قد يضطر الموظف في بعض الأحيان إلى جلب عمله المكتبي الى البيت لإنهاء المهمات، وفي حين يكون من السهل على الأب إنجاز عمله من المنزل بمجرد دخول غرفته، إلا أن الأم تجد صعوبة بالغة في ظل وجود الأطفال حولها وطلباتهم التي لا تنتهي، الأمر الذي يسبب لها التوتر والإحباط وتأخيرا في إنجاز مهمات العمل في الموعد المطلوب.

ويمكن من خلال اتباع بعض النصائح، بحسب ما تشير اختصاصية التوجيه الأسري ليا هولينغام، جعل العمل في المنزل أمرا غير مستحيل ولا يفقد العقل:

يجب على الأم أولا أن تقوم بإلهاء أطفالها عن طريق إعطائهم بعض الأنشطة للقيام بها والتي تعلم الأم أنها تلهيهم لفترة طويلة؛ فمثلا الطفل في عمر 5 أعوام يقضي وقتا طويلا بين الكتب والدفاتر يرسم ويكتب ويلون، بينما الطفل في عمر 3 أعوام يتسلى بلعبة المعجونة أو بأدوات المطبخ الآمنة، وما يجب على الأم ملاحظته هو النشاط الذي يقضي فيه الطفل أطول وقت وحيدا بحيث لا يؤذيه.
وتقول هولينغام 'على الأم أن تضع جدولا لأعمالها في المنزل وتشركه مع طفلها'، وتضيف 'الأطفال في عمر صغير لا يدركون لماذا العمل مهم للآباء، وبدلا من أن تقوم الأم بإشعار طفلها أنه يأتي في المرتبة الثانية من أولوياتها عليها أن تقول له سوف أقضي معك نصف ساعة من اللعب على أن أعود الى عملي لمدة ساعة'، وبهذه الطريقة تضمن الأم الموازنة بين الأطفال والعمل، كما على الأم أن تتهيأ وتمتلك مهارة إنجاز العمل وطفلها الذي لا يتجاوز الثالثة في حضنها.

وتنصح هولينغام أن تحتفظ الأم بصندوق من 'المفاجآت لا تخرجه إلا عندما تريد العمل'، وتقول 'على الأم الخروج بأفكار إبداعية للتمكن من مواصلة عملها المنزلي والاحتفاظ بصندوق المفاجآت من الأفكار الإبداعية التي يمكن أن توفر لها الراحة، ويجب أن يحتوي الصندوق على ألعاب لا يتسنى للطفل أن يلعب به في الأيام العادية بحيث تكون هذه الألعاب مغرية يمكن التفاوض بها مع الطفل'، وتزيد 'يمكن للأم أن تخبر طفلها أنها سوف تجعله يلعب بصندوق المفاجآت إذا تركها تعمل لساعتين على سبيل المثال'.

وظفي التكنولوجيا: تقول هولينغام 'عندما تبدأ الأم عملها في المنزل عليها أن تعلم أن هذا الوقت هو الوقت المناسب لإدخال التكنولجيا في وقت الأطفال كجعلهم يتابعون التلفزيون أو يلعبون بألعاب الفيديو لساعات فهذا لن يضرهم كثيرا، وخصوصا في الأوقات المزدحمة بالعمل'.
'لا تخجلي من طلب المساعدة'، تقول للأم العاملة من المنزل 'ويمكن طلب المساعدة من صديقاتك الأمهات اللواتي يتفهمن الضغط النفسي الناجم عن التربية'، بحسب هولينغام، كما يمكن طلب المساعدة من الجد والجدة أو الزوج إذا كان موجودا.

وتقول هولينغام 'في يوم كان عليّ العمل ولم أستطع ترك عملي لجلب طفلي من المدرسة؛ حيث كانت حرارته مرتفعة، فطلبت من صديقتي التي تعمل بالقرب من مدرسة ابني أن تجلب لي طفلي ففعلت وشعرت بالسعادة لأن لديّ صديقة تفهمت وساعدت وهو ليس بالأمر الخطير'.

كما يمكن للأم أن تطلب من أمها أو إحدى قريباتها أو صديقاتها ملازمة الأطفال، بينما تقوم هي بإنجاز عملها أو يمكنها أن تطلب من المساعدين اصطحاب الأطفال في نزهة الى الخارج لتتمكن من متابعة أعمالها في جو من الهدوء.

وتشير هولينغام الى ضرورة أن تتحدث الأم مع أطفالها دوما حول عملها وأنها تعمل من أجل أطفالها لتأمين احتياجاتهم لكي يتفهموا سبب انشغالها لساعات داخل المنزل وبينما تكون حولهم، وتقول 'كما على الأم أن تفهم أن أطفالها حين يصابون بالغضب من انشغال الأم، فهم يحتاجون إلى اهتمامها بشكل كبير وعليها أن تراعي هذه المسألة حتى لا تصاب بالجنون'.