الأكثر اعتماداً على الشتائم والإتهامات والأحكام القطعية بحق الآخرين وتعظيم الأخطاء دون تصنيف لها، وسلب الآخرين حق الإجتهاد، ووضع الناس بين وطنيين ونقيضهم تماماً مثلما يصنف التكفيري الناس بين كافر ومؤمن ووفق مقياسه الذي إن لم تعتمده فأنت كافر وفق قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر.
مثلما هو النظر للأمور وكانها ربيع وجنان تطرف غير مقبول فإن الإرهاب السياسي واﻻجتماعي الذي تمارسه بعض الفئات في مجتمعاتنا يصنع مسافة بين الإنسان والموضوعية، ويصنع أجياﻻً محبطة بل نعلمها لغة الشتيمة والإتهام والتكفير السياسي وليس مناقشة القضايا والآراء وافتراض أن الآخرين ليسوا كتلاً شيطانية بل لديهم حرص وغيرة وقد يصدر منهم الخطأ لكنهم ليسوا «كفاراً !!» وطنياً أو سياسياً أو اجتماعياً.
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-09-2014 12:35 AM

يا ابن الحلال كل القصة انها حرب على اهل السنة والجماعة تحت ذريعة الارهاب وبلاش خداع لان الشعب صحي زمان ولم يعد شعب الخمسينات خليك واقعي بلاش تلحق كتاب التدخل السريع

2) تعليق بواسطة :
17-09-2014 12:54 AM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012