أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


الميزان خربان

بقلم : ضيف الله قبيلات
23-11-2014 12:46 AM
دأبت الحكومات الفاسدة على حماية الفاسدين و اعلاء شأنهم كما دأبت على قمع الصالحين و اعتقالهم، وقد تطيح بخصوم الفاسدين الاقربين إن كانوا فاسدين مثلهم لأن الفاسدين الاقربين أولى بالمعروف .
كما تسن القوانين و التشريعات حسب الهوى لمصلحة عصابة الفساد و لحماية الفاسدين و منفعتهم ومن هذه القوانين ان الذي يشتم الذات الالهية أو يستهزئ بالسنة او يفطر في رمضان او يعاقر الخمر المحرمة بنص القرآن لا يعاقب وإن عوقب بشيء فسهل وغير رادع .
كما انه ليس في التعليمات الصادرة للأجهزة الامنية أمرا بتقديم شكوى بحق من يرتكب جريمة من هذه الجرائم ، ولو قام مواطن بتقديم شكوى على شخص مرتكب لجريمة من هذه الجرائم يقال له ' يا شيخ انت بدك تقيم الدين بمالطا ' او أن هذه مهمة الحق العام أومهمة الدولة .
اما من يشتم مسؤول في الدولة فتقبل الشكوى عليه من أي مواطن و يعتقل فورا و توجه له تهمة قدح المقامات أو إطالة اللسان أو تقويض النظام وكل ذلك بموجب مواد نص عليها القانون الذي فصلوه على هواهم و هوى فسادهم ومثل ذلك من يقول رأيه بزعيم عربي أو دولة صديقة .
لاحظ في ميزان النظام أن المسؤول أو الزعيم العربي أو الدولة الصديقة تشرع لهم القوانين لحمايتهم فيتم تقديسهم مع الأيام بسبب العقوبة الشديدة التي يتعرض لها من يعبّر عن رأيه فيهم ، أما من يسيء إلى الذات الالهية أو السنة النبوية أو يفطر في رمضان أو يعاقر الخمر فلا بأس عليه وصار شيئا عاديا مع الايام بسبب عدم وجود عقوبة رادعة في القانون.
بسبب هذا القانون و هذه التشريعات الفاسدة غير العادلة و بميزان النظام أصبح المسؤول العربي له قداسة أكثر من الله عز و جل ، و يخاف الناس من هذا المسؤول و أجهزته أكثر من خوفهم من الله ،
و يحترمون المسؤول و قانونه أكثر من احترامهم لله و قانونه .
أما في مجال الفساد و الفاسدين فتجد أن هذا النظام قد أطاح برئيس مجلس النواب السابق من أجل عيون البهلوان و أطاح بمدير المخابرات الاسبق من أجل عيون فريق الديجتال و أطاح برئيس هيئة مكافحة الفساد السابق من أجل عيون عمر المعاني و أطاح برئيس مجلس القضاء الاعلى السابق من أجل عيون أخرى.
ذلك لأن الفاسدين الاقربين أولى بالمعروف
وفي مجال آخر عُين فايز الطراونة رئيسا للديوان وعُين كامل محادين عينا في مجلس الاعيان و غيرهم ومثلهم كثيرون وذلك لاسباب يعلمها الشعب الاردني جيدا .
وهذا يعني في ميزان النظام أن من يضر بمصالح الوطن الداخلية و ينهب اموال الشعب الاردني هو في مأمن من العقوبة و سلام النظام عليه و روحه و ريحانه مثل وليد الكردي، أما من يعبّرعن رأيه في جهة خارج الوطن فهو ليس بمأمن من العقوبة طبعا بنص القانون الذي فصلوه على هواهم و هوى فسادهم ، وهذا يعني ايضا في ميزان النظام أن جهات خارج الوطن هي أهم و أعز و أقدس عند النظام من الوطن و اعز من مقدرات الوطن و أموال الشعب التي يعتدى عليها كل يوم من قبل الاقربين لهذا النظام .
وإن كان للشعب الاردني مصالح بمقدار 1% خارج الوطن يحرص عليها النظام بشدة فلماذا لا يحرص على 99% من مصالح الشعب داخل الوطن التي تركها دائما نهبا للفاسدين ... ألا ترون معي أن ميزان النظام خربان ؟.
وهذا يعني أن وطننا الأردن الغالي و شعبه المظلوم و طليعته الأسد زكي بن رشيد وكل معتقلي الرأي الأحرار أننا جميعا ضحية هذا الميزان الخربان .
ضيف الله قبيلات

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012