أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


التحول الكبير في الموقف الأردني

بقلم : فهد الخيطان
24-09-2014 01:10 AM
تجاوزَ الدور الأردني في الحرب على تنظيم 'داعش' حدود التوقعات. معظم التحليلات كانت تشير إلى أن المشاركة الأردنية ستقتصر على تقديم خدمات استخبارية ولوجستية لقوات التحالف الدولي.

لكن في أول ضربة جوية لمواقع التنظيم في سورية، ظهرت المقاتلات الأردنية في مسرح العمليات، ونفذت هجوما استهدف عدة مواقع لـ'داعش' في مدينة الرقة السورية، حسب ما أكد بيان رسمي للقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية.

بداية، ينبغي القول إن الإعلان الرسمي المبكر عن مشاركة الأردن في العملية العسكرية كان تصرفا حكيما؛ فليس من المفيد أبدا إخفاء مثل هذا الدور، أو منح الآخرين حق التحدث بالنيابة عن الأردن.

في كل الأحوال، ما حصل أمس يعد تحولا كبيرا في الموقف الأردني، سيدور بشأنه جدل كبير في الساحة السياسية والإعلامية.

لقد تبنى الأردن سياسة متوازنة حيال الأزمة في سورية، وظل لأكثر من ثلاث سنوات واقفا على الحافة؛ مال أحيانا باتجاه المعارضة السورية، وسهل جهود الدعم اللوجستي، ثم عاد في مرحلة تالية لفتح خطوط الاتصال الخلفية مع النظام السوري. وبين هذا وذاك، كابد في حمل عبء اللاجئين الذي فاق كل التوقعات.

ولعل التحول الكبير في الموقف الدولي حيال الأزمة السورية، يساعد في التخفيف من حالة الذهول التي أصابت عديد المراقبين بعد إعلان الأردن رسميا مشاركته في الهجوم الجوي على مواقع 'داعش'.

ثمة مفارقة كبيرة في مواقف الدول الغربية وخصوصا أميركا، وتنطبق إلى حد كبير على الأردن؛ فلفترة مضت كان السجال محتدما حول خيار التدخل العسكري لإسقاط النظام السوري، والدور الأردني المحتمل في خطط 'غزو' سورية بريا.

بيد أن تطورات الأحداث قادت المجتمع الدولي ومعه الأردن إلى تدخل من نوع مختلف في سورية؛ لا لإسقاط النظام، بل دولة 'داعش' العابرة للحدود، وما تمثله من خطر يتهدد دول الجوار السوري والعراقي، والدول الغربية بأسرها.

لقد فرضت المتغيرات في سورية على الأردن مراجعة سياساته بشكل جذري، والانتقال من إدارة الصراع على الحدود إلى مرحلة استباق المخاطر قبل وقوعها. الأردن ليس استثناء في هذا الموقف؛ فكل دول الإقليم، بما فيها إيران وتركيا، تنخرط في الجهد الدولي لاحتواء الخطر.

يميل الكثيرون إلى وصف مشاركة الأردن والسعودية والبحرين والإمارات وقطر في الموجة الأولى من القصف الجوي إلى جانب الولايات المتحدة، بأنها مشاركة رمزية، الهدف منها إضفاء طابع عربي و'سُنّي' على التحالف الدولي في مواجهة 'داعش'. وهذا بلا شك تقدير صحيح، حرصت واشنطن على إظهاره. وعليه، لا يُتوقع أن تشهد الضربات الجوية التالية مشاركة أردنية وعربية بنفس القدر، نظرا لمحدودية القدرات العسكرية لتلك الدول، خاصة في سلاح الجو، مقارنة مع القدرة الأميركية الضاربة.

لكن أيا تكن حدود المشاركة الأردنية، فإننا في كل الأحوال دخلنا الحرب بشكل فعلي. وربما هي المرة الأولى منذ عقود التي يقوم فيها الجيش الأردني بضرب أهداف خارج الحدود.

سيكون لهذا التحول في الموقف تبعات على الوضع الأمني الداخلي. ويتعين على الأردنيين أن يتأقلموا مع إجراءات أمنية استثنائية في الأيام المقبلة، وحضور أكبر للمؤسسة الأمنية في المعادلة الداخلية.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-09-2014 03:01 AM

It is amazing to me that as the Jordanian Arab Army and air force are entering the fight against this very extreme group, Da3ish, we continue to analyze and comment on what should be done and how it should be done. Enough, we have our army and air force involved in a fight and the least thing we can do is to support them. The pilots who went to bomb Da3ish are Jordanians, they have families and friends and they are involved in a real fight and it is time to tell them Allah Ma3akum. Let us remember what Da3ish have done over the past two years, Da3ish killed more Syrians and Iraqis than they killed Americans. This fight is not for the two Americans who were killed by Da3ish, this fight is about freeing the Syrians and Iraqis who are suffering under the rule of Da3ish. This fight is about standing for one of the largest and oldest Christian community in Iraq, our brothers and sisters. Da3ish would have killed Tarek Aziz and his family if they were in Mosel. Those pilots who flew Jordanian jets to bomb Da3ish are heroes and we should be thankful and grateful for their courage and sacrifice.
If there is a time for this Jordanian nation to be united, this is it. How we reached this point of being involved in a war doesn’t really matter. We are at war now and the whole world knows it. The only thing we can do is to support our army and air force and stand by them.
Right or wrong, whether we like the government or not, whether we like the King or not, none of that matters. What really matters is making sure that our troops in the Arab Army and air force come home triumphant and safe to their families and to all of us

2) تعليق بواسطة :
24-09-2014 07:33 AM

اي سياسات واي تأقلم وأي رؤيا بتسولف عنها يا رجل إحنا هون وكل ما تبقى من الانظمة العربية المهترئة والواقعة جاديبن وماشين بالسوط الامريكي ـ قوم قوم ـ إقعد اقعد ـ روح روح ـ تعال ............ آآآآآآآه رحت يا عفريت

3) تعليق بواسطة :
24-09-2014 07:49 AM

عليهم ؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012