أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
9632 جولة تفتيشية نفذتها الغذاء والدواء خلال شهر رمضان الملك من المفرق: الأردن لن يكون ساحة معركة لأي جهة الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في المفرق - أسماء القوات المسلحة الأردنية تنفذ 5 إنزالات جوية لمساعدة غزة بمشاركة دولية - صور الصفدي لإيران وإسرائيل: لن نسمح لكما بيربوك للصفدي: لم تغمض لنا عين بسبب الهجوم الإيراني الملك يفتتح شركة "بيا" لحياكة الأقمشة في المفرق بريزات: مخالفات كانت قد تؤدي بوضع البترا في قائمة التراث العالمي المهددة المبيضين: وسائل إعلام لم تستجب لتعديل اخبار غير دقيقة خلال الضربة الإيرانية التعليم العالي للجامعات: لا تعقدوا الامتحانات خلال الاعياد المسيحية %82 انخفاض عدد زوار البترا في نيسان البريد الأردني يطرح إصداراً جديداً من الطوابع التذكارية ... (الأردن يدخل العصر النووي) الأردن يسيّر 75 شاحنة جديدة إلى قطاع غزة الديوان الملكي: سر بنا للفخار والعلا .. علمنا عالٍ الضمان: 3612 دينارا الحد الأعلى لأجر المؤمن عليه الخاضع للاقتطاع
بحث
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024


لعله يكون الدرس الأقوى

بقلم : جميل النمري
19-09-2014 12:35 AM
يمكن أن أعتبر نفسي من 'الفرقة الناجية' من 'تسونامي' الغضب الشعبي وردّة الفعل العاتية على النواب، بمناسبة التصويت على قانون التقاعد المدني، ما دمت قد أعلنت موقفا وقمت بالتصويت ضد القانون. لكنني لا أرى نفسي إلا في قلب الضرر الفظيع الذي أصاب النواب، بل والمؤسسة النيابية نفسها بوصفها ركن الديمقراطية الأول.
صحيح أن مجلس الأمّة، بشقيه، أخطأ بهذا القانون، والحكومة نفسها لم تقدم ابتداء صيغة مقنعة شاملة وعادلة لكل قانون التقاعد المدني، لكن الحملة كانت أقسى وأوسع من حدود الخطأ، والذي عالجه الملك باستخدام صلاحيته الدستورية بردّ القانون. حتى إن شكوكا ساورتني بأن القانون تحول إلى ذريعة ومناسبة لتهشيم صورة المجلس فوق كل حدود، وتفريغ كل الاحتقان الشعبي وتعليق كل معاناة الفئات الشعبية عليه، كما لو أن هذا هو باب الإنفاق الذي يكسر وحده ظهر الموازنة.
أقول هذا مستندا الى صدق ومصداقية موقفي، بعيدا عن أي مصالح خاصّة. فقد وقفت ضد القانون في المجلس السادس عشر والمجلس السابع عشر، لكنني لا أقبل اختصار مشكلة المال العام بهذه القضية، لأن الحقيقة غير ذلك. إذ حدّث ولا حرج عن الامتيازات وأبواب الانفاق والهدر الزائد في المال العام، والكثير منها في الظلّ خارج أي مساءلة. ودعوني أعيد تذكيركم بهذا المثال: ثمة جريمة جارية كل شهر بالنسبة لأكثر من مائة تقاعد من الضمان الاجتماعي، يصل بعضها إلى أكثر من 15 ألف دينار شهريا لمن تقاعدوا وفق القانون القديم للضمان الاجتماعي، من رؤساء مجالس إدارة شركات انتهزوا الفرصة ورفعوا رواتبهم في آخر سنتين قبل مغادرة مواقعهم. وبادّعاء أنها حقوق مكتسبة لا يمكن إزالتها بالقانون الجديد، تستمر جريمة اغتصاب تقاعدات شهرية فلكية، تغطي خلال بضعة أشهر كل ما دفع هؤلاء للضمان الاجتماعي طوال عمرهم.
نعم، أخطأ النواب والأعيان والوزراء. ويمكن للرأي العام أن يرى الجانب الإيجابي في توازن السلطات الدستورية؛ إذ إن النواب ليسوا مطلقي السلطة في التشريع لمصالحهم. وإلى جانب سلطة جلالة الملك الرقابية لردّ الخطأ، هناك المحكمة الدستورية التي ترد أي خلل دستوري في التشريع. لكن على الجانب الآخر، يجب الدفاع عن سلطة مجلس النواب في الرقابة وردع التجاوز عند السلطة التنفيذية. والمبالغة في تهشيم صورة المجلس لا تخدم هذا الدور، ولا تخدم الرقابة الشعبية. ومجلس النواب الحالي قام ويقوم بدور فاعل في ممارسة هذه الرقابة، إضافة إلى الجهد المميز في مجال التشريع.
الدعوة إلى حل مجلس النواب مضللة، ونتيجتها عدمية؛ فما جدوى انتخابات جديدة بالقانون نفسه؟! الاستخلاص السليم هو الضغط من أجل قانون انتخاب مختلف، وإصلاحات سياسية تؤدي إلى نوعية جديدة من النيابة. فالنواب أيضا هم ضحايا الواقع القائم، إذ الكل يقول نريد نائب وطن وليس نائب خدمات وواسطات، لكن النواب يعيشون على مدار الساعة تحت ضغوط الواسطة، التي تستنفد وقتهم وجهدهم، وتضعف دورهم الرقابي والتشريعي. والبعض يريد نيابة من دون أي رواتب باعتبارها خدمة تطوعية، لكن صدقوني أن ذلك يعني ترك النيابة فقط لكبار أصحاب المال والمصالح، وليس للأردنيين مصلحة في ذلك.
مجلس النواب يجب أن يستمر حتى إنجاز التشريعات الإصلاحية الضرورية. وستقدم للمجلس في الدورة العادية المقبلة قوانين البلديات واللامركزية والأحزاب ثم قانون الانتخاب؛ فيجب أن يعمل النواب عليها وفي ذهنهم الإصلاح العميق المنشود، بعد هذه التجربة القاسية ودروسها البليغة. وللحديث صلة.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-09-2014 02:38 AM

أوافق السيد النمري في كل حرف قاله . عام 1937 رسم الفنان الأسباني بيكاسو لوحه أسمها "غرينكا" جسًد فيها الدمار الهائل الذي احدثه القصف الألماني لمدينه "غرينكا" في الباسك , وقد سأله يوما احد الضباط النازيين عن كوًن اللوحه من أعماله قائلا "أنت فعلت هذا ؟؟" فرًد بيكاسوا: انتم من فعل هذا " .
أن من يجب أن يسأل عن "صوره" النواب هذه هم من صنعوهم وهم من أصروا على الصوت الواحد رغما عن اراده الشعب الأردني وأصروا على تزييف أرادته وأيصال هؤلاء التجار للمجلس . وفي هذا المقال يضَع الأستاذ النمري خارطه طريق لما يمكن أن يكون هدف الشرف في مباراته التي خسرها وهو انجاز قانون انتخابي يليق بالشعب الأردني ثم الرحيل .

2) تعليق بواسطة :
19-09-2014 11:06 AM

سعادتك رجل فاضل وعقلاني ولاتطيش على شبر ماء

3) تعليق بواسطة :
20-09-2014 12:45 AM

كلام في الصميم كل الاحترام سعادة النائب النمري

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012