أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات 5 إنزالات أردنية على غزة بمشاركة مصر والإمارات وألمانيا - صور ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي والنفقات 537 مليونا مجلس الأعيان يقر العفو العام كما ورد من النواب المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 وفاة سبعينية دهسا في إربد "الكهرباء الوطنية": الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل السلطات الاسرائيلية تعلن إغلاق جسر الملك حسين بعد إطلاق نار في أريحا 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع
بحث
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


المثاليــة و الواقعيــة

بقلم : علي فريحات
23-10-2014 10:29 AM
بالنسبة لصراع المحاور الدائر اليوم في المنطقة، وحالة الأنظمة والشعوب بعد الخريف العربي الدامي، إكتشفنا فجأة، أن العالم العربي يعيش أزمة هوية حقيقية كان مسكوت عنها لزمن طويل، بدليل، أن الأزمات الكبرى، بما فيها إرهاب “داعش” وإرهاب “إسرائيل” لم تستطع أن توحدنا على قلب رجل واحد، وكان العالم يحسبنا جميعا فتبين أن قلوبنا شتى..
لم يكن أحد من الساسة أو المثقفين، يملك أجوبة شافية وحاسمة عن موضوع الهوية، أو كان له تصور لمشروع كامل مكتمل يحقق وحدة الأمة على أسس عقلانية وعملية، تبدأ من ثوابت الفكر ومناهج التعليم والثقافة، لتنتهي بالسياسة، مرورا بالأمن والإقتصاد.. كان الجميع يتهم الجميع من الجار إلى الإستعمار بالمسؤولية عن الفشل في تحقيق شعارات التحرير بعد قيام الدولة الوطنية. وكان موضوع الهوية يلامس من قبل مثقفي المعارضة بحذر شديد، لما يمكن أن يكون له من تداعيات على أنظمة الحكم الديكتاتورية والعشائرية القروسطية القائمة.
وفي الوقت الذي كان التجاذب على أشده في موضوع الهوية بعد ثورات الخريف العربي، حيث انعكس نقاشا حادا حول طبيعة الدولة بين الدينية والعسكرية والمدنية، وقضية العروبة والقوميات، والحقوق والحريات وما إلى ذلك.. كانت الأنظمة قد صنعت لها إسلاما رسميا على مقاسها، غير قابل للإجتهاد أو النقد والتجديد، لتقطع الطريق أمام أحلام الثورات الخضراء (الإسلاموية) والحمراء (العلمانية) على حد سواء.
وحين جائت العولمة وثورة الإتصالات والمعلومات بدأ المواطن العربي يدرك حقيقة ثقافة الزبالة التي تؤثت عقله البدوي الذي لا يفكر ولا ينتج فكرا ولا يساهم في حضارة بالمفهوم الإنساني الكوني.. فكانت الصدمة، وبداية تفكك القناعات وسقوط الشعارات، وتبدد مخزون الوعي الجماعي المشترك، فأضاع العرب الطريق وأخطؤوا المسار والمسير، لأنهم لم يستفيدو من درس التاريخ، ولم يعرفوا ما سؤال الفلسفة، ولم يدركوا أن من يخالف أمر “إقرأ” لا يستطيع أن يحجز له مكانة في مسيرة الحضارة الإنسانية ليعيش قويا عزيزا كريما.
هذه العوامل السياسية والسيوسوثقافية بالإضافة لدروس التاريخ ونظريات الإجتماع السياسي، ساعدت الغرب بعد تشريحها ودراستها في مطبخ الفكر، وبشكل لا يصدق، في تدمير الوطن العربي من مدخل الإديولوجيا الدينية. ولا مجال هنا لإعادة التذكير في كل مرة بأهداف الغرب الصهيو – أطلسي من ذلك، لقد أصبحت معروفة للجميع وتختصر في معادلة: (إسرائيل، والنفط)، وإدارة مال النفط بما لا يخدم مصالح الشعوب ومشاريع النهضة والتنمية المستدامة.
نحن هنا أمام ما أصبح يعرف بـ”أزمة هوية” ناجمة عن سوء تقدير وسوء إدارة، والتي بسببها سقطت أختام أصولية وعقائد تقدمية وقناعات هوياتية قديمة، وضاعت البوصلة فأصبح العدو هو إيران وليست “إسرائيل”، وتبدلت الخيارات والتحالفات بناء على ما أصبح يعرف اليوم في العلوم السياسية بـ”نظرية الواقعية السياسية”، والتي حلت محل “نظرية المثالية السياسية” التي سادت بعد الحرب العالمية الأولى إبان إقامة “عصبة الأمم”.
ونحن هنا أيضا، أمام خديعة جديدة يتبناها علم السياسة رسميا، ضدا في قاعدة العلوم الصحيحة التي تقول أن النظرية يجب أن تعكس ما أكدت صحته التجارب، في حين أن “الواقعية السياسية” كما هي سائدة كمفاهيم وأفكار لم تثبت نجاعتها على محك الممارسة، وتسببت بكوارث وحروب ومظالم وفساد في البر والبحر والجو ما بعده فساد، بسبب تغليب منطق القوة على منطق الحق، وإجبار الضعيف على القبول بالظلم والتبعية بمنطق “الواقعية السياسية” أو “البراغماتية” كما يحلو للبعض تسميتها في نقل حرفي للمصطلح اللاتيني إلى العربية.
ومع ذلك، يصر فقهاء السياسة في الغرب على تحويل مصطلح “الواقعية السياسية” من مفهوم ومقولة فكرية قابلة للنقاش والضبط بضوابط القانون والأخلاق، إلى نظرية علمية مفروضة من فوق ومسلم بها من تحت، ما يجعل تفسير الأحداث السياسية بمنطق “الواقعية السياسية” من مدخل الموضوعية، أمرا مقبولا “علميا” (؟؟؟)..
ثم يأتي بعد ذلك الخطاب الإعلامي ليتبنى هذه النظرية التي تحولت فجأة إلى عقيدة، فيقوم بمهمة ترجمة السياسات الرسمية إلى رسائل توجيهية مركزة بالصوت والصورة في عملية لكي الوعي الجماهيري تثير الغثيان، وبذلك تنهار الثوابت والمبادىء والقيم والأخلاق التي نؤمن بها وتشكل العناصر الأساس من تركيبة هويتنا العربية والإسلامية التي كنا نفتخر بها في طفولتنا، واليوم أصبحنا نخجل من أنفسنا عندما نسمع ونرى ما يقوله العالم عنا..
فكيف لا يحدث الإنفجار؟.. وكيف يغير الله ما بنا ونحن نرفض أن نغير ما بأنفسنا، ونتشبث بثقافة القبور، نجتر ما قاله ميت عن ميت خوفا من التغيير، وضدا في عملية “التطور” التي تعتبر الثابت الأساس في سنن الله في الخلق والكون؟.. وفي تقديري، مرد ذلك يعود إلى أننا لا نستطيع التمييز بين الدين الذي هو حقيقة إلهية مطلقة وبين الفهم الديني البشري الذي سبب للأمة كل المآسي والكوارث والأحزان التي عاشتها ولا تزال، وهي غير مدركة لجوهر المشكلة، المتمثلة في إستغلال الدين في السياسة من قبل حكام يعشقون السلطة ويعبدون المال.
وخلاصة القول، أن ما بين النظرية السياسية والواقع فجوة كبيرة، والعاملين اليوم في مجال التحليل بأدوات الفهم والتفسير، لا شغل لهم سوى اللهاث وراء نظريات تواكب الواقع على الأرض، ومهما كانت النظريات “علمية” و “موضوعية” فهي لا تتطابق أبدا مع الواقع، إذ لا توجد نظرية سياسية قادرة لوحدها على تفسير وفهم ما يجري في السياسة الدولية من غير متابعة دقيقة لما يحاك في الكواليس والأقبية المظلمة من مؤامرات، وما يجري ويدور في الميادين من حروب وصراعات، لأن الواقع المجرد على الأرض هو المصداق الحقيقي لمعرفة ما لا يقال في السياسة، هذا علما، أن الفهم والتفسير هما من أهم أهداف النظرية السياسية بالنهاية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-10-2014 05:41 PM

( يا حبذا لو ان الكاتب... )



* يا حبذا لو ان الكاتب استفاض بالشرح جول ( نظرية الواقعية السياسية )، والقائمة كما ذكر على توظيف القوة في تحقيق الاهداف السياسية وعلى راسها القوة العسكرية بكافة مكوناتها، ولكن لمحدودية القوة او الخوف من الافراط بها، خاصة النووية، فقد اقتنعت الولايات المتحدة بعد انتهاء حرب فيتنام بمحدودية ( نظرية القوة )، خاصة القوة التقليدية منها، وبمحدودية ( نظرية الواقعية السياسية REALISM )، وتم التاسيس لنظرية ( الواقعية السياسية الجديدة NEOREALISM )، بل ولنظرية ( الواقعية السياسية الهيكلية STRUCTERAL NEOREALISM )، وترجمة لهذه النظريات، تم طرح مفهوم ( القوة النووية المرنة NUCLEAR RESPONSE )، وطبقت على ارض الواقع الاوروبي ومسرحه في بداية السبعينيات من القرن المنصرم، مما افضى الى حالة ( الوفاق الدولي ) او ال ( DETENTE ) بين القطبين الاوحدين، والتي انتهت عام 1979 بدخول القوات السوفياتية لافغانستان.

* اما بالنسبة للواقعية السياسية العربية، فهي متخلفة نظريا وعمليا، بل وتخلت عن مفهوم ( نظرية المثالية السياسية ) بكافة ابعادها، دون وجود البديل، ولو الجزئي منه.

2) تعليق بواسطة :
23-10-2014 06:18 PM

لاحقا لتعليقي السابق

1ـ قصدت في تعليقي الرد النووي المرن FLEXIBE RESPONSE، وليس الرد النووي NUCLEAR RESPONSE.
2ـ كتبت وبعجالة كلمة الهيكلية خطئا باللغة الانجليزية، حيث ان الكلمة الصحيحة هي STRUTURAL.
مع الشكر.

3) تعليق بواسطة :
25-10-2014 06:25 PM

الى 2 شكرا للتوضيح . الصحيح هو structural

4) تعليق بواسطة :
26-10-2014 08:13 AM

الى السيد ابراهيم الشقران تعليق رقم 3



* اصبحت عملية الكتابة السريعة لمرة اولى وثانية وثالثة دون مراجعة من افات هذه الكتابة بل ومن افات العلم، وياليتك تقرا بعض الكلمات الخاطئة التي اكتبها بالعربية بعض الاحيان.

* وجل من لا يخطيء.

وشكرا لك.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012