أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب صياغة مسودة تعليمات تتعلق بنظام دور الحضانة
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


أنفاس مصالحات فيينا لم تصلنا بعد..!!

بقلم : حسين الرواشدة
25-11-2014 12:40 AM
قلت في مقالة امس : ان المشاركين في مؤتمر “ ضد العنف باسم الدين” كانوا يتفاوضون مع انفسهم على الماضي فيما كان الايرانيون على مقربة منهم يتفاوضون مع الغرب على المستقبل، لكن حين تدقق في تفاصيل وجوه الحاضرين ، ناهيك عن كلماتهم ، تكتشف ان البحث عن المصالحة حتى مع الماضي يبدو املا بعيدا ، ان شئت وهما يصعب تحقيقه، فالدين الذي تصورنا انه حل تحول الى مشكلة ، يكفي ان عنوان اللقاء كان يشير الى ذلك، ما العمل اذا؟
جولة في شوارع فيينا قد ترشدك الى الجواب ، في منتصف المدينة تنتصب كاتدرائية القديس ستيفان ، وعلى بعد مسافة قصيرة منها تأخذك قدماك الى قصر الشونبرون الذي طرد منه اخر ملوك النمسا عام 1918، وحين تصعد الى برج المدينة الدوار على احد ضفاف الدانوب تطالعك صورة المدينة بالكامل ، فيينا التي حافـظت “ على صدارتها كأفضل مدينة في العالم من حيث جودة مستويات المعيشة من بين 215 مدينة عالمية، لو قيض لي ان اضع عنوانا للمشهد لقلت : انه المصالحة ، هذه التي تراها في وجوه الناس العابرين على الطرقات ،والامكنة التي جمعت التاريخ مع الحاضر، والنظام العام الذي تشعر وكأنه دين للجميع.
كنت بالطبع ابحث بين ردهات المؤتمر عن صدى انفاس فيينا التي تصالحت بعد حروبها وصراعاتها المدمرة ، لكنني وجدت انفاسا اخرى ،صحيح ان المسلمين والمسيحيين وكذلك البوذيين الذي شاركوا في المؤتمر افاضوا بالحديث عن اخلاقيات الاديان والشرائع وصحيح ان تنظيم المؤتمر كان متقنا ومدهشا ايضا ، وصحيح ان “الالم “ وحد الجميع على ضرورة الخروج من المحنة التاريخية ، لكن الصحيح انه لا يوجد لدى اي طرف - لا الديني ولا السياسي -اية رغبة في ان يتنازل او يتصالح ، هذه مشكلتنا في عالمنا العربي المبتلى منذ قرون بصراعات الاديان والمذاهب والطوائف، لا احد يريد ان يعترف بان الطريق الى الخلاص يمر من بوابة الديمقراطية ، رغم اننا نغبط هؤلاء النمساويين عليها ، ولا احد يريد ان تتحول هذه الممالك المتناثرة الى دول حقيقية يتداول فيها الناس امور دنياهم ( اليسوا هم الاعلم بها؟) الكل يدعو الى التغيير لكن بشرط ان يبقى الحال على ما هو عليه دون ان يخسر شيئا.
شعرت بان خطابنا ضد العنف والتطرف لم يجد اي صدى طيب في اوساط الاعلام هناك؟ ربما كانت القنبلة التي فجرتها تصريحات حول قضية الاعدام في بعض دولنا العربية سببا في ذلك، لكنني اشفقت على علمائنا وهو يستبسلون في رفض العنف باسم الدين بينما واقعنا كله يخضع لهذه المعادلة ، كيف يمكن ان نقنع الاخر باننا نحارب التطرف ونحن ما نزال نتعامل مع شعوبنا بمزيد من القمع والقسوة ، كيف يمكن ان نمنع الشباب من الوقوع في غواية التطرف وهم مطرودون من المشاركة السياسية ومن عوائد التنمية ومن فضاءات الحرية والكرامة الانسانية ، لا ادري.
السؤال عن علاقة الدين بالدولة كان مطروحا داخل المؤتمر وخلف الكواليس ايضا ، فاجأني احد المرجعيات الشيعية العربية حين دعا الى فصل الدين عن الدولة تماما ، لكن احد المرجعيات المسيحية رد بضرورة ان تكون العلاقة قائمة بينهما على اساس الانسجام لا الانفصال، لكن ماذا عن الاسلام السياسي ؟ اعتقد ان معظم من سمعتهم اتفقوا على ان الاسلام السياسي سيشهد مزيدا من التراجع ، وان العاملين فيه سيواجهون مزيدا من الحصار والتضييق ، احدهم قال لي : هدف التحالف اليوم بعد اجهاض الثورات العربية هو دفع الاسلام السياسي الى الوراء ، لكن هذا سيحتاج الى اعادة هيكلة لوظيفة الدين ، ربما تنجح اذا ما انتصر دعاة الاسلام الاخلاقي في اقناع الناس بذلك ، لكن اذا فشلت فان التطرف سيكون هو المنتصر.
في بيت سفيرنا حسام الحسيني الذي دعانا للعشاء وجدنا، سماحة المفتي العام للمملكة وامين الافتاء الدكتور محمد الخلايلة والاب نبيل حداد وانا، ان ثمة فرصة لحديث طويل حول قضايانا المحلية، لا يخفى بالطبع ان سفيرنا مشغول بمتابعة شؤون الاردنيين في اربعة دول اخرى بالاضافة الى النمسا، تحدثنا عن المشروع النووي الاردني ، وعن عزوف الاردنيين عن تسجيل اسمائهم لدى السفارة ، وعن التجربة الاردنية في مواجهة التطرف ، وعن الفتاوى ، وعن النمسا التي خرجت من بئر الازمات والحروب الى دنيا الرفاهية ، قلت : ما نحتاجه اليوم هو المضي في الاصلاح، هذا هو الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله ان نعبر الى بر السلامة ، كان السفير لبقا بما يكفي لتطميننا بان صورتنا هنا على افضل ما يكون ، وبان تجربتنا في الاصلاح التدريجي سوف تنجح كما نجحت في بلدان غيرنا .
كان جو فيينا الغائم والماطر، وليلها الطويل ،وشوارعها التي تزينت للاحتفال بالعيد فرصة لنا ايضا لنتجول ونتعلم :الناس هناك يركضون ويتسوقون ووجوهم مسفرة، السيارات تنتظم السير دون ازعاج ولا ازمات خانقة، القطار الكهربائي وشبكات الترام تحت النهر والدراجات الهوائية التي توزع مجانا على الراغبين في التجول تجعل المرور بلا اي مشاكل، القوانين التي يلتزم بها الجميع والاخرى التي تسعدهم وتشعرهم بالمساواة والحياة السعيدة ، تذكرت بلداننا العربية التي يغطي وجهها سواد الحروب وتلفحها رياح الحزن والكراهية قلت : يا الهي متى تستعيد بلداننا عافيتها ؟ متى نشعر مثل غيرنا بالفرح ؟ متى نفيق من هذا الكابوس ويكون لنا -مثل غيرنا من الشعوب - احلام ننتظرها وآمال نتعلق بها ؟ متى نودع عصر التخلف ونعيش كما يعيش البشر بامان وسلام ومحبة ووئام..متى؟
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-11-2014 02:51 AM

زياره لك لعدة ايام واصابك ما اصابك من مفارقات ومقارنات تتعجب لها . فما بالك بمن درس وعمل وعاش بمجتمع مشابه من لاكثر من 35 عام . لكن بنظري غاب عنك امر اساسي لحزنك و لمقارناتك وتساؤلاتك لا دخل للاديان فيها ولا لعادات الشعوب وتقاليدها ومستوى ذكائها وعلمها وثقافتها ولا لفساد مسؤوليها ولا حتى للديمقراطيه التي نتوهم انها مثاليه في تطبقها عندهم .
مشكلتنا بسياسة الغرب التي اقنعوا بل واجبروا حكامنا اتباعها مع شعوبهم بحجة بقاء حكمهم وامتداده ، وهي تجويع الشعب لينشغل بلقمته ويبتعد عن السياسة هذا هو المفهوم اللعين المطبق ، لكن في الغرب الامر مخالف الكل راضي بواقعة وعايش والقله القليله من يهتم بالسياسه فهو مؤمن بمسكن ان كان غير قادر وبتقاعد ومؤمن طبيا ويتلقى راتب اذا كان عاطلا عن العمل ومدارس ومصاريف ابنائه وجامعاتهم تتحملها الدولة كل هذا في مدروس في الحدود الدنيويه لاحتياج الفرد ومن هنا ياتي كفاج الشخص بتحسين مستواه وزيادة دخله وعندها ترتب الضرائب على دخله وهذه الضرائب التي تجمع تصرف على توفير الحدود الدنيويه للمحتاجين !! لهذا تجد المواطن مرتاح ومتسامح وراضي عن وضعة ولا يحسد نجاح غيره لانه مقتنع ان جهده لا يوازيه . اما عندنا النظرة تختلف والفرص لا عدالة بتوزيعها و المعونه تسرق .. والتجويع والتهميش وضرائب قائمة .. وقس نتائجها وامراضها على المجتمع . هذه السياسة في المجتمعات العربيه يجب التتغير واستمرارها لا تعني استمرار حكامها في ظل عالم السرعة والاتصالات والفضائيات والاضطلاع على الثقافات . لهذا قوى الغرب في سباق محموم ومدمر لصحوة الشعوب باثارة الفتن والحروب الدينيه والطائفيه الطاحنه والمستمره طويلا ... وباسم الحقوق والعدالة والحرية والديمقراطيه . ليبقى التخلف سائدا و يبقى هو متربع على عرش السيطرة والقوه .. يقيل طاغيه وينصب طاغية حتى اشعار اخر . ويبقى مثقفينا وخبرائنا وعلمائنا يحللوا المخططات والسياسات واقوال الزعماء وتناحر الطوائف والبحث عن الهوية .. وسياسة العدو الغاشم والبحث عن الصور والمآئر والبطولات التاريخية ... والاجتماعات في فينا ....

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012