أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


رسائل يوم الغضب

17-01-2011 08:13 AM
كل الاردن -

قيس مدانات


انطلقت المسيرات في عدة محافظات عقب صلاة الجمعة ضد الغلاء والفساد والسياسات الحكومية، و ضد الحكومة نفسها، وكان أكثر هتاف ترديدا في كل المسيرات هو: روح روح يا رفاعي، وجودك ما له داعي. حاولت الحكومة استباق الأمور بتخفيض اسعار المحروقات وبعض السلع الأساسية، عل هذا يفلح في وأد المسيرات قبل أن تنطلق، لكن الاحتجاج على الحكومة بهذه الطريقة كان أجلا محتوما.

لم يصدق أحد قول الحكومة أن لا علاقة لتخفيض الاسعار بمسيرات يوم الجمعة، أو ما عرف بيوم الغضب، بل إن الحكومة أعطت درسا عمليا للناس عن المثل الشعبي "مجنون يحكي وعاقل يسمع". راهنت حكومة الرفاعي على أن التخفيضات ستمنع المسيرات، لكن الشعب لم تعد تنطلي عليه هذه الاساليب، ولم يعد يصدق أيا من أقوال الحكومة أو أفعالها. والشعب يعي تماما أن قيمة تلك التخفيضات ستنعكس عجزا على الموازنة (كما علمته الحكومة)، ولم يصدق أنها لن تؤثر على الموازنة حسب ادعاء الصفدي. سمع الشعب الأردني كثيرا من الكلام المتناقض من حكومتي الرفاعي، رأى بأم عينيه كيف أن الحكومة تخفي الحقائق وتموه الأمور، لذا لن يتوقف الاحتجاج إلا برحيل الحكومة.

ذكرت في أكثر من مناسبة هنا أن حكومة الرفاعي لاقت رفضا وكرها شعبيا منذ تشكيلها لأول مرة،  لكن اسقاطها ليس مطلب الشعب الرئيس وحسب، إنما تغيير النهج الذي يحكم البلد منذ حكومة عبد الكريم الكباريتي، أي منذ نحو خمسة عشر عاما، وهو ما أوصل الأردن إلى ما هو عليه الآن. وكان واضحا تماما من الهتافات أن الشعب يعي أن مشكلته تسبق حكومة الرفاعي، وأنها أكبر من سمير الرفاعي أو وزرائه، لكن اسقاط الحكومة الحالية يعد بالنسبة للأردنيين الخطوة الأولى.

تجددت الدعوات من المنظمين ليوم الغضب لاطلاق مسيرات ثانية يوم الجمعة القادم، وبحسب ما أخبرني به أحد المنظمون أنهم لن يتوقفوا عن التظاهر حتى تحقيق مطالبهم كافة. والحكومة تحاول احتواء الموقف بطرق عقيمة، وتحاول تحميل المشكلة للتجار وهو أمر ليس حقيقيا، فالتجار يتحملون جزءا من المسؤولية نتيجة جشع بعضهم، لكن السياسة الحاكمة هي من فتحت لهم الباب. وإذا كان بإمكان الحكومة معالجة الموقف لمَ لم تعالجه مسبقا. كما أن تخفيض اسعار السكر والأرز في المؤسستين المدنية والعسكرية ليس كافيا، بل إنه يفتح باب السؤال على الحكومة  عن فرق السعر القديم والجديد، لماذا كان وأين كان يذهب؟

يطالب الأردنيون بأكثر من اقالة حكومة الرفاعي، هم يريدون اصلاحا شاملا وبرلمانا يمثلهم وانتخابات نزيهة وحكومة شعبية، هم بالأخص يريدون تغيير النهج الذي يحكم البلد، والطبقة التي تتحكم بالبلد. فهل تستطيع الحكومة تدارك الموقف بطريقة سلمية؟ أم أن الملك هو من سيتدخل ويقيل الحكومة لتتشكل حكومة وطنية بعدها؟ أم إننا على أبواب هبة نيسان جديدة؟

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-01-2011 02:06 PM

سلمت يارفيق 00 وهذه المسيرات الحضاريه هي للوطن وهيبه الوطن وكرامه الوطن
بعكس مايروج لها ازلام واقزام الحكومات والمؤلفه قلوبهم

2) تعليق بواسطة :
17-01-2011 06:28 PM

اشكرك على هذا المقال واود التاكيد على ان هذه التخفيضات هي عبء اضافي على الميزانية ولكن بامكان الحكومة تفادي هذا العجز عن طريق تاجيل بعض من المشاريع المخصص لها ميزانية مثل مشروع سكة الحديد

3) تعليق بواسطة :
18-01-2011 08:24 AM

تحياتي استاذ وليد
تخفيض السكر والرز وفتح باب التجنيد
ام بناء مؤسسات وطنية تشكل رافد للاقتصاد الوطني
الحكومة تلهث وراء الاعراض وليس اسباب المشكلة
اشكرك

4) تعليق بواسطة :
21-01-2011 08:33 PM

متا رح يكون تجنيد الجيش اول ما يحكو بليز خبرونا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012