أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بالتزكية .. هيئة إدارية جديدة لنقابة تجار المواد الغذائية - اسماء الأمن يحذر من الغبار ويوجه رسالة للمتنزهين القوات المسلحة تنفذ 7 إنزالات جوية بمشاركة دولية على شمال قطاع غزة - صور الأردن: مخططات مقيتة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم بالأقصى توقيف موظف جمارك بتهمة اختلاس 48 ألف دينار كفالة 12.8 ألف سيارة منذ بدء تطبيق قرار الكفالة الإلزامية على المركبات مكافحة المخدرات تتعامل مع 6 قضايا نوعية وتلقي القبض على 7 أشخاص - صور العقبة الخاصة تحذر من موجة غبارية قادمة من شمال غرب مصر اردني يقتل زوجة والده ويلقي بجثتها ببئر والقضاء يقول كلمته اشتعال إطارات حافلة ركاب على الطريق الصحراوي استقرار أسعار الذهب في السوق المحلي حرمان 1600 طالب من التقدم للتوجيهي بسبب الغياب حالة تستطيع فيها سحب اشتراكاتك من الضمان الاجتماعي من 111 دولة.. 46 طالبا وطالبة يدرسون في الجامعات الأردنية الدوريات الخارجية: انتشار المحطات لضبط المتنزهين المخالفين
بحث
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


عندما تنتفض الشعوب

بقلم : علي فريحات
22-11-2014 10:36 AM
قدمت الثورة الشعبيه نموذجا فريدا ودرسا بالغا للشعوب والطغاة على السواء في كل مكان، فالشعوب عندما تستكين وتخنع تعطي الفرصة للطغاة لكي يستبدوا، أما عندما تنهض فليس هناك قوة على الأرض تستطيع منعها، فالجماهير العربيه التي ثارت لم تكن تملك في مواجهة الآلة الأمنية الرهيبة سوى إيمانها بقضيتها وهتافها (سلمية، سلمية)، لقد أقامت هذه الثورة البيضاء الحجة على الشعوب التي رضيت بالذل والهوان أنهم هم الذين يضعون أنفسهم حيث أرادوا. هذا درس الجماهير.
وهناك درس للطغاة بأنهم مهما طغوا وتجبروا فلا بد من يوم للحساب، لقد كان النظام التونسي من أعتى الأنظمة وكذلك النظام المصري وعلى الرغم من ذلك فإن مواجهتهم لم تستمر سوى أيام معدودة وسقطوا، 'فالله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته؛ لذلك وجب على كل طاغية جبار أن يراجع نفسه ويتعظ، فالسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه، فالنظام المصري عندما قامت الثورة التونسية لم يتعظ وظل يكرر مصر ليست تونس، الأوضاع مختلفة بين البلدين فكانت نهايته تكرار لنهاية النظام المستبد في تونس.
إن الله تعالى يريد أن يرينا في الديكتاتور المستبد الحديث آية كبرى كما أرانا في فرعون القديم آية، فلو تنحى منذ اليوم الأول لما عرفنا كل هذه الأمور، وربما ما انكشف إلا قليل من المستور، ولم نكن نعلم حجم الطغيان والجبروت المتملك من هذه الانظمه، ولكنه سبحانه يريد أن يرينا نموذجا فريدًا للديكتاتور الكامل الذي يقف أمام شعب بأكمله، شعب يكرهه ولا يريده، لكي يتعظ غيره وتنهض الشعوب ولا تقبل بالدنية.
كما كان في عناده فائدة أخرى للثورة فهي قد أخذت في النضج مع مرور الأيام وأخذت تفرز وتكشف معسكر النفاق الذين يلعبون على كل الحبال.
ان طبيعة العلاقة بين الفراعين والجماهير المستكينة: 'إنما هي الجماهير الغافلة الذلول، تمطي له ظهرها فيركب! وتمد له أعناقها فيجر! وتحني له رؤوسها فيستعلي! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى! والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة وخائفة من جهة أخرى. وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم. فالطاغية وهو فرد لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين، لو أنها شعرت بإنسانيتها وكرامتها وعزتها وحريتها. وكل فرد فيها هو كفء للطاغية من ناحية القوة، ولكن الطاغية يخدعها فيوهمها أنه يملك لها شيئاً! وما يمكن أن يطغى فرد في أمة كريمة أبداً. وما يمكن أن يطغى فرد في أمة رشيدة أبداً. وما يمكن أن يطغى فرد في أمة تعرف ربها وتؤمن به وتأبى أن تتعبد لواحد من خلقه لا يملك لها ضراً ولا رشداً! فأما فرعون فوجد في قومه من الغفلة ومن الذلة ومن خواء القلب من الإيمان، ما جرؤ به على قول هذه الكلمة الكافرة الفاجرة: 'أنا ربكم الأعلى' . . وما كان ليقولها أبدا لو وجد أمة واعية كريمة مؤمنة، تعرف أنه عبد ضعيف لا يقدر على شيء. وإن يسلبه الذباب شيئاً لا يستنقذ من الذباب شيئاً! وأمام هذا التطاول الوقح ، بعد الطغيان البشع ، تحركت القوة الكبرى : (فأخذه الله نكال الآخرة والأولى)'.
الثورة التونسية ومن بعدها المصرية تعطيان الأمل في تحولهما إلى مصدر إلهام لكل الشعوب الصابرة والتي تعاني التهميش، وتمدد تلك الروح الوثابة والجسورة والطامحة في الحرية والكرامة يمكن أن تحول العالم الإسلامي إلى فضاء الحرية والعدل والكرامة والإنسانية، محفوفة بقيم هذا الدين العظيم.
البعض قد يبدو متشائما من نتائج الثورات، ويتحدث عن الفوضى المصاحبة وعدم الاستقرار لكنها آلام المخاض، والمستقبل إن شاء الله سيكون مشرقا ليس لأن الثورة ستغير الأوضاع، لكن لأن الثورة هي نتاج لتغيير فعلي حصل في طبيعة الشخصية دفعها لكسر حاجز الخوف والنهوض.
كتب أريك هوفر مرة يقول 'يحسب الناس أن الثورة تأتي بالتغيير، لكن العكس هو الصحيح'. وقد صدق ذلك الفيلسوف الأميركي، فالتغيير هو الذي يأتي بالثورة: تغيير النفوس، والثقافة السياسية، والمعايير الأخلاقية.. ومما يبشر بخير تراكمُ تغييرٍ عميقٍ في نفوس شعوبنا وثقافتها خلال العقدين المنصرمين، وهو ما وضع الدول العربية على درب ديناميكية ثورية، لن تتوقف حتى تصل مداها وتؤتي أكلها'(1) والله غالب على أمره ولكن أكثر لا يعلمون.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-11-2014 04:25 PM

فلسفه الثوره تقوم على عدة اسس لعل اهمها امور ثلاثه :
الامر الاول ..الثوره وان تكتنفها الصعوبات الى انها ليست من رابع المستحيلات .
الامر الثاني ..الوعي المجتمعي (تشكيل الحاضنه الشعبيه) هو حجر الاساس لصنع الثوره.
الامر الثالث .. اعرف عدوك ، وادرس معوقات النجاح .

وعي الناس باسباب مآسيهم يكسر حاجز الخوف ، وعندها يصبح غالبية الافراد مستعدين للتضحيه ودفع ثمن التغيير !
التغيير يحتاج لشعب واعي ، مستعد للتضحيه ، وثلة من شرفاء الامه لتقود المسيره . من هنا نزجي التحيه للحراكات الشعبيه الحره الشريفه وعلى رأسهم المتقاعدون العسكريون .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012