أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


أين البديل الإسلامي؟!

بقلم : د.محمد ابو رمان
21-11-2014 01:38 AM
أنهت الحكومة، خلال الأسابيع الماضية، إعداد استراتيجية وطنية 'لمكافحة التطرف'، شاركت فيها وزارات ودوائر متعددة في الدولة. إلاّ أنّ هنالك تعتيماً كبيراً على مضامينها، وإصراراً على عدم تسريبها للإعلام.
في الأثناء، تزايد عدد التقارير الصحفية المنشورة في الصحف الغربية، عن استراتيجيات الأردن في مواجهة التطرف ونمو التيار المؤيد لتنظيم 'داعش'. وأغلب هذه التقارير يركّز على الإجراءات غير المعلنة، رسمياً، التي تقوم بها وزارة الأوقاف لضبط الخطاب الديني في المساجد، أو المؤتمرات والندوات التي تعقد تحت هذا البند، والمراحل التاريخية التي مرّت بها المقاربة الرسمية التي تتجاوز الشقّ الأمني، في هذا المجال، وتحديداً بعد تفجيرات عمان 2005، وكذلك ما سُنّ من تشريعات وقوانين متعلقة بالإفتاء ومكافحة الإرهاب، أو حتى 'رسالة عمان'، ومراجعة غير معلنة للمناهج الدراسية والتعليمية.. إلخ.
لكن النتيجة والمحصلة النهائية الماثلة أمامنا، تتمثّل في النجاح الأمني في منع تفجيرات وعمليات خطرة، والفشل السياسي والثقافي والإعلامي والفكري في بناء مقاربة بديلة. والسبب الرئيس في ذلك، كما أشرنا مرّات عديدة، يعود إلى محاولة القفز على الظروف والشروط الموضوعية التي تُنتج هذا الفكر وتدفع الشباب إليه دفعاً؛ سواء على الصعيد الإقليمي العام، أو حتى على الصعيد الداخلي!
لكن حتى إذا مارسنا القفز عن 'الأسباب' الجوهرية، كما تفعل الحكومة، ونظرنا إلى المقاربات المعدّة والجهود الهائلة التي يتم إهدارها في مؤتمرات وندوات ولجان لا تسمن ولا تغني من جوع، يظل هناك قصور وقصر نظر، أو عدم جديّة في التعامل مع هذه الظاهرة، لأنّ السؤال الجوهري الذي يتهرّب منه المسؤولون عند طرح هذا الموضوع: 'ما هو البديل؟'، فلا نجد جواباً مقنعاً عليه لديهم.
ليس الأمر بحاجة إلى تحليل أو تقديم حجج، لإدراك حجم تدهور وترهل المؤسسة الدينية الرسمية، وانفكاك الشراكة مع التيار الإسلامي 'الإخواني'، الذي وإن كان يصنّف في باب 'المعارضة السياسية'، إلاّ أنّه يمكن ضبط التعامل معه والتفاهم على نقاط جوهرية في الخطاب الديني والسياسي والثقافي، كما حدث عشية الانتخابات النيابية العام 2007، بين قيادته المعتدلة (المراقب العام السابق سالم الفلاحات) ورئيس الوزراء د. معروف البخيت؛ عندما وقّع الإخوان على وثيقة تاريخية تؤكد انحيازهم للقضايا الوطنية ورفض العنف والتكفير والإرهاب، والالتزام بالدستور. لكن، للأسف، ما حدث بعد ذلك أنّ الانتخابات تمّ تزويرها، فدفع 'الإخوان' المعتدلون ثمن ذلك عبر الإطاحة بهم من قبل تيار الصقور في الجماعة!
تاريخياً، أنشئت مؤسسة آل البيت، ثم جامعة آل البيت، لتأطير وتقديم وبناء الخطاب الإسلامي المستنير والمعتدل. وقاد الجامعة الدكتور المخضرم محمد عدنان البخيت بصورة رائعة في البداية، عبر تدريس المذاهب الإسلامية السبعة (بإضافة الاثني عشرية والزيدية والإباضية مع المذاهب السنية الأربعة)، ودمج كلية القانون بالشريعة، واستقطب خبرات من رموز ثقافية وفكرية معتدلة. لكن سطحية بعض السياسيين أدت إلى الإطاحة بهذا المشروع، الذي فقد اليوم فلسفته ورؤيته الأصلية!
في مرحلة سابقة، أيضاً، كانت مؤسسة الإفتاء في الجيش، ذات الطابع الصوفي الأشعري الشافعي، تقوم بدور كبير في تقديم خطاب إسلامي وطني، بقيادة الشيخ نوح القضاة والدكتور علي الفقير. وساهمت هذه المؤسسة في بناء بديل ديني مهم، وتخريج رموز على المستوى الوطني لها بصمتها. فأين الرموز الدينية الوطنية اليوم، التي تمتلك المصداقية ويسمع لها الشارع، وتستطيع تقديم البديل الذي حتى إن اختلفنا معه، إلا أنه يبقى خياراً فقهياً وفكرياً واجتماعياً أفضل لنا وللشباب الذي يجد حالة من الفراغ الكبير في هذا المجال، يملؤه التيار السلفي الجهادي!
المقال لم ينته، بل هو بحاجة إلى مجلدات. والحديث ذو شجون، لكن للأسف..
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-11-2014 04:47 PM

.
-- من أجمل ما قرأت منذ امد طويل , كل الشكر للدكتور محمد أبو رمان .

.

2) تعليق بواسطة :
21-11-2014 11:03 PM

البديل عند حزب الوسط الاسلامي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012