أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب الضمان: إتاحة الانتساب الاختياري التكميلي لمن علق تأمين الشيخوخة خلال كورونا مدعوون للتعيين في وزارة الصحة - أسماء
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


أن تكون محترما يحببك الله

بقلم : شحاده أبو بقر
22-11-2014 10:40 AM
كلمة محترم هي اسم مفعول وتعني أن الآخرين يحترمون من يوصف بالمحترم ، والمحترم يتصف بسجايا إنسانية راقية بالضرورة تجعله أهلا لهذا الوصف ، والمحترمون ندرة في هذا الزمان المشتبك حتى مع ذاته ، حيث الطابع العام للحياة الإنسانية هو الصراع على مغانمها ، وبأساليب غير مشروعة ، فالناس في هذا الزمان في سباق محموم كل يبغي لنفسه دون سواه ، وعلى نحو يقول صراحة أن مخافة الله العزيز الجبار وتقواه سبحانه يندر وجودها وسط الزحام ، وأن شيمة الإيثار التى كانت أسمى درجات الإحترام في شخوص المؤثرين على انفسهم حتى ولو كان بهم خصاصة ، لم تعد سمة او ظاهرة على نحو كان ، لتحل محلها سمة مستجدة طارئة عنوانها الإستئثار وإن أمكن فبكل شئ .

صحيح أن العالم قد تحور وتغير وتطور ، لكن اسوأ ما في هذا التطور أنه كان السبب في إنهيار كثير من القيم الجليلة والجميلة ، لحساب قيم جديدة ، والفرق بين الإثنتين هو أن الأولى كانت قيما معنوية لا تقدر بثمن ، أما الثانية فقيم مادية محضة ، وإلا فما معنى قوله تعالى ً إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. ً ، والدفع هنا ليس ماديا ابدا وإنما هو دفع معنوي يطيب الخواطر ويحتوي الغضب ويدحر العداوات ، وأين الناس في هذا الزمان من هذا .

في بلادنا مثلا وفي زمن اردني جميل مضى ، كانت خاصية إحترام الآخر وهي إحترام للذات أصلا ، مفخرة يعتز بها العامة، وكان الدفع بالتي هي أحسن مبررا لوصف من يقاربها بالكبير ، والكبر هنا شيمة الرجال المحترمين الذين يتسامون فوق الاحقاد والضغائن ويبادرون بالطيب من القول والفعل ، فيكبرون فعلا في نظر حتى اكثر الناس كرها لهم ، والذين يشعرون في قرارة انفسهم بانهم صغار إذ يبادلهم الكبار السيئة بالحسنه ، والكبار هنا يلتزمون بما حضت عليه الأديان من حيث يدرون أو حتى لا يدرون .

كان. ً محمد. ً صلوات الله وسلامه عليه يقابل الإساءة بأحسن منها ، ولذلك برع في نشر الدعوة وإستحوذ على القلوب والعقول معا ، وهو القادر على أن يبطش بمن مارسوا بحقه ابشع صنوف العداء ، وحتى عندما عرض عليه الوحي أن يطبق عليهم الأخشبين ، أبى آملا ان يخرج الله من أصلابهم من يقيم الدين وهكذا كان ، ولا جدال ابدا في ان ما توفر ويتوفر عليه شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من قيم الإحترام ، لا يمكن أن يتوفر لبشر سواه .

لو جرب الناس كل الناس ، مقاربة الإحترام ليوم واحد ، لخلا ذلك اليوم من اية مشكلات او منغصات ولارتاحوا واراحوا، ولاستقامت الحياة كما يريدها الله جل في علاه ، ولفازوا برضاه سبحانه ، وقطعا فليس ذلك بالامر الصعب ابدا ، بل هو اقل مشقة من ان يكونوا على نقيضه ، مثلما فيه راحة للنفس ولنفوس العامة على حد سواء .

مشكلتنا بل مصيبتنا في مجتمعات العالم الثالث ، هي ان معظمنا يعيش حياته وحياة غيره ، فلا هو عاش ، ولا هو ترك غيره يعيش ، ولا هو إطمأن ولا ترك غيره يطمئن ، خلافا للعالم الآخر حيث الانسان لا شأن له بحياة غيره ، فلا نكد ولا تنغيص ولا تدخلات تفسد حياة الجميع ، وتجعلها مادة للقيل والقال والنفاق والحسد والتشفي والنميمة ، ويقينا لو عاش كل منا حياته دون التدخل السلبي في حياة غيره ، لعشنا جميعا سعداء ، والله اعلم ، الا أن الكثيرين منا ولسوء الحظ يهتمون سلبيا بحياة غيرهم اكثر ربما من إهتمامهم بحياتهم ، وهنا يفسد كل منا حياة الآخر ، ولا حول ولا قوة الا بالله .

لا أجمل ولا اعظم سوى الله سبحانه من أن يكون الفرد إنسانا محترما لذاته ولغيره ، ففي ذلك مرضاته جلت قدرته ، وإذا لم تكن غاية الإنسان في هذه االدنيا الفانية لا محالة هي مرضاة الله العظيم ، فمرضاة من إذا تكون ، والإحترام الحق هو ما كان للصغير والكبير في السن والسلطان على حد سواء ، اي هو الإحترام للانسان كإنسان بمعزل تام عن واقعه الاجتماعي والسياسي والمالي واي شأن آخر ، فلا كريم عند الله الا من اتقى ، وسبحانه إذ يقول إن اكرمكم عند الله أتقاكم . مؤكد أن الله يحب كل محترم ، وهو وحده تبارك وتعالى من وراء القصد .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012