أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


هؤلاء ضد (الفاشية) الدينية فقط؟!

بقلم : حسين الرواشدة
22-09-2014 12:49 AM
الذين ذهبوا الى ادانة (الفاشية) الدينية هم أنفسهم الذين صمتوا على امتداد السنوات و العقود الماضية على ( الفاشية) السياسية، وهم - لاغيرهم- الذين اصطفوا وراء (الانظمة) التي قتلت شعوبها بدم بارد، وصفقوا (للممانعة) التي تحولت في رمشة عين الى (مقايضة) تستجدي (الشيطان الأكبر) لكي تدخل في حلف ضد الارهاب.
بجريرة داعش، التي لا علاقة لها بالدين ولا بالانسانية، يريد هؤلاء أن يضعوا (الدين) في زنزانة الاتهام، وأن يحملوا (الاسلام) مسؤولية مالحق بأمتنا من هزائم، وما انتهت اليه من خيبات، وكان يمكن أن نصدقهم لو أنهم نبصوا ببنت شفة حين كانت الانظمة التي استبسلوا للدفاع عنها تمارس اردأ أنواع (الفاشية) ،أو أنهم انحازوا للشعوب التي خرجت لانتزاع حقوقها فتوزعت ب(سيف) الذين اتهموها (بالارهاب) بين القبور و السجون والمنافي.
في ميزان (الفاشية) لافرق بين القتل باسم (اليسار) أو ( اليمين)، بدعوى الصمود أو بحجة (السلام)، فالقاتل مهما كان اسمه وعنوانه مجرم يجب ادانته، وفي قاموس (الفاشية) لافرق بين (الزعيم) الخالد الى الابد و (المتعالم) الصاعد على ارتال الجثث، لانهما وجهان لعملة واحدة...وكما يجب عدم السكوت على الثاني يفترض كشف الاول و التبرؤ منه.
على (مسطرة) العدالة نرفض القبح مهما كان مصدره، ونواجه (الاستبداد) من تحت أي عباءة خرج، وننحاز الى الضمير العام دون موارية أو مجاملة، أو حسابات عابرة (للايدولوجيا)، لكن حين نغمض عيوننا على من (نحب) ومن يدفع أكثر ونفتحها على (قذى) خصومنا، عندها نفقد مصداقيتنا، ونتجرد من إحساسنا الانساني ومن ضمائرنا، وعندها ايضا نفجر في خصومتنا ونتخلى عن اخلاقياتنا، وننضم الى سلالة (المصابين) بعمى الالوان، أو الى اولئك الذين يقولون مالا يفعلون.
يدرك الذين يحذروننا من (الفاشية) الدينية أن من يقف وراءها هم (حلفاؤهم) الذين أطلقوا وحش (الخوف) و الاستبداد، ووظفوا مظلوميتهم للانتقام من (العروبة) و الاسلام، ويدركون أيضا أن مارد (داعش) انطلق بعد سنوات من انطلاق (عفاريت) العصائب و الفيالق التي افرزت من مجتمعاتنا ( اسوأ) مافيها، وزرعت فيها هذا (الجنون) الذي لا نسمع إلا صداه،
أول من دعانا الى الانضمام لحلف (الفاشية) الذي يتصدى للمشروع الصهيوامريكي في سوريا و العراق هم هؤلاء الذين مدّوا ايديهم لمصافحة الاسد والمالكي، وربطوا خيولهم في (طهران)، فما الذي تغير؟ هل كانت هذه (الفاشية) مشروعة حتى لو انتسبت الى الدين فيما الفاشية الجديدة ممنوعة ومرفوضة لأنها ولدت من (ارحام) اخرى تتعارض مع اهوائهم ومصالحهم السياسية؟
الفاشية هي الفاشية، نرفضها سواء خرجت من دمشق أو طهران، من بغداد أو من الموصل و الانبار، سواء تسمّت (بداعش) أو (بالنظام) ، بالدين أو بالسياسة، بالدول أو التنظيمات المسلحة، فهي لا يمكن أن تخضع للتصنيف او الاستثناء أو أن نقبل أحد أطرافها ونرفض الآخر.
لكي نضم صوتنا الى أصوات (مناهضي) الفاشية بكل ألوانها وأهدافها ومجالاتها لابد أن نتجرد من (فاشيتنا) أولا، ونتحرر ، ثانيا من معاييرنا المزدوجة، ونتوافق - ثالثا- على الانتصار لقيم الحرية و العدالة و الكرامة، ونرفض -رابعا- القتل و الظلم والاستبداد مهما كان مصدره وأيا كان فاعله، وان ننحاز -خامسا- للانسان مهما كان عرقه أو دينه أو موقفه السياسي، أما ان نحشر - الفاشية- في اطار الدين فقط، ونقرر تعطيل حركته في الحياة، ونهلل (للقتلة) الذين يذبحون باسم (الصمود) أو (الممانعة) أو مواجهة (الارهاب)، فهذا معناه أننا (فاشيون) جدد...وأن صراخنا ضد (الفاشية) الدينية ليس برئيا، وانما هو مجرد خدمة مقصودة تصب في رصيد (صنّاع) الفاشية الذين أصبح الجميع يعرف عناوينهم، وان اختلفت اقنعتهم وخطاباتهم، او توارت رؤوسهم خلف خوذات هنا وعمامات هناك .
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-09-2014 08:15 AM

ولكنني أؤمن بأن أخطرها الفاشية الدينية التي تحوّل الإنسان الى قنبلة متحركة والى برميل متفجر قابل للإنفجار في أي وقت وفي أي زمان وفي أي مكان !!!!
لماذا؟؟؟
ببساطة لأنه مُتسلّح بمبدأ الإستشهاد !!!
ولأنّ ما وراء الإستشهاد بطريقة الفاشية الدينية القناطير المقنطرة من الذهب والفضة وجِنان النخيل والأعناب والسندس والإستبرق والأهم من كل ذلك " الطوابير المنتظِرةِ من الحور العين !!!
فليس أجزل من عطاء "" 70 حورية من الحُورِ العِينْ ""ولكل منها 70 وصيفة ولكل وصفية مثلهن !!
هذا هو العطاء الذي جرّد الإنسان من انسانيته في زمننا الحاضر في المفهوم الداعشي و غير الداعشي حتى وفي مفهوم الصحوات والفيالق وصولاً وامتداداً لفكر حزب الله وتعاليم الخميني ومفاتيح الجنة وقبل ذلك أو معه " صكوك الغفران زمن الظلام والإستبداد الديني في اوروبا .
أخي الكاتب أُوافقك الرأي تماماً و لكنّي أرى أنّ الفاشية الدينية هي الأخطر لأنها تستهدف ليس الإنسان فقط بل والشجر والحجر والإرث التاريخي والحضاري وعلى رأس كل ذلك الإرث الإسلامي النقي النظيف الصحيح و الوسطي المعتدل , إسلام الحوار والجدال بالتي هي أحسن كما تعلمنا في صغرنا ويجوز لي أن أقول ها هنا أنّ الله قد اراد أنّ يعلمنا دروسا في الحوار حينما أجرى حواراً مع " ابليس " الذي طلب إمهاله الى حين و حتى أن ابليس اللعين قد هدد وتوعّد عبادَ الله قائلاً لربِّ العزةِ والجلال " لأُغوينّهم أجمعين إلاّ عِبادَكْ المـُخلصِين ... ومع ذلك فلم يسخطه الله في حينه بل أمهله كما طلب !!!

بالله عليك لو دار واحد بالألف من مثل هذا الحوار مع أحد تلاميذ داعش أو لاحش أوغيرهما فماذا ستكون النتيجة وماذا سيكون المصير ؟؟؟

حسبي الله و نِعمَ الوكيل ,,,,ونصرنا على كل من اراد بالإسلام السؤ و الشرور

2) تعليق بواسطة :
22-09-2014 08:04 PM

الامور مع مرور الوقت تزداد وضوحا
لنلقي نظره على الحلف الذي يتوعد الدوله الاسلاميه بالويل والحرب

1 : دول الكفر العالمي اميركا وعصابتها الدوليه .

2 : اسرائيل التي تعهدت بتقديم النصح المعلومات واخيرا اعلانها عن استعدادها للمشاركه العسكريه الفعليه .

3 : انظمة العملاء كافه .

4: الروافض الضاله العملاء والمتحالفين مع القوات الامريكيه

5 : نظام المجوس .

6 : البشمركه وال ب كيه كيه الماركسيه الملحده العميله لنظام المجوس واسرائيل واميركا واوكار الخابرات الامركيه والغربيه والموساد والبرزاني العميل في اربيل تشهد على عمالتهم خيانتهم .

7 : تشكيله واسعه من المنافقين الزنادقه والطوائف الكافره المرتده

والعلمانين الكفره والاحزاب العميله
يدعم هؤلاء اجهزه اعلاميه متطوره وحديثه مهمتها خلق الاكاذيب والتشويه الممنهج وقلب الحقائق وعكسها .

هذا هو الحلف حلف الشيطان .

3) تعليق بواسطة :
23-09-2014 04:22 AM

دي شعور يكاد يكون مصيباً أنّ داعش وغيرها إنـّما هي صناعة غير اسلامية أبداً بل صناعة تهدف الى تدمير الإسلام بعدما تم للغرب تدمير الشيوعية

4) تعليق بواسطة :
23-09-2014 10:08 AM

نعتذر عن النشر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012