أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


فليسقط اسم الشهيد

بقلم : سهير جرادات
21-09-2014 10:13 AM
فليسقط اسم الشهيد من على نواصي شوارعنا ، وعن مياديننا ، وعن أسماء مدارسنا؛ كما أسقط ذكره من مناهجنا .. لا بل فلتسقط أسماء جميع شهدائنا، بعد أن فرغت مناهجنا الدراسية من القيم الوطنية والقومية ومن قصص البطولة والشهامة والشجاعة .
من الآن فصاعدا، لن نطلق اسم ميدان فراس، على ذلك 'الدوار' الذي يقع في جبل الحسين ، نسبة إلى الشهيد الرائد الطيار المقاتل فراس العجلوني، الذي أستشهد في حرب 67 ، وسنعيد له اسمه القديم ' دوار مكسيم ' نسبة إلى تلك 'الخمارة'، التي كانت موجودة سابقا على ذلك الميدان ، وكانت تبيع المشروبات الروحية للسكارى،لتذهب عقلهم،وبالتالي يتناسب مع توجهاتهم الهادفة إلى ذهاب عقولنا ونسيان تاريخنا عنوة .
لن نطلق بعد اليوم اسم شهيدنا وصفي التل على الشارع الذي ارتبط باسمه، وسنعيده إلى تسميته القديمة 'شارع الجاردنز' نسبة لذلك المتنزة المجاور للسيرك الصغير، ورسخ في عقول الكثيرين ممن فقدوا الإعتزاز بأنفسهم وبشهداء وطنهم الذين قدموا له الكثير من أمثال الشهيد موفق السلطي، الذي استشهد في معركة السموع مع رفاقه ،وغيرهم الكثير من الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة هذه الأرض الطيبة.
ليس عصيا عليكم بعد كل هذا، أن تشطبوا من سجلات مؤسساتنا التربوية أسماء تلك المدارس، التي تذكرنا بالعزة والكرامة ، فلا داعي لمدرسة اسمها العروبة ولا لأخرى تحمل اسم البطل فراس العجلوني، ذلك الشهيد الذي تريدون اسقاطه من ذاكرتنا ، وما عليكم سوى استبدالها بأسماء من السهل ترسيخها في ذاكرة الاجيال القادمة تلائم سياسة ' التطبيع ، ' و' السلام '.
وليشهد التاريخ بأن شهيدنا المقدم صالح عبدالله شويعر بطل معركة وادي التفاح في نابلس ،سيكون أخر شهيد جعل الضابط الإسرائيلي، يقف طواعية ليؤدي التحية له بعد استشهاده، لبسالته ومروءته ودفاعه المستميت عن أرض العروبة في فلسطين .
هل يعقل أن نفتخر بشهيد أمة وقف يدافع عن أرض ليست أرضه ولا مسقط رأسه ؟ وهل يعقل أن نفخر بمن دفعته القومية العربية لأن يذود عن تراب الأرض العربية المقدسة ؟
لماذا هذه الوقفة والهجمة الشرسة التي وقفها البعض في وجه وزارة التربية والتعليم؟ كل هذا لأنها حذفت من مناهجها درسا للشهيد فراس العجلوني !! .. ...اعذروها لقد أدركت متأخرة الخطأ الذي اقترفته بحق الأجيال السابقة من خلال غرسها قيم الفخر والإقتداء بشهداء الوطن، فقررت تصويب خطئها من خلال تصحيح المسيرة التربوية وشطب أسماء الشهداء ممن قدموا حياتهم فداء للأوطان العربية من المناهج وبالتالي شطبهم من التاريخ .
ما المانع من مسح أسماء شهدائنا من التاريخ ؟ كخطوة استباقية لقرار السماح لقوات دولية استخدام أراضينا لضرب عرب مسلمين أشقاء لنا في دول مجاورة، تحت ذريعة ضرب 'الدواعش' الذين هم في الأصل صنيعة الدول العظمى .
لله درك يا وزير تربيتنا، لماذا لم تخبرنا بأنكم بصدد إعداد منهاج خاص عن 'تاريخ الأردن .. وسير رجالاته وشهدائه'، بعد أن لمستم ضعف طلبتنا في مادة التاريخ والثقافة العامة؟ ، عذرا فقد أسأنا فهمكم ، ولكن أريد أن أرجع بذاكرتكم إلى أكثر من ربع قرن مضى عندما قررت وزارتنا العتيدة آنذاك ادخال بنود اتفاقية 'كامب ديفيد' ضمن منهاج الثانوية العامة ، واجبار الطلبة وقبل ستين يوما من الامتحانات على حفظها .
شكرا وزارتنا .. شكرا حكومتنا ، على اهتمامكم بعدم افساد الأجيال القادمة ، وتسهيل الأمر على الأهالي في شؤون التربية، وعدم خوضهم لحوارات مطولة مع الأبناء حول تفسير : من هو الشهيد ؟ ولماذا نطلب الشهادة ؟ وما جزاء الشهداء ؟!.
بعد تطوير مناهجنا 'القاصرة' ، لم تعد الشهادة تعنينا ، ولم نعد نفخر بكم 'فراس ووصفي وهزاع وشويعر والسلطي وi.hu hgوو..' بعد أن رجحت كفة ميزان المناصب على كفة من استشهد في سبيل الله ودافع عن وطنه .
ولكن فليكن في معلومكم ، سيبقى الشرفاء منا يفخرون بشهدائنا ، وسيحرصون في مدرسة البيت والعشيرة والعروبة المنسية، ومدارس الكرامة، على تدريس أبنائهم عن بطولة الشهداء الأبرار .
ربي هب لوطني قلوبا مُحبة، كقلوب شهدائنا ، وانزع حب المصلحة والمنفعة الذاتية من قلوب الكثير الكثير ممن يوقعون على قرارات غير مدروسة ضيقة الأفق.
ربي ..تقبل شهداءنا عندك، وأكرم نزلهم بعد أن تنكر لهم أهليهم وأوطانهم على يد ثلة ظنوا أنهم حماة للسياسة التعليمية .
شهداءنا ..بعد شطبكم من مناهجنا ، لم يبق لنا من بطولاتكم سوى خوذتكم العسكرية، لنحمي بها رؤوسنا المطأطأة خجلا، مما آلت إليه حالنا.
شهداءنا .. يكفيكم الشهادة.... ويكفينا الذل والهوان.. والسلام...

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-09-2014 11:00 AM

ابدعت, هؤلاء شهداء و ليسو ارهابيين نحن نعلم ان هذا مطلب امريكي بواسطة ال USAID مدعوم بمؤسسة نهر الاردن بناء على ذلك يجب ان نطالب اسرائيل بازالة جميع الاضرحة و المعالم التي تشير الى موقع قتل بة كل جندي اسرائيلي او مستوطن في الضفة و فلسطينز قريبا ستزال كلمة شهيد عن كل اسماء الشوارع المسماة باسامي الشهداء.

2) تعليق بواسطة :
22-09-2014 12:32 AM

وزير التربيه بريء من التهمه ..اسألي من تشرف على التعليم ومن خصصت وحده كامله لمؤسسه تشرف عليها ...هي فقط من تريد أن يخلد اسمها وتصر على وشم اسمها في كل ميدان وشارع تحت سمع وبصر الشعب المغفل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012