.
-- اكتب منذ سنوات بأن الرد الإيراني على تدخل السعودية في لبنان ضد حزب الله و في سوريا ضد الاسد و حتى في تحجيم حماس الشريك السني لإيران لن يكون في المنطقة الشرقية ذات الاغلبية الشيعية و لا حتى في البحرين لانها مجاورة لها .

-- فالمنطقة الشرقية البترولية هي منطقة نفوذ حيوي للولايات المتحدة و إيران أذكى من تحدي امريكا في مصالحها الإستراتيجية .

-- لذلك اعدت ايران بهدوء لجبهة تؤذي الحكم السعودي و لا تضر مباشرة بالمصالح البترولية لامريكا و هي جبهة الحوثيين الزيديين و هم اتباع نموذج مخفف للشيعه و لا يبعدون عن اهل السنة في كثير من التفاصيل .

-- على مدى عشر سنوات تم تدريب و تسليح و تمويل الحوثيين و توفير قواعد امداد في ارتيريا و هم الآن قوة مؤثرة قادرة على تحدي السعودية فيي اضعف نقطة و هي الجنوب المقتطع اصلا من اليمن و لا قيمة اسستراتيجية امريكية له و تسكنه قبائل زيدية حاضنة للحوثيين .

-- حكم ال سعود قلق جدا لأنهم لم يدركوا إلا الآن بصيرة الملك العبقري عبد العزيز الذي اراد حصر نفوذ آل الشيخ عبر الوهابية في مناطق حكمه "فقط "و هو ما خرج عليه الحكم السعودي في زمن الملك فهد و بتشجيع من الامير بندر .

-- اراد الامير بندر ضرب عصفورين بحجر واحد و هو تقوية نفوذ والدة الأمير سلطان على حساب الأمير نايف الاقرب للمؤسسة الوهابية و آل الشيخ بتشجيعه نشر الوهابية خارج السعودية و خدمة لنفسه مع الامريكيين االذين كانوا بحاجهه لبديل إسلامي منافس للشيعه بعدما خدعهم الخميني رجل بريطانيا .

-- بإنطلاق الوهابية خارج السعودية و وفاة الامير نايف الاقدر على ضبط النشاط الوهابي بدأت اجندات آل الشيخ البدائية الطموحة جدا خارج السعودية تعرض الحكم السعودي للمتاعب فالخصوم الذي كان يستوعبهم بالحكمة انقلبوا الى أعداء يسعون للرد في الداخل السعودي بل لم يعد الحكم السعودي واثقا من إمكانية ضبط انقلاب بعض وهابيي الخارج على مصالحه .

.

بموازين الربح والخسارة، يكون الايرانيون وجهوا لطمة مذلة للسعوديين.. بتمكن حلفائهم الحوثيين من اجتياح صنعاء.. بينما وقف السعوديون لاحول لهم ولا قوة.. فلم لا يُظهر ظريف هذا جنوحا مزيفا للتهدئة ريثما يجري هضمه للوليمة اليمينة.. التي ستنضاف للسورية واللبنانية والعراقية..؟؟!!
السعوديون، وبوجه خاص بجريهم بلا تروي وراء النصائح، الاماراتية شكلاً والايرانية روحا، ضيعوا فرصة إنهاء النفوذ الشيعي والايراني شرق المتوسط، قبل ان تتم إزاحة مرسي من سدة الحكم بمصر.. أحسست حين تم ذلك بأن فرصةً ضاعت.. وأن السعوديين اخطاوا القراءة.. مرسي كان متحمسا لإلقاء الوزنة المصرية بكفة هكذا تحالف سني مواز لتحالف ايران الواثق من نفسه والمتماسك والممتد من طهران الى بيروت مرورا ببغداد ودمشق.. من يتكلم بمصر الان لمصلحة هكذا تحالف سني..؟؟!!
من بديهيات الولاء والانتماء الآن بمصر ان تُشد الرحال الى الضاحية الجنوبية ببيروت أو الى الحوزات بقم ومشهد..
ماذا بيدنا لنفعل للسعوديين..؟؟!!
لا شيء سوى تقبل الأمر الواقع بمرارته ومراقبة كيف ستنشر ايران نظريتها السياسية الشيعية (التي أمقتها لأنها تُصادر حرية الانسان وتحصرها بالولاء لمجموعة معينة من الناس) ونفوذها في المنطقة.. الى عسير.. والى ما هو أبعد من عسير..إلى العدوة المقابلة من بحر القُلزم..
عالم السنة يعيش مأساة: فالسعودية، التي تعلن انها زعيمته، لا هي بقادرة على صد تمدد النفوذ الايراني، حتى الى أقرب نقطة اليها، في اليمن مثلاً، ولا تركت اسلاميين سنة في مناطق اخرى أن يتصدوا للأمر..
نستدرك لنسأل: اين هي تطمينات بعض الخليجيين، وبالتعيين الاماراتيين، بأن ما سيقوم به الحوثيون بالنسبة لصنعاء هي مجرد تهويشات لعبد ربه لخفض اسعار البنزين..؟؟!!
حذار من توريط الاردن بارسال ولو جندي لحرب الحوثيين باليمن.. لا تنخدعوا.. شمال اليمن كله حوثي أو مُتحوثن.. وحتى لو اعلنوا زيديتهم.. فهذه ليست سوى اثنا عشرية ايرانية مُلطفة..
ليس الاردن في ترف من الوقت والمكان لخوض هكذا مغامرة مهلكة..
ليُقلع السعوديون شوكهم بأيديهم.. عاهلهم حينما اعلن انه ليس بوارد خوض حرب مئة عام سنية ـــ شيعية إنما اعطى الضوء الأخضر لإيران وحلفائها للاندفاع.. والخروج للصيد..
* ملاحظة: أختلف مع قراءة الأخ المغترب في أنه لو اتبع السعوديون نهجا حازما كما رأى الامير بندر، رغم نواياه التي اشرت إليها، لما كانت السعودية اليوم في الوضع المحاصر الذي تراه وأراه مُثلك الان..
وبالنسبة للاحساء.. أوافقك في تخوف الايرانيين من خشية أمريكية على منابع النفط.. لكن لا شيء يمنع من دعمهم لحراكات شعبية شيعية في هذه المنطقة..

.
-- سيدي , اشكرك على تعليقك القيم و اسمح لي ان ابدي رأيا مخالفا لما هو سائد بأن ايران تسعى لنشر المذهب الشيعي فإيران اذكى من ان تهدر وقتها في شأن غير مجد كهذا .

-- الحضارة الفارسية هي من أعظم الحضارات و اقدرها وهي ترى انها هي التي استوعبت الاسلام و ليس الاسلام هو الذي استوعبها لذا فإن الطموح القومي الإيراني يتقدم على الدين و المذهب و يسخرهما لصالحه .

-- هدف فارس كان و لا زال هو توسيع رقعة نفوذها و لم تحاول فارس عبر التاريخ تغيير دين او مذهب الامم التي اخضعتها بما فيهم العرب المناذرة الذين تركتهم يستمروا في عبادة اوثانهم و الحج الى مكة .

-- كذلك فإن تشيع الفرس حصل قبل خمسماية عام فقط و لأهداف سياسية محضة إبان انطلاق حكم العائلة الصفوية و تم جلب الدعاة الشيعة من لبنان و العراق حينها اما قبلها فكان الفرس سُنة .

-- و الملاحظ ان كراهية الفرس لعمر بن الخطاب و محبتهم لعلي و فاطمة و الحسين خاصة مع تقديرهم لأبو لؤلؤه قاتل عمر يقوم على اسباب قومية فارسية محضة فالموقف ذاته لا يختلف بحق كل من ذكرت سواء في الفترة التي كان فيها الفرس سُنة لألف عام أو ما تلاها من تحول الفرس للمذهب الشيعي قبل خمسمائة عام.

-- يكره الفرس عمر بن الخطاب لأنه ارسل الجيش الذي دمر امبرطوريتهم و سمح بإستعباد اهلها و جلب سادتهم الى الحجاز .

-- و يحب الفرس عليا لأنه لم يكن مع مهاجمة فارس و فضل على ذلك تكريس الاسلام بين العرب . اما فاطمة و الحسين فلهم منزلة خاصة لأن عمر بن الخطاب ترك ل "شهربانو " ابنة كسرى ملك الفرس التي تم جلبها سبية أن تختار سيدها فأختارت الحسين الذي أبى عليها أن تكون سبية بل زوجة أكرمها و عاملتها امه فاطمة بنت محمد خير معاملة فأعتبر الفرس أن الحسين ابى أن يذلهم بحفظ كرامة ابنة كسرى .

-- كما يعتبر الفرس حتى اليوم ابا لؤلؤة بطلا قوميا لأنه قتل عمر بن الخطاب في عملية انتحارية إنتقاما منه للإسقاطه الامبرطورية الفارسية .

-- إن ايران دولة فارسية برغماتية تستفيد من حاجة الشيعة العرب لها و لا يهمها ان تنشر التشيع لأن ذلك عبيء عواقبه اكثر من مزاياه بل يهمها اكثر من الناحية الاستراتيجية توسيع نفوذها بين أهل السنه كما نلاحظ مع حماس مثلما كان الامر مع الغساسنة قبل ظهور الاسلام .

و للاستاذ احد العامة الاحترام و التقدير .

.