أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


وهل جاء دور الجيش المصري؟!

بقلم : ماهر ابو طير
26-10-2014 12:25 AM
اهم ثلاث حاضنات تاريخية للعرب هي الشام وبغداد والقاهرة، والحاضنات التاريخية، بجيوشها الحالية، يتم تدميرها، الواحدة تلو الاخرى.
شبعنا تحليلا في الاسباب، ووسط الكلام عن الظالم والمظلوم،صاحب الحق وصاحب الباطل، فان النتيجة واحدة، ايا كان اصطفافك، والنتيجة تقول ان تدمير العراق وتفتيت جيشه، مثلما هو تدمير سورية، وانهاك جيشها وتدميره، يصب باتجاه واحد.
هي ذات القصة التي يتم السعي لها، ازاء مصر الدولة والتكوين والشعب والجيش، تحت مسميات مختلفة، وسواء كنت مع مبارك او مرسي او السيسي، فكل هذا لا يعفي احدا منا عن قراءة الكلفة الاكتوارية لهذه الاخطار التي تريد جر مصر الحاضنة التاريخية الى ذات مآلات سورية والعراق.
الجيش المصري، مهم جدا، لكننا واذ نقرأ كل يوم، عن عمليات قتل لافراده، ومحاولات استدراجه الى الدوامة والصراع، بكل الوسائل، نفهم بشكل جيد، الذين يريدونه، وهي ذات المساعي التي لم تنجح سنين الربيع العربي، في استدراج الجيش المصري، نحو منزلق الصراع المصري، لكن المساعي لا تتوقف ابدا، لان الغاية النهائية تدمير الجيش المصري، والزج به في دوامة الصراعات الداخلية.
لم تكن كل عمليات الاستهزاء بالجيش المصري بريئة، وخلال السنين الفائتة، كنا نلاحظ الاستهزاء بأعلى درجاته على خلفيات كثيرة، من بينها مد اللسان بوجه الجيش باعتباره بات مصنعا ومزرعة، ومنشغلا بالانتاج الاقتصادي، تارة ينتج الكعك، وتارة ينتج ادوات المطبخ، وغير ذلك، هذا على الرغم من ان المؤسسة الاقتصادية التابعة للجيش، رديف، نرى مثله في دول اخرى،فلماذا يتم مسه، واستعماله لطعن ذات الجيش المصري.
هي ذات القصة التي تم مدها على تصريحات لعسكريين، وغير ذلك، والغاية النهائية تحطيم صورة الجيش وسمعته وهيبته وقيمته في نفوس المصريين، تمهيدا لفتح الباب لتفتيت ذات الجيش دون ان يأسف عليه احد من عامة المصريين، بعد ان تم التجرؤ عليه معنويا.
ما يجري في سيناء، ليس بريئا، فما ذنب المصري العسكري في سيناء حين يأتي من اسوان او طنطا ، ليخدم بلده، فيعود الى اهله قتيلا، وهل قتل العسكري المصري، يعد مشروعا هنا، او مقبولا، او معبرا في الاساس عن ثأر او موقف سياسي؟!.
يراد اختطاف الجيش المصري، الى تيه سيناء، والعرب المشارقة، للاسف وعلى خلفيات سياسية، جراء الاصطفاف هنا وهناك، لا يعرفون ان كل حكام مصر يرحلون في النهاية، والجيش المصري، هو لمصر وللعرب، مخزون مذخور، وتحطيمه لا يعني تحطيم النظام السياسي، بقدر كونه مدخلا لتحطيم ذات البنية المصرية التاريخية، التي لم يفلح احد، في تدميرها على خلفية صراع سياسي او ديني، فلم يبق الا ورقة الجيش، عبر جره الى صراعات دموية، واستباحة دم ابنائه، بذرائع شتى.
ثلاث حاضنات تاريخية،ابرزها مصر، كلها قيد التدمير اليومي، اقتصاديا وسياسيا واجتماعياً وعسكريا ومذهبيا وطائفيا، لان المراد تدمير المشرق العربي بأكمله، وهذا المشرق، بدون هذه الحاضنات التاريخية الثلاث، مجرد رغوة بحر، بلا وزن او قيمة، بما تعنيه هذه الكلمة.
يقال هذا الكلام، ونحن نأسف بشدة امام اولئك الذين يحتفلون بمقتل جنود مصر، باعتبار ان ذلك ثأر من السيسي، ويتناسون في النهاية، ان الجيش، جيش مصر، وليس جيش مرسي، ولا السيسي، وتدمير هذا الجيش بصورته المعنوية في وجدان المصريين،وصولا الى استباحة دم افراده، يراد عبره، تحطيم سوار الحماية لمصر كدولة وحاضنة تاريخية، فيما الكلفة ستكون فوق المصريين وستمتد الى كل هذا المشرق الذبيح.
أياً كانت تبريرات الذين يدعون انهم يتفهمون الهجمات على الجيش المصري، فعليهم ان يتذكروا ان النتيجة النهائية والوحيدة هي جر الجيش المصري الى تيه سيناء، وبالتالي تحطيم ذات مصر بنيويا وشطرها والحاقها بسورية والعراق.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-10-2014 01:47 AM

ما هي المؤامره ؟؟ ومن اطرافها ؟؟ ولماذا لا نسمعها في ألمانيا واليابان وكوريا وتركيا والهند وماليزيا ,,,ألخ . وأن كانت هناك مؤامره من أسرائيل فهل ستكون على مصر السيسي التي فضَلت أسرائيل مبادرتها في حرب غزه على مبادره الأمريكيين ؟؟؟؟
من تآمر على حواضر العرب هو من ادخل الجيش في القاهره في السياسه, وتدخُل في العمليه الديمقراطيه وأنهاها لأن نتيجه الصندوق لم تعجبه وجيًش جزء من الشعب على الآخر حتى تفرجوا على قتل الأف من اخوتهم في رابعه دون أن تًرًف لهم جفن , ومن تآمر على دمشق هو الذي اعتبر مطالب الشعب السوري أرهابا وشتت ذلك الشعب في الملاجىء, ومن تآمر على بغداد هو من حول الجيش ألى ميليشيا طائفيه تحارب جزء من شعبه ,,,
ماذا كان سيحدث لو كان في قياده هذه الجيوش شخصيات ناضجه كالجنرال ابن عمار في تونس . هل كنًا سنتحًدث اليوم بمؤامرات ؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
26-10-2014 01:41 PM

إلى الكاتب تحية وإلى المعلق خالد حويطات سلام.
وسؤالي للسيد خالد حويطات: حينما يكون المقتول من الإخوان المسلمين أو من أي طائفة أو أي حزب في المعارضة أو الموالاة، وحينما يكون القتيل من الجيش كذلك، من الخاسر في كلا الحالين؟.
أليس الشعب المصري هو الخاسر بغض النظر عن هوية المقتول!؟....أليست مصر هي أم الجميع وهي التي تدفن أبنائها في باطنها سواء من الجيش أو النظام الحاكم أو من المعارضة؟.
لو عكسنا الحالة يا سيد خالد وافترضنا أن مرسي ما زال على الكرسي، واقترفت جريمة ضد الجيش المصري فماذا سوف تعلق لا سمح ألله ؟...ألجيش مؤسسة كما المصنع كما الميناء كما الجامعة كما المدرسة للوطن، كل الوطن، ولو تسلط بفعل فاعل أو سلطان في مرحلة ما، فإن السلطان ذاهب والوطن باق وموقف الجيش كمؤسسة سيتغير ولو أن الثابت والأفضل أن تبتعد الجيوش عن السياسة وتحتفظ بمسافة واحدة من الجميع معارضة وموالاة، لأن الوطن للجميع والجيش نصف الوطن يذود عن الحدود.
في أوروبا ...وفي روسيا سابقا والآن أيام الإتحاد الاشتراكي والآن في عصر البرجماتية الروسية الرأسمالية، بقي الجيش للوطن روسيا الأم وكان السياسيون وما زالوا في المرحلتين حينما ينووا التساهل أو التراخي في أمر مهم خارجي أو داخلي فإنهم أول ما يخشون الجيش ويحسبون حسابه وضباطه الوطنيين بعكس ما يجري في الوطن العربي فإن القرار السياسي السيئ يُستعان بالجيش والعساكر على تنفيذه.
رغم كل شيء ورغم كل الهفوات والأخطاء طالما الجيش للوطن ومن داخل الوطن وليس جيش مستعمر فإن قتل أفراده خسارة للوطن وللشعب وكما هي أرواح المعارضة يجب أن تحترم لأنها ملك للشعب...ملك للوطن...لكل الوطن...ولا ننسى أو نتناسى أن هذا الجيش هو من قدم القرابين في كل الحروب مع الصهاينة دفاعا عن الوطن ودفاعا عن الشعب ومكوناته نظاما ومعارضة.
أخي خالد ...أنا أعرف أن خوات صالحه لهم امتداد عشائري في سيناء حتى العريش والشرقية وكذلك قبيلتي أنا ...فتصور لو أن قتلى الجيش المصري لا سمح الله من أقاربك وانسباؤك فما هو رأيك؟.
.....لا نملك إلا قولة: لا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله على الجاني والمتسبب وحسبنا الله على المتسلط المتشبث بالسلطة وطالب السلطة بكافة الأسباب والوسائل دونما وازع...ألمهم أن يصل للكرسي.
للكاتب كل الشكر وللمعلق السيد خالد حويطات الناقد الفذ وصاحب الرأي الحصيف كل التقدير والاحترام.

3) تعليق بواسطة :
26-10-2014 11:38 PM

هو في القائمه وحاء دوره بفضل غباء بني يعرب .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012