أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


هل هي الحرب على الإرهاب أم على الوسطية والاعتدال؟

بقلم : سالم الفلاحات
19-09-2014 12:18 AM


لا تحتاج إلى مزيد ذكاء وتحليل دقيق أن تقرأ ما بين السطور في حشد أمريكا للعديد من الدول العربية وغيرها ليصنف في سياق مشروع محاصرة الأمة واستهدافها الذي يسعى لاستكمال حلقاته الأخيرة لو استطاعوا.

فما جرى من مشاريع صنع أعداء وهميين بعد زوال الاتحاد السوفييتي وإمدادهم بذخيرة كافية للاستمرار وبخاصة بعد 11 سبتمبر ليس بخافٍ على أحد.

كما انّ تدمير العمق العربي (العنيد) – (العراق) بحجة دمقرطة المنطقة ومشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تعثر في حينه وإدخال العراق كله النفق المظلم، فخرجت أمريكا من العراق وإن دخلت من باب آخر، ثم الانقلاب على ثورات الشعوب العربية بهدف تدمير القائم وإطالة أمد الاختلاف والنزاع الداخلي من أجل تدمير المستقبل وتحطيم الأمل وعدم الاكتفاء بتدمير الحاضر فقط.

وكذلك بالاجهاز على خيارات الشعوب في مصر وليبيا والانقلاب عليها واليمن وسوريا وحتى تونس والتحركات السلمية في الأردن وغيرها.

هل قرع أمريكا في الظاهر طبول الحرب والصهيونية العالمية في الحقيقة ليرقص على ايقاعها العرب أولاً ويقدمون لها جميع المستلزمات البشرية والمعلوماتية والاستخبارية والمالية هو لمحاربة الإرهاب فِعْلاً؟

وهل تقرع الطبول لمواجهة التطرف العالمي الذي لا دين ولا مذهب ولا اتجاه ولا جغرافيا له فهو موجود في جميع الأفكار والمذاهب والملل والنحل، فمنه الشرقي والغربي وما ينتسب للإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والاشتراكية والرأسمالية وكله تطرف وكله إرهاب مرفوض جملة واحدة.

التطرف والغلو مرفوض بأي اتجاه كان حتى لو كان ظاهره الخير والايجابية فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: 'إياكم والغلو في الدين فإنّ المنبت (المسافر التائه) لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى'.

لكن هناك تطرف منظم؛ تطرف دول، تطرف حكومات، وتطرف ممنهج، وهو أخطر بكثير من التطرف الفردي أو الفئوي على ما فيه من أخطار.

ويظهر أن الإرهاب والتطرف والغلو مطلوب عالمياً وأمريكياً وصهيونياً بخاصة، وأنَّ بقاء المتطرفين مطلوب وهو من مستلزمات السيطرة على الشعوب ونهب مقدراتها وتزوير اراداتها بحجة محاربة الخطر العميم والإرهاب والتطرف وتخويف الشعوب.

التساؤل مشروع ومُلح وهو هل المطلوب من هذا التحشيد استهداف الاعتدال والمعتدلين في العالم الإسلامي، لأنهم الأكثر قدرة على الاقناع وكشف الزّيْف والادعاء، ولأنهم الاكثر قبولاً في المجتمعات العربية والأقدر على كسب ثقتها وإمكانية إعادة بناء حضارتها العربية الإسْلامية واكثر مرونة واستيعاباً؟

علْماً أنّ التطرف لن يكتب له الاستمرار والتمدد فهو مرفوض في أعماق ضمائر الناس كل الناس وأنظر إلى الأفكار المتطرفة في التاريخ الإسلامي فقد بقيت معزولة ضعيفة محاصرة خلال أربعة عشر قرناً.

على العرب الذين يصدقون أنها معركتهم فعلاً وعلى المسلمين والإسلاميين الذين يخشون من التطرف وعلى الصادقين في العالم الذين لم يُتَمكّن من استغفالهم أن ينتبهوا فليس كل ما يلمع ذهباً ولا يمكن أن تجد عند السراب ماء وليحذروا من أن يكون الحشد ليس لتدمير الإرهاب إنما لتدمير الشعوب ودينها وإسلامها وقيمها وحاضرها ومستقبلها.

وأخشى أن يصدق فينا المثل الشعبي القائل

'المذبوح مِنَّا والميدّ (يعني الدية) علينا'.

ويظهر أن العرب سيدفعون تكلفة الحرب عليهم وسيكتوون هم بنارها وسيغادر الأمريكان خلف المحيطات وتبقى حرب البسوس وداحس والغبراء.



سالم الفلاحات

18/9/2014م

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-09-2014 03:25 AM

الأمريكيون لهم مصالح في المنطقه وهذا أمر لا يستغرب , أما تحميل نضَريه المؤامره ما لا تحتمل فهذا ما لا يجوز !!!.
قبل عشًر سنوات كان التدخل الأجنبي يثير أشد الحساسيات لدى العرب , اما الآن فالحكومه العراقيه تطلب التدخل الأمريكي ,بينما يشترط الأمريكيون تنحي المالكي للتدخل, وهذا ما توافق عليه كل الأطراف العراقيه !!! والبرلمان الليبي يطلب التدخل الأجنبي !!! والملك السعودي يحذر الغرب من أن التأخر شهرا عن التدخل سيوصل الأرهاب لشواطئهم !!! واليمن يطلب تدخل الغرب !!! بينما يستمر الصراع في الصومال الى ما شاء الله !!!
أن الواقع أن الرئيس الأمريكي نجح في الأنتخابات بعد وعوده لشعبه بالأنسحاب , وليس بحاجه الى حروب جديده في المنطقه .
يا شيخنا الجليل , هناك حاجه ماسًه للأصلاح الديني والتوافق بين المسلمين أنفسهم على عدم استغلال الدين وتنقيه التراث وتجريم خطاب التحريض والكراهيه والطائفيه والقبول بالدوله المدنيه , والأ سيعيد العرب كرًه الحرب اللبنانيه الطائفيه بحذافيرها التي دمرًت لبنان وقتل بسببها مائه وعشرون الف شخص وهجًرت الشعب اللبناني وبعد أن ضاع الجمل بما حمًل يجلس امراء الحرب أنفسهم على طاوله السياسه بعد أن تعلموأ الحكمه الشهيره "الدين لله والوطن للجميع " .

2) تعليق بواسطة :
19-09-2014 10:18 AM

وسطيه واعتدال وعقيده سمحه وديمقراطيه وخيارات شعوب ؟!
هل تسوق نفسك وحزبك ؟ لتكونوا العنوان ويتفاوض معكم الامريكان و حلفهم اليهودي الصليبي الطاغوتي
ام تسرق جهد المجاهدين وتدير النارالى
قرصك وتدعي ما ليس لكم ؟
انتم خارج الفعل يا استاذ لقد اخرجتكم الدوله من الملعب وبجداره وعرتكم وفضحتكم ولم يبقى منكم غير رمق .
تريد سرقت انجازات وانتصارات المجاهدين والمساوه على دمائهم وتنسبها الى حزبكم وتبعث رسائل الى حلف الكفره وتقول لهم انكم وسطين ومعتدلين تمثلون ارادة الشعوب ليتفضلوا عليكم ويفتحوا معكم قنوات اتصال منتهزين رعبهم وهلعهم بانتهازيه عاليه الجوده غير مكترثين بدماء اخوانكم في الدين . تبيعون فيها وتشترون ؟
اتظن ان الناس اغبياء ؟ ليصدقوا ترهاتكم الملبسه بقشره اسلاميه .

3) تعليق بواسطة :
20-09-2014 09:45 AM

الاعداء الوهميين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي
"الاصولية الاسلامية" -لقد صرحت وزيرة الخارجية الامريكية في حينه مادلين اولبرايت
بأن استراتيجية الولايات المتحدة للسنوات القادمة هي مكافحة الاصولية المتنامية في الشرق . وعلى هذا الاساس لابد من تشكيل العدو لمجابهته والعدو الان بات هو الاسلام من دون مواربة فوجود داعش واخواتها هو الوقود الذي يجب أن يبقى مشتعل للتدخل في كل شئ ،في مناهج التعليم وكتب السيرة ،والاعلام ، ....
حربهم ستطول وهي لم تبدا من اليوم بل من اكثر من 15 عاما وستستمر ولكنهم سيخسرون - لأن الاسلام باق باق الى يوم الدين - هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله - صدق الله العظيم "ولينصرن الله من ينصره.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012