أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المعايطة: جداول الناخبين ستصدر الأسبوع القادم الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


في خندق الوطن

بقلم : د. رحيّل غرايبة
01-10-2014 12:34 AM
مهما كانت درجة الاختلاف، ومهما كانت مسافة التباين بين الآراء السياسية والاجتهادات في رؤية الأحداث الجارية وكيفية التعامل معها، فإننا جميعاً ينبغي ان نصطف في خندق الوطن، للدفاع عن أرضنا وشعبنا ومقدراتنا، عندما يصبح الوطن في خطر حقيقي داهم، لأنه في هذه اللحظة لا ينفع الاستغراق في الجدل عندما يكون العدو على أبواب المدينة.
كثير منا مازال على قناعة تامة بأن ظواهر التطرف والعنف لها أسباب وعوامل موضوعية وواقعية أسهمت في إنشاء بيئة حاضنة لها، وأن التغافل عنها يحمل أثاراً ونتائج وخيمة، وسوف تأكل ثمارها المرة، كما أن كثيراً منا يحمل قناعة بأن هذه الظواهر تحمل معها اختراقات واسعة مشبوهة، وتفوح منها رائحة المؤامرة، كما أن بعضاً منا يؤمن إيماناً تاماً بأن الاستراتيجية المتبعة في مواجهة ظواهر العنف والتطرف استراتيجية فاشلة، منيت بالإخفاقات المتتالية التي نلمسها ونحسها ونراها رأي العين.
في الوقت نفسه ينبغي أن نعلم علم اليقين بأن ظواهر العنف والتطرف ألحقت ضرراً بالغاً في الإسلام، ونقلت صورة قبيحة ومشوهة عن اتباع هذا الدين لدى العالم، كما أنها ألحقت ضرراً بالغاً بالعالم الإسلامي كله أرضاً وشعوباً ومستقبلا، وأصبحت تمثل شبحاً مرعباً للعالم كله، مما يستوجب رفع الصوت عالياً بخطورة هذه الفئات المتطرفة على الفكر الإسلامي، وعلى مستقبله الحقيقي، لأن الضرر الفكري والعقائدي أشد خطراً من الضرر المادي المؤقت.
عندما يقترب هذا الخطر من ساحتنا، يجب أن نهب جميعاً للدفاع عن أنفسنا، وأن نحصن مجتمعنا من امتدادات التطرف وجماعات العنف وفقاً لخطة شاملة، تشترك فيها كل القوى السياسية والاجتماعية على المستوى الرسمي والشعبي، بالتعاون مع المفكرين والعلماء وقادة الرأي وأهل الثقافة والفن، ورجال الصحافة والإعلام، خاصة إذ علمنا أن هناك بيننا من يحمل ثقافة العنف، ويحوي جذور التطرف التي تسللت عبر الزمن الى بعض القطاعات والشرائح المهيأة لتقبل هذه الأفكار والمقولات التي تقتات في مساحات الجهل والبطالة والمعاناة الاقتصادية، في ظل غياب التوعية والارشاد السليم، وفي ظل ضعف معاني الانتماء الوطني، وفي ظل الضحالة الفكرية التي أصبحت سمة بارزة ومشهودة.
نحن جميعاً يجب أن نقف صفاً واحداً وحاجزاً مانعاً أمام تيارات العنف مهما كانت مبرراتها، لأن هذه الثقافة ليست بديلاً صالحاً ومقنعاً ومنشوداً لدى شعوبنا للأنظمة السابقة الغارقة في الأخطاء والاستبداد، لأن ذلك لا يمثل حلاً فلا يجوز أن يكون القمع المتسربل بالدين، والذبح وجز الرؤوس والاعدام بالجملة حلماً يراود بعض فئات من الشباب تحت وطأة المعاناة والفكر المغلوط، لأن القمع ليس بديلا للقمع،والعنف ليس بديلا للعنف،و من يحمل الدين على هذا النحو فهو عدو للدين والإسلام الذي جاء لارساء معالم العدل والحرية والأمن والرفاه بدليل قوله تعالى : « طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى» ولا يجوز الذهاب إلى بعض الأقوال التي تصادم القواعد الثابتة والاصول الراسخة في القرآن والسنة، كمثل ما نسمع على ألسنة بعض الشباب : (لقد جئتكم بالذبح)،و(بعثت بالسيف)، فأين هذه الاقوال من قوله تعالى : « وما أرسلناك إلّا رحمة للعالمين» ،قطعية الثبوت والدلالة باجماع الامة.
نحن أمام موقف يستوجب منّا جميعاً امتلاك القدرة على اتخاذ المواقف الحازمة، القادرة على تقدير الظروف القائمة تقديراً علمياً دقيقاً وسليماً، وأن نبتعد عن موقف المتفرج عن بعد، أو موقف اللامبالاة، أو الذهاب إلى التخذيل والتشفي، لأننا باختصار أمام حقيقة لا فرار منها تتمثل بأن هذا الوطن وطننا وهذا الشعب شعبنا، يجب أن نحميه من الفوضى ومن عوامل الانزلاق نحو الخطر، بكل ما نملك من عقل وحكمة، وفكر وخلق ودين وانتماء عميق يظهر في اللحظات الحاسمة والظروف الحرجة، بعيداً عن المناكفات السياسية، والمزايدات اللفظية، والتجاذبات الفكرية التي تصنع الفتنة، وتنشر ثقافة التيه والبلبلة في نفوس الناشئة.
(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012