16-01-2011 07:58 AM
كل الاردن -
طلال شاكر
سنشارك .. لن نشارك .. بل نشارك .. كلا لن نشارك ! هكذا تحوّل ارتباك الإخوان المسلمين حيال المشاركة في مسيرات الجمعة الاحتجاجية إلى أحجية مثيرة لسخرية الجماهير.
المشاركة في الحركات الشعبية الاجتماعية والديموقراطية هو شأن جديد على الإخوان المسلمين. وللتذكير فهم لم يكونوا موجودين في أي حراك اجتماعي منذ 1989 مرورا ب1996 و1998 كما كانوا بعيدين عن المعارك السياسية اللاهبة مع حكومة الليبراليين الجدد برئاسة عدنان بدران العام 2005 أو مع رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله حول خطط بيع الموجودات الوطنية العام 2008.
لم يكونوا موجودين في السجال الشعبي والعمالي ضد قانون الضمان الاجتماعي المؤقت سيء الصيت أو ضد قانون ضريبة الدخل الذي يمنح البنوك والشركات تخفيضات على حساب زيادة الضريبة العامة على المبيعات التي يسددها الشعب.
لم يكونوا موجودين في معارك حرية الإعلام ، ولا في نضال عمال المياومة ، ذلك النضال الشاق والمستمر،ولا في نضال عمال الميناء.... ولم يكونوا موجودين في ربيع المعلمين الذي لوّن سماء الأردن بالطباشير الحمراء طوال 2010
لم يكونوا مع ، بل كانوا ضد المتقاعدين العسكريين، بما في ذلك مطالبهم الاجتماعية!
الأصل ـ عند الإخوان المسلمين ـ عدم المشاركة في أي تحرك اجتماعي شعبي. ولكنهم الآن ، بالنظر إلى غيابهم عن البرلمان، أصبحوا مضطرين للتعبير عن حضورهم في الشارع، وبما أن الشارع الآن هو شارع المعلمين والعمال والمتقاعدين العسكريين ونشطاء الحركة الوطنية واليسار، فلم يعد أمام الإخوان المسلمين من خيار سوى العزلة أو الالتحام مع الحراك الشعبي الأردني. وفي هذا الحراك، ليس هنالك سوى استراتيجية واحدة هي الاستراتيجية الوطنية ـ الاجتماعية التي تضع الإخوان على محك تغيير جذري. ولذلك، رأيناهم مرتبكين ، خلال اليومين الماضيين، إزاء المشاركة في مسيرات الجمعة الاحتجاجية، واجدين في النهاية أنهم عاجزون عن تسديد الفاتورة السياسية للالتحام مع الحراك الشعبي الاردني، واجدين في اعتصام ما يسمى بأحزاب المعارضة المفبرك يوم الأحد المقبل ، بديلا ـ وإنْ أعرج ـ يؤجل الاستحقاق الإخواني المصيري. لكنهم في الأثناء تحوّلوا إلى أضحوكة، وقد خرجت أزمتهم الهيكلية على الملأ.
أثبت الحراك الشعبي الأردني وما يزال يثبت كل يوم، أنه محور السياسة المحلية، ولم يعد باستطاعة أي حزب أن يبقى خارج هذا المحور، إلا على الهامش.
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ . وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ" ( المنافقون 4 و5)