أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات 5 إنزالات أردنية على غزة بمشاركة مصر والإمارات وألمانيا - صور ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي والنفقات 537 مليونا مجلس الأعيان يقر العفو العام كما ورد من النواب المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 وفاة سبعينية دهسا في إربد "الكهرباء الوطنية": الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل السلطات الاسرائيلية تعلن إغلاق جسر الملك حسين بعد إطلاق نار في أريحا 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع
بحث
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


عين قادحة

بقلم : ماهر ابو طير
31-10-2014 12:13 AM
هناك عين تقدح قدحا في البلد، فكلما رأت قطاعا اقتصاديا، بات سمينا، تم الهجوم عليه، والبدء بإذابة لحمه وشحمه، باعتباره بات سمينا، فلا يتم ترك قطاع واحد لينمو ويستمر.
علينا ان نتأمل عشرات القطاعات، من المدارس الى المطاعم والسيارات والشقق المفروشة، مرورا بمن يربون الاغنام، وصولا الى المزارعين، مرورا بمن يحملون الاسهم، وغيرها من قطاعات.
فجأة ومن غامض علم الله، تسمع عن قرار جديد على المدارس الخاصة، يصب في سياق المضايقات، وزيادة الرسوم او الضرائب عليها، مثلا، فقد سمنت وآن اوان تشليحها ملابسها، وفجأة تسمع عن حملة على المطاعم، ولان المطعم الفلاني لديه مادة منتهية الصلاحية، يتم توظيف القصة للهجوم على كل قطاع المطاعم، واجبار اصحابها على دفع غرامات مالية مرعبة، بذريعة المخالفات، والغاية الجباية، وليس تقويم الخطأ.
فجأة يتم رفع سعر الاعلاف مثلا، فينهار قطاع مربي الدواجن او الاغنام وهو قطاع يعيش منه عشرات الالاف، وفجأة يتم وضع عراقيل في وجه قطاع آخر صناعي او تجاري او اي قطاع، فلا يمكن ان يتم ترك قطاع ليستمر ولينمو.
العين القادحة شرار، لا تترك قطاعا ليستمر، كل قطاع ينمو ويزدهر، تأتيه صاعقة او مصيبة او ضريبة، ولدينا الف نموذج، من قطاع الاتصالات الى بقية القطاعات، وهذه السياسات تترصد اي قطاع يزدهر بعيدا عن الاعين، او بهدوء، فتخرج القرارات فجأة بتغريمه او فرض ضرائب عليه او ملاحقته وفتح ملفاته، وهز كل سمعته لخطأ ارتكبه شخص واحد، او مؤسسة واحدة، وهذه العين الحمراء، مثل الوباء تتنقل من قطاع الى آخر.
الخلاصة ان كل القطاعات، اما باتت معرضة لضربات لاحقة، او انها تخسر تحت وطأة القرارات التحصيلية، او تتعب تحت وطأة المضايقات والملاحقات.
هذه سياسات يجب ان تتوقف، دون ان تتوقف الرقابة مثلا على القطاعات المهمة، لكن الفرق كبير، بين الجباية المالية والترصد لاي سبب تافه، وبين الرقابة والمتابعة.
الدول التي تجد قطاعات مزدهرة لديها، تسعى لدعمها او تركها على الاقل، لانها تشغل الناس، لكن الحكومات لم تعد قادرة على تشغيل الناس، وفي ذات الوقت،

نتوارث سياسات اقتصادية ثأرية تضر القطاع الخاص، بدلا من تركه بديلا مزدهرا عن القطاع العام، وتضايقه، فيصير متعثرا طاردا للموظفين، وغير قادر على النمو، وهذه اخطاء كارثية، في ظل توقيت صعب حافل بالمخاطر الاقليمية وتدفقات اللجوء الى الاردن، وكأنه يراد خنق الجميع بهكذا سياسات، فوق البطالة وضيق الحال.
هذا كلام لا يوجه لجهة محددة، وهو موجهة لذات السياسة العامة التي قد تطبقها وزارة او مؤسسة او بلدية او اي جهة اخرى، وهؤلاء جميعا لا يتلفتون الى الفكرة الاخطر وسط مطارقهم التي يضربون بها كل القطاعات الكبيرة والمشاريع الصغيرة، اي تدمير البنى الاقتصادية، وكأنه مطلوب ان لا يسمن قطاع، ولا يسمن فرد، وان سمنا، فهذا مؤقت حتى يأتي اوان اذابة اللحم والشحم معا.
ذات العين القادحة، قد تصحو غدا، فتكتشف ان لدينا الاف محلات الموبايلات كمشاريع صغيرة، فيتم اختراع ضريبة، وقد تصحو على باصات النقل المشترك، ويتم اختراع ضريبة، وقد تصحو على مزارعي التمر في وادي عربة فيتم اختراع ضريبة، والعين تتقلب بحثا عن كل سمين، قطاعا ام فردا، لتغزوه وتذيبه.
الناس يشعرون بالترصد، وان هناك من لا يريد لاي قطاع ان يقف على قدميه، فاذا وقف تركوه قليلا، ثم عادوا اليه فجأة ، والنتيجة تراجع اقتصادي وضيق شعبي، وتحول البيئة الى منفردة تأكل بعضها البعض.
كلما رأيتم قطاعا ازدهر، وكلما رأيتم محلا تجاريا ازدهر، فانتظروا قدوم اللعنة عليه، تحت مبررات كثيرة، لاننا بتنا نأكل بعضنا البعض، تحت رعاية العين القادحة!.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
31-10-2014 12:30 AM

هذا بالفعل ما حصل للكمنطقة الحرة في الزرقاء..فبعد ان ازدهرت واصبحت عمود فقري من اعمدة اقتصادات البلد وجذبت الالاف المستثمرين اردنيين وعراقيين وسوريين وغيرهم..خرج علينا فطاحل التخطيط في البلد بقرارات اعادتها الى المربع الاول!

2) تعليق بواسطة :
31-10-2014 09:49 AM

.
-- مقال مميز يصف حالا مستديما ,اما السبب فهو ما اقلقني لعقود بحثا عنه و أظنني وجدته .

-- الاردن كان خاضعا للسلطة العثمانية لمآت السنين و للبريطانيين بعدها لفترة وجيزه .

-- خلال تلك القرون نشأت طبقة من أهل البلاد التي تعمل تحت إمرة المحتل ولاؤها له تظلم الناس و تعيق نموهم و تسلب ارزاقهم بتعليمات و قوانين صممها المحتل لخدمة مصالحه و كانوا يعملون حسب اوامر يتلقونها من قادتهم و مدرائهم من جنسية المحتل و بالطبع يثابون على ولائهم و حزمهم ضد اهل وطنهم.

-- ذهب المحتل و لكن بقي الجهاز ذاته الذي بناه المحتل و استمر بنفس الفلسفة يهيمن على الناس و ارزاقها و يغير على مكتسباتها ليوزعها على كوادره و محاسيبهم بإمتيازات محصنة بقوانين يضعها من افرزه الجهاز ذاته للسلطة التشريعية .

-- ذهب المستعمر الخارجي فإستعمر البلد الجهاز الذي كان يعمل بخدمته .

و للاستاذ ماهر الاحترام و التقدير .

.

3) تعليق بواسطة :
31-10-2014 09:50 AM

لأن اقتصادنا يشبه تماما فرقة اوركسترا تعزف بدون مايسترو .فمثلا من المسؤول عن السياحة العلاجية الصحة أم السياحة والأثار . من المسؤول عن رفع اسعار الكهرباء للقطاع الصناعي وتحجيم قدراته وزير الصناعة أم وزير الطاقة . ومن المسؤول عن القطاع الفندقي السياحة أم المالية أم العمل. وغيرها . مطلوب نائب رئيس وزراء للشؤن الأقتصادية ينسق ويكون حلقة الوصل بين الكل وللكل.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012