أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


ثورات قناة الجزيرة

02-02-2011 08:15 AM
كل الاردن -

 

 
 د.آية عبد الله الأسمر
 
مع التطور الإعلامي الهائل الذي حدث في القرن الواحد والعشرين، تحولت وسائل الإعلام وأدواته إلى وسيلة اتصال هامة ما بين الشعوب والأمم، ولم يعد المواطن اليوم يكتفي بمتابعة القناة الرسمية لبلده والتي تتبنى دائما وجهة نظر النظام الحاكم وتفصّل برامجها على مقاسه، وتخضع باستمرار لرقابة المسئولين الذين يهمّهم جدا الحفاظ على استقرار الأوضاع الداخلية حتى وإن كانت تلك الأوضاع على فوهة بركان.
 
عندما ظهرت قناة الجزيرة كأول قناة إخبارية عربية قبل حوالي أربعة عشر عاما أثلجت صدور مشاهديها بما تبثه من أخبار عزّ على المواطن العربي مشاهدتها على قناة أخرى، ثم تطورت القناة بشكل ملحوظ لتغير مجرى الحياة السياسية في المنطقة وتتحوّل إلى قناة إخبارية محشوة لا بآخر الأخبار فحسب، بل بالبرامج الإخبارية والسياسية والاقتصادية والرياضية لتتحوّل بذلك إلى أهم وسيلة اتصال يعتمد عليها المواطن العربي في فهمه للأحداث من حوله، خاصة أنها تعمل بصورة ذكية تتفوق على غيرها من القنوات بشكل الطرح الحيادي والتعبير الحر، بل إنها شكّلت منعطفا حاد ومهما في مسيرة الإعلام العربي عموما، وتحررت من أسوار نقل الخبر وتحليله لتشارك في صياغة الحدث وتداعياته.
 
 نحن نعلم جيدا أن قناة الجزيرة تبث من الدوحة في دولة قطر، كما نعلم أيضا أن قطر من الدول التي هرولت في سباق التطبيع مع العدو الإسرائيلي، وهي حليفا قويا وشريكا استراتيجيا للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وهذا وحده كفيلا بأن يسحب من قناة الجزيرة كل بطاقات الاعتماد والصدق والنزاهة والوطنية التي ينشدها المواطن العربي المؤمن بقضيته العربية الكبرى، إلا أننا نعترف بأنها القناة العربية الإخبارية الوحيدة التي تنجز عملها بإتقان من حيث محاولتها الناجحة في عدم تبني وجهة نظر نظام معيّن أو جهة محددة بصورة تفضح تحيزها، وهذا ما لم تتمكن القنوات الإخبارية الأخرى من تجنبه أو على الأقل مداراته ومواربته.
 
ننتقد دوما قناة الجزيرة لكونها تعتمد على الإثارة في جذب المشاهدين، وهذا وإن كان عاملا أساسيا من عوامل نجاح كل الوسائل الإعلامية بما فيها الوسائل المقروءة والمسموعة، إلا أننا نذم محاولاتها التي يرتئي البعض أنها تخرج من نطاق الإثارة والتشويق إلى إثارة القلاقل وإشاعة الفتن ما بين الدول العربية، بل وتغرس بذور الشك والفرقة وعدم الثقة ما بين الشعوب العربية، وتشكك في ذمة دولة وفي عروبة الأخرى، وتفضح ما ترغب هي في فضحه من وثائق أو أنظمة أو شخصيات سياسية، وقد كتبت في وقت سابق مقالا أنتقد فيه هجوم قناة الجزيرة المتكرر على الأردن، ذلك أننا كدول وحكومات وشعوب عربية كلنا في الهم شرق ولا معنى هادف أو غرض يرجى من محاولة التنظير على نظام هنا أو اتهام نظام هناك، لأن الأنظمة العربية جميعها معلّقة على نوافذ زجاجية هشة أمام حجارة الآخرين، وكلها متورطة فيما آلت إليه الأوضاع المتفجرة في المنطقة سواء على الصعيد الداخلي المحلي لكل دولة أو على الصعيد الخارجي في معركتنا مع العدو، والأجدر بنا أن نعي عدونا الأساسي المتمثل في عدة مفاهيم من ضمنها الفتنة والفرقة والصهيونية والديكتاتورية والفساد، عوضا عن النبش في الأوراق الصفراء وتوزيع الاتهامات.
 
اليوم قناة الجزيرة بشبكتها الواسعة لا تحتاج إلى الاعتماد على الديماغوجيا الإعلامية من أجل الترويج لنفسها، خاصة بعد أحداث تونس ومظاهرات مصر التي أثبتت خلالهما الجزيرة تفوّقا حصريا لا في نقل ما يحدث داخل تلكما الدولتين فحسب، بل لقد تحوّلت القناة إلى مقر عمليات لثورة مصر الأمر الذي جعل النظام المتهالك هناك يقطع بثّها من قمر النايلسات، بعدما فشلت محاولاته القمعية في التعتيم حول ما يجري في مصر من مظاهرات تطالب بالحرية وبالهواء النقي بعد ثلاثين عام من الظلم والفساد والاستبداد والنهب المنظم لثروات البلاد على يد سلطته وبإدارتها.
 
كل ما حدث في تونس من مظاهرات وثورة عارمة قذفت برئيسها إلى غياهب الملاجئ كشفته لنا الجزيرة، وكل ما يجري الآن على الساحة المصرية تنقله لنا الجزيرة سواء من خلال قناتها الفضائية أو من خلال الإنترنت على الجزيرة نت، بل إنها تعمل كشبكة اتصال ما بين المتظاهرين في الداخل والمناصرين في الخارج لتطلعهم على آخر التطورات والمستجدات وتحضّرهم للقادم وتخبرهم بالخطوة التالية، كما وأنها تطلعنا على مواقف وآراء دول العالم من الثورات العارمة وموجات الاحتجاج العنيفة التي بدأت تحبو على أرض المنطقة.
 
لا أعتقد أنني أروّج هنا للقناة لأنني وكما أسلفت أعيب عليها الكثير مما تقوم به من دور سياسي خطير يفوق بكثير دورها الإعلامي، وما زلت أشكك في نواياها وتوجهاتها السياسية إلا أنني أؤمن أننا بالرغم من كل هذا وذاك ما زلنا نتابع تفاصيل الأحداث من خلالها، ونبحث في أروقة القنوات عن برامجها السياسية والحوارية كالملف مثلا وما وراء الخبر وحصاد الأسبوع وشاهد على العصر وفي العمق وحوار مفتوح، والتي تزيد وتدعم وتطور وتعمق الوعي السياسي لدى المواطن العربي من خلال مناقشة الأحداث بموضوعية وعمق ووضوح، ومن خلال طرح كل الأوراق النقاشية على طاولة واحدة للنقاش والبحث والتمحيص بشكل يسمح للمتابع والمتلقي بأن يكوّن فكرة شاملة ومتعددة الأبعاد ومختلفة الاتجاهات عن الحدث المثار أو موضوع النقاش.
 
قناة الجزيرة اليوم نزلت من كرسي السلطة ولم تعد تأبه بأنظمة الحكم وأصبحت تتحدث بلسان الشعب، وأعتقد أنه يمكن التغاضي عن دوافعها الخفية لبعض الوقت طالما أنها تحقق لنا مكاسب معرفية هامة وحساسة في مرحلة حرجة ودقيقة وخطيرة من مراحل حياة الأمة العربية ونقطة تحوّل أساسية وهامة وحاسمة في تاريخ الشعب العربي، قناة الجزيرة اليوم تتحدث بلغة شعبية لا بلغة رسمية ونحن ننتظر منذ عقود من يتحدث بلغتنا لغة الشعوب.       
 
 
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-02-2011 01:39 PM

الفاضله د.آيه,

1 - لو ان قناة الجزيرة نقلت اخبار تفجيرات عمان دون التبرع بتعليقات من نوع ( هذا ومن المعروف ان تلك الفنادق هي المفضله للاسرائليين و المريكان) قبل ان يعلن تنظيم القاعده مسؤوليته عن الهجمات و يستخدم نفس العبارات.

2 - لو ان قناة الجزيره تحدثت عن نقل الاسلحة و الذخائر من قاعدة العديد الجوية الى اسرائيل عام 2006 خلال حربها على لبنان لقلنا انهم اصحاب مواقف واضحه و ثابته و اعلاميون غير موجهين.

3 - لو ان قناة الجزيره عرضت صور سمو الشيخ في ناتانيا اثناء الحرب في 2006.

4 - لو ان الجزيره تتحدث عن التطبيع بين قطر و اسرائيل.

و هناك الكثير من هذه النقاط.

المنطلق واحد عند الجزيره و تستخدم مقاربه الجميع يعرفها (غماز الى اليمين و حركه الى اليسار) .

الشارع التونسي كان يتابع الاحداث من خلال محطات فضائيه فرنسيه و ليس من خلال الجزيره.

في النهايه (اهلا جزيره).

2) تعليق بواسطة :
02-02-2011 03:06 PM

القناه الاولى في العالم الجزيره بدون منافسه الله يعطيهم العافيه

3) تعليق بواسطة :
02-02-2011 04:40 PM

انا مع التغاضي عن بعض القضايا للجزيرة الان هي الى جانب الشعب

4) تعليق بواسطة :
02-02-2011 04:43 PM

القناة الوحيدة التي تنقل صورة الاوضاع , والقناة التي تكشف الكثير الكثير للمواطن العربي.
القناة الوحيدة التي تعري , وتسمح للرأي الاخر بالرد.
و85 % من المتابعين للاوضاع والاخبار يتابعون فقط الجزيرة.
بالله عليك ايتها الكاتبة على اي قناة تتابعين احداث مصر الان ,,,,,
اتحداك وغيرك : على الجزيرة.

5) تعليق بواسطة :
02-02-2011 04:48 PM

فاذا كان لدى قطر الجزيرة فان لدينا عشرين جزيرة ممثلة بمواقع الكترونية ودخلت نطاق العالمية فان لم تكن لدينا قدرة على انشاء قناة فضائية بحجم الجزيرة للرد فاننا قادرون على اتاحة الفرصة لهذا الاعلام الجديد لينتشر ويصبح مؤثرا لا ان نحاربه ونحاول تجفيف منابعه وكأنه اصبح العدو اللدود لهذه الحكومة او غيرها .. لا يهم الجزيرة ردنا على ردحهم في صحفنا الورقية التي لا يقرأها احد الا في الاردن ما سيخيف الجزيرة وغيرها ان حاولت ان تسيء للاردن هو ان ترى اعلامنا قويا وقويا جدا للرد على مبدأ العين بالعين والسن بالسن...

6) تعليق بواسطة :
02-02-2011 05:46 PM

الدكتورة المحترمة تحية
لي تحفظات عدة على الجزيرة ولكنها بلا شك وسيلة الاعلام العربية الأولى في التأثير أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا .

7) تعليق بواسطة :
02-02-2011 05:52 PM

أتوجه بالشكر الجزيل لمنارة الحرية وقبلة الإعلام قناة الجزيرة رغم تحفظنا على بعض برامجها المستفزة التي لم تعد مجرد قناة فضائية تقدم مادة إخبارية، بل انتقلت لتصبح لاعب رئيس وشريك أساسي في ما يحدث من أحداث في تونس ومصر، وساهمت بشكل كبير في ما حصل للآن، فبعدما غطت بحرفية ومهنية عالية أحداث تونس وحركت من خلالها كل الشعوب المحرومة، انتقلت لتصبح قناة الاتصال بين المصرين بعد أن تقطعت بهم السبل بعدما قطعت الحكومة عنهم وسائل الاتصال كافة، ولا يمكن لأي إنسان في رأسه عقل وغير مبرمج إلا أن ينحني احتراماً لهذه القناة التي سبقت الجميع ونقلت لنا ما يجري في مصر لحظة بلحظة وقبلها كشفت لنا فساد السلطة، ولا يجب أن نلومها على فضحها ونشرها للغسيل القذر بل يجب أن نلوم أصحاب الغسيل القذر أنفسهم.

8) تعليق بواسطة :
02-02-2011 08:18 PM

مما لاشك فيه ان الجزيرة اقوى وسيلة اعلامية في المنطقة ,وقام بتأسيسها ديفيد كيمحي وذلك لمعرفتهم ان الاحداث الساخنة والصراع سينتقل الى منطقتنا بعد انتهاء الحرب الباردة وفعلا بدا في افغانستان فالعراق ففلسطين ولبنان وما زلنا نشهد سخونة الاحداث لدينا,وطبعا لابد من مراسلين وطاقم من ابناء المنطقة ليديروا العملية بأشراف امريكي صهيوني وحسب مصالحهم

9) تعليق بواسطة :
03-02-2011 12:02 AM

تحية - شكرا للأستاذة الكاتبة - لا شكبأن الجزيرة قناة اعلامية رائدة ، لكنها تفنقد للحيادية في معظم الأحيان - هل نشرت الجزيرة زيارة ليفتي (رئيسة وزراء اسرائيل)لقناة الجزيرة في 15 - 04 -2008 و لقائها مع مديرها السيد وضاح خنفر (المسؤول الحمساوي السابق) و ما هي أسباب الزيارة و بماذا تباحثوا !!، هل نشرت الجزيرة صور شمعون بيريز و هو يتسوق في أسواق قطر و يتحدث مع الباعة في الشارع و يصافحهم ، لو حصلت في عمان لوضعتها الجزيرة في كل فاصل اعلامي بين النشرات !! ابن جلا

10) تعليق بواسطة :
03-02-2011 01:24 AM

وليد وحد الله

11) تعليق بواسطة :
03-02-2011 03:40 AM

السيده الكاتبه تتناقض مع نفسها من خلال مقالها اعلاه ، وهي من اصحاب نظرية التشكيك والاجنده الخارجيه التي عفى عليها الزمن ، سؤال هل هناك في العالم العربي قناه على مستوى 1% من الجزيره ، وهل هناك مهنيون في القنوات العربيه علة مستوى مهنية اعلامي قنوات الجزيره ، واذكرك سيدتي ان هناك دول عربيه تقيم علاقات دبلوماسيه كامله مع العدو وتعاقب من يريد مس هذا العدو
وتعليقي على قول احد الاخوه ان اعلامنا هو من خلال صحافتنا ، اقول له ان اغلب من يقرأون الصحف الاردنيه فقط من اجل قراءة صفحة الواجبات ، لأن اعلامنا متأخر عن العالم بعشرات السنين ، وبكل اسف ان بعض المواقع الالكترونيه الاردنيه تركز على اقليميه بغيضه

12) تعليق بواسطة :
03-02-2011 07:16 AM

حقيقة اثني على العماني في التعليق الاول واضيف ان هنالك ثأر بين من يعد ويحرر اخبار وتعليقات الجزيره ضد بلدي.
نستشعره جميعا والاجمل من ذلك ان ابناء جلدتنا هم اول الجلادين واقول ذلك من تجربه شخصيه عشتها في قطر

13) تعليق بواسطة :
03-02-2011 11:24 AM

كل الحقد مرده الى رفض الاردن لتكون هذه المحطه الصهيونيه على اراضيه
فقد عرض مؤسسو القناه بان تكون في الاردن قبل ان يتلقفها اصحاب الشواريخ والاسنان الصفر وكأنهم قد حصلوا على غنيمه كبرى......ز

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012