أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
“نيوزويك” : حماس انتصرت وتملي شروطها لوقف إطلاق النار من تحت أنقاض غزة السعايدة يلتقي مسؤولين بقطاع الطاقة في الإمارات ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34049 والإصابات إلى 76901 زراعة لواء الوسطية تحذر مزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة مباراة حاسمة للمنتخب الأولمبي أمام أندونيسيا بكأس آسيا غدا أبو السعود يحصد الميدالية الذهبية في الجولة الرابعة ببطولة كأس العالم سلطة إقليم البترا تطلق برنامج حوافز وتخفض تذاكر الدخول ارتفاع أسعار الذهب 60 قرشاً محلياً 186مقترضا من مؤسسة الإقراض الزراعي في الربع الأول من العام وزير الأشغال يعلن انطلاق العمل بمشروع تحسين وإعادة تأهيل طريق الحزام الدائري تراجع زوار المغطس 65.5% في الربع الأول من العام الحالي طقس دافئ في معظم المناطق وحار نسبيًا في الاغوار والعقبة حتى الثلاثاء وفيات السبت 20-4-2024 نتيجة ضربة جوية مجهولة المصدر : انفجار هائل في قاعدة عسكرية سستخدمها الحشد الشعبي
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


رسالة زين العابدين لأصدقائه

16-01-2011 11:16 PM
كل الاردن -

محمد أبو رمان

 

لم تمض سوى ساعات قليلة على هروبه من تونس، حتى تسرّبت رسالة كتبها زين العابدين بن علي إلى أصدقائه، يلخّص فيها تجربته المريرة، بسطورٍ قليلة، لكنها تحتوي كلّ شيء!

يقول الرجل: "آه، يا أصدقائي، لا أذاقكم الله ما رأيت، ولا ما عشته من رعب حقيقي، لم أشعر به في حياتي كلها. فعندما بدأت كرة الشارع بالتدحرج قفز إلى ذهني مئات المعتقلين وآلاف المشردين ومن قضوا في سجوني، تخيلت حجم الانتقام مني ومن أسرتي، وترحّمت على الشاه، وكانت أقصى أمنياتي أن أتمكن من الفرار مثله، حتى لو عشت طريداً بلا مأوى، على أن أقع في أيدي الشعب الذي جلدته تلك السنوات الطويلة...

لا تسألوني كيف انهار كل شيء، فلو كنت أعرف لما حصل، ولما أرقت ماء وجهي وأنا أعترف بخجل أمام الشعب بحماقاتي، لكن ما أدركه الآن جيّداً أنّ الضمانة الوحيدة لأي قائد ليست في جيش ولا أمن ولا أموال مكدّسة، ولا بعلاقات خلفية وتفاهمات سريّة مع الأميركان أو الفرنسيين أو الانجليز.

حكمت بلادي بالحديد والنار، وتحايلت على نفسي بأنّ البديل هم "الإخوانجية" المتطرفون، وبأنني أخدم الناس بإطعامهم، وأن الحرية ترف في البلاد العربية. وتحايلت كذلك على نفسي بأنني في سبيل هذه "الخدمات" التي أقدمها لا بد أن أحصّن نفسي بشيء من الثروة لآخر العمر، ولضمان مستقبل الأولاد.

لم أصدق في أيّ يوم أنّ أحداً من الشعب الخانع سيتحدّى الأمن والبوليس ولا هذا الجيش العتيد، وخدعتني التقارير الأمنية التي صوّرت المعارضين جميعهم أعدائي، وخُدعت بالوصوليين الذين باعوا مبادئهم بمنصب تافه ومالٍ زهيد، فأصبحوا بوقاً لنظامي، لأكتشف لاحقاً أنّ الضمانة الوحيدة فقط هي حب الناس والنزاهة والمصداقية وشهادة التاريخ بحسن السيرة والحكم، فهي أغلى شهادة في الدنيا والآخرة.

أنا متأكّد أن هنالك بالرغم من كل ما حدث من سيحسدني، ويقول تفلسف الآن كما تشاء وقد هربت بثروات الشعب المنهوبة، وأقول له إنّك مخطئ جداً؟ فكل هذه الثروات لا تساوي شيئاً أمام الذل الذي أشعر به حالياً، وأنا أتابع الفضائيات، والملايين في كل العالم تفضح تاريخي، وأنا أشاهد أعواني المقرّبين وبطانتي ينكّل بها، ويخضعون لمحكمة الشعب، وقد تخليت عنهم ونفدت بروحي، حتى لا ألقى مصيرهم.

لا تتصوّروا حجم الرعب والإهانة، وأنا في طائرتي أحلّق في الفضاء فيلفظني حلفائي وأصدقائي القدامى، والكل يعلن البراءة مني، ويسارع إلى التنديد بي ليكسب الرأي العام، حتى ابنتي وأقربائي الخلّص يغادرون باريس اليوم، بعدما أصبحوا أناساً غير مرحّب بهم، وبدلاً من أن أجلب لهم الاحترام أمام الناس، أصبحت عاراً عليهم، وخزياً يتجاوز ما حصّلته لهم من أموال!".

لا أدري، الآن، ما هو مصيري، هل سيلاحقني الإنتربول، كالحكام الفاسدين الآخرين، وأعتقل؟ وهل سأسلّم لمحكمة دولية لأحاكم على أولئك الذين قتلهم الأمن بدم بارد في الانتفاضة الشعبية، أم أسلّم إلى السلطات التونسية لأحاكم أمام الناس؟! وهل ستصادر أموالي في بنوك العالم، وأنتهي للاشيء، لا سلطة ولا مال ولعنة التاريخ والشعب؟!.

لاأدري، الآن، ماهو مصيري. لكنني انتهيت.

m.aburumman@alghad.jo

 

(الغد)

 

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-01-2011 05:47 AM

الاستاذ محمد
فعلا مقال وتصور رائع لحال بن علي ، وانا متأكد ان هذا هو بالواقع ما كان يدور في خلده ، ولابد ان نذكر ابن علي هنا ان ابن الشاه قضى اخيرا منتحرا في الغربه

2) تعليق بواسطة :
17-01-2011 05:52 AM

نحن الشعوب العربية لا نقرأ كما تدل الاحصاءات ولا اعتقد انه قام بتحريرها

3) تعليق بواسطة :
17-01-2011 07:46 AM

هذا هو مصير كل الطغاة ولكن من يعتبر ويُخرج رأسه من الرمال

4) تعليق بواسطة :
17-01-2011 08:11 AM

لا، لا، لكننّي انتهيت ، فعلى الذين لم ينتهوا أن ينتبهوا قبل أن ينتهوا.

5) تعليق بواسطة :
17-01-2011 11:20 AM

إذا الشعب يوما ......؟؟؟؟؟ ....والعبرة لمن يعتبر ؟؟؟؟؟....الدرس كان قاسيا !!!!!....شكرا لك على هذا المقال

6) تعليق بواسطة :
18-01-2011 06:00 PM

زين العابدين ديكتاتور فاشل ولم يتعلم من اخطاء الشاه، كان بامكانه قمع الشعب بطريقة احترافية اذكى وأفضل كثيرا، ولكم طاقمه الاعلامي والامني لم يملك الخبرات العربية العريقة في هذا المجال، ولم يستفد من دورات ال CIA الامنية المجانية . الان سيتعظ الباقون مما حصل وسيكون القمع بطريقة افضل مما يضمن استمرارية اطول !!!

أحسنت يا أستاذ محمد

7) تعليق بواسطة :
18-01-2011 09:53 PM

مشكله ين علي ان تونس لا تشكل عمق استراتيجي للقوى العظمى لهذا لم يتقدم احد لنجدته ولم يعني احد بقاء ين علي او ذهابه . الرجل الذي اعطى لنساء القصر كل شيء لم يكن يعني لاحد اي شيء . ولولا القذافي لطحنة بن علي غضبه الجماهير لان زوجته كانت اصلا بعيده عن تونس . لكن هناك الكثيرين ممن يظنون ان بقائهم مضمون لانهم مدعومون بقوه القوى العظمى كما كان يظن الشاه . لكن حين تخرج الشعوب عن صمتها فلا احد يقف في طريق الغضب . ثوره ايران اخذت زمنا طويلا من التنظيم لكن المخيف ان تظهر ثورات عشوائيه غير ناضجه تاكل الاخضر واليابس لشعوب جائعه لكل شيء. والذين آوو ين علي يعلمون ان هناك تحت الرماد غضب كبير لكن ربما لم يحن الوقت لينهض هذا الغضب

8) تعليق بواسطة :
18-01-2011 10:23 PM

زين العابدين اسم خسارة ان يحملة لم اجد في كل المواقع وفي كافة وسائل الاعلام من تأسف على هذا الديكتاتور الطاغية الا اسرائيل الملعونة الا تلاحظوا ان كل من يسير في ركبهم وعلى طريقهم خائن فاشل سارق الا تلاحوا عندما هربت تلك الكوافيرة ماذا اخذت معها 5و1 طن من الذهب من اموال الشعب الا يستحق هؤلا اللصوص ان يقطعوا من خلاف

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012