أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
“أتلانتيك”: لماذا بنيامين نتنياهو أسوأ رئيس وزراء لإسرائيل على الإطلاق؟ خطأ شائع في الاستحمام قد يضر بصحتك لافروف عن سيناريو "بوليتيكو" لعزل روسيا.. "ليحلموا.. ليس في الحلم ضرر" روسيا تستخدم "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي بشأن كوريا الشمالية الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


خاطره ، في ظلال العيد

بقلم : شحاده أبو بقر
02-10-2014 11:03 AM
من الطبيعي أن يغفل المتشبثون بالدنيا ومغانمها على هشاشة تلك المغانم التي لا تدوم ، انهم ميتون لا محالة في لحظة ما ، لحظة لا احد يعلم سوى الله جلت قدرته متى هي ، لحظة مآلها حفرة عميقة لا أنيس فيها ولا جليس ولا منقذ ابدا الا عملهم في الحياة الدنيا إن كان صالحا ، وإلا فوحشة وغربة وعذاب وتعذيب ، لحظة يعود فيها المشيعون الحزانى والمجاملون معا الى بيت العزاء لالتهام الطعام الذي يقام إكراما للاحياء ، وبالكاد يوجد بين الجموع من يستذكر الراحل خارج إطار أسرته الصغيره ، فقد إنتهى الامر بالنسبة لهم وغدا الراحل في عداد الموتى الذين لن يعودا ابدا .

هذا الامر العظيم ً الموت ً يفترض ان يكون حاضرا في ذهن الانسان عند كل قول او عمل ، بأعتباره اعظم واعظ وعظة للانسان لان يتقي الله في كل حركة او سكنة طيلة حياته المحسوبة بعدد من السنين قد يقصر او يطول ، وبالذات كل كلمة يتلفظ بها ، فحصائد السنة الناس هي اكبر سبب لكبهم على وجوههم في نار جهنم إن هي كانت في غير تقوى الله سبحانه وتعالى ، وبالذات غث الكلام القائم على الظلم والنميمة والفتنة والاستغابة والهمز واللمز والنفاق والاتهام دونما دليل ، وسوى ذلك من كلام لا خير فيه بل شر مستطير .

من منا نحن البشر في هذا الزمان يأمن ذاته من الوقوع في الخطأ ، بالطبع لا احد ، فالعصمة ليست من حظ البشر ، وابن آدم عليه السلام خطاء ، وخير الخطائين التوابون ، ورحمة الله جل في علاه وسعت كل شيء ، وهو سبحانه القائل ً قل يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ً وقطعا لا يقنط من رحمة الله مؤمن حق ، ولا ينسى ولا يغفل عن ان رقابة الحق موجودة في كل زمان ومكان الا ذو حظ فاشل ، او هو من فصيلة اولئك الذين ختم الله على قلوبهم .

لست واعظا ولا ادعي الفطنة دون كثير من خلق الله ، لكنني أشفق على كثيرين يطلقون العنان في مجالسهم يشتمون هذا وينتقدون هذا ويقولون بحق هذا او ذاك ما ليس فيه ، ولا يرف لهم جفن بل هم يجدون متعة في نهش لحم الغائب ومادة حديث مسلية لقضاء الوقت ، وبعضهم يسرد قصصا ومعلومات لا يملك لها دليلا وهو مجرد سمعها من آخر ولا ضير لديه في أن يضيف عليها ما يلزم من بهارات تجعلها اكثر تسلية للسامعين .

ولا يقف الامر عند هذا وحسب ، بل الامر الاشد خطورة وإثما هو ما يكتب ويقال في كثير من الاحيان عبر بعض المنابر الصحفية والاعلامية من تقارير ومقالات وتعليقات لا رحمة فيها ابدا ، عندما تتعرض لخصوصيات الخلائق وقد تتهمهم ظلما وزورا بما لم يفعلوا او هم عنه غافلون ، ولمجرد ان ذلك قد يثير الفضول ولو على حساب سمعة تلك الخلائق ، ولا حول ولا قوة الا بالله .

هذا الأوان نحن في ايام جليلة عظيمة هي ايام الحج وطلب المغفرة من الغفور الرحيم سبحانه ، ولهذا ففيها فرصة سانحة لا تعوض لنا جميعا لمراجعة النفس والوقوف بخشوع وصدق امام كثير من سلوكياتنا وكلامنا تحديدا ، ليرى كل منا هل هذا يخدم غربته الحتمية عند رحيله ام هو يزيد في ذنوبه وشقائه لحظة يسأل في قبره عن عمله ،فإن وجد الأولى فاجره على الله الواحد الاحد ، وإن وجد الثانية فليستغفر الله العلي القدير من فوره ، وليغير ما بنفسه وليقل خيرا او فليصمت ، فكل هذا الكون الى زوال وما عند الله خير وابقى ، وليعلم علم اليقين ان هناك يوما حتميا لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم لا حقد ولا حسد ولا غل ولا ضغينة فيه ، وإنما رحمة ومودة وصدق وصبر وعدل وتسامح وكل قيمة يرضى عنها خالق الكون ومدبر أمره وحده لا سواه ،
شعرة واهية تفصل بين ان يكون الانسان خيرا إيجابيا يجادل بالحسنى ويصفح عن كثير ، وبين ان يكون نزقا موتورا ظالما حسودا حقودا والعياذ بالله جلت قدرته ، ولا جدال في ان الاول فائز برضى الله ، والثاني قد يكون مطرودا من رحمته ، وفرق هائل بين ان يحببك الله او ان لا تحظى بعطفه سبحانه ، والعاقل الراشد من سعى لرضوانه ، والشقي التعيس من جانبه ذلك .

كل عام والاردن والاردنيون جميعا بلا إستثناء لاحد بالف خير ، هم وسائر العرب والمسلمين في مشارق الارض ومغاربها ، ودعاء الى الله في هذه الايام المباركة ان يصون بلدنا من كل شر وان يهدينا جميعا الى جادة الصواب ، وان يعيننا على الاخلاص في القول والعمل وبما يرضي المولى العلي القدير ، وان يذهب من ديارنا كل قول شائن وكل سلوك شائن ، وان يديم علينا نعمة الامن والامان والاستقرار ، وان يوحد صفنا في مواجهة المخاطر ايا كان مصدرها ، وان يذهب عن اخواننا في فلسطين وكل ارض العرب والمسلمين الحزن والاحتلال وبطش الظالمين ، وكل عام والقاريء الكريم واسرته وعياله بخير ، والاخوة القائمون على هذا الموقع الاخباري بخير ، والى لقاء في مقال قادم إن اراد الحق سبحانه .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012