أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


إنها لثورة شعب

08-02-2011 10:28 AM
كل الاردن -

 

عبدالهادي الراجح

 

في تونس أصدر السياسي المعروف المنصف المرزوقي كتاباً جديداً أسماه الاستقلال الثاني، كتبت عنه إحدى المجلات موجزة أهم ما جاء في ذلك الكتاب، إن الأمة العربية تعيش الآن مرحلة الاستقلال الثاني من عملاء الاستعمار، والحقيقة إن هذا الكتاب غير بعيد عن الحقيقة والواقع الذي نعيشه، ولو تأملنا ما حدث مع الثورة التونسية وشقيقتها المصرية، في الثورة الأولى تفاجأ العالم أجمع على قيام الثورة التونسية والقائمين عليها شباب في عمر الزهور، أغلبهم غير مسيس، وانتفض هؤلاء الشباب ليواجهوا بصدورهم العارية بلطجة رجال أمن زين الشيالين غير مختلفين بسقوط الشهداء حتى هرب الطاغية، وتحلل جهاز أمنه الضخم، وإذا هو أهون من بيت العنكبوت، ولقد شكلت سقوط الصنم التونسي صدمة شديدة لأقرانه من عرب الاعتلال، الذين لا يختلفون عنه شيئاً، بل إنه شكل لهم ولأسيادهم في البيت الأسود النموذج المطلوب للأمن، وكانت تونس هي المكان الآمن لكل وزراء الداخلية العرب، الذين يمثلون اسيادهم لمحنطين في عواصمنا العربية، وما هي إلا أيام بعد نجاح الثورة التونسية وانتقلت انفلونزا الثورة لمصر التي كانت على ما يبدو جاهزة بحكم النظام الديكتاتوري المستبد، الذي جمد كل شيء جميل في مصر، وحكم بقانون الطوارئ الإرهابي، الذي سقط الالاف من ضحاياه منذ العمل به بعد مقتل الخائن أنور السادات عام 1981، على يد خيرت رجالات مصر من أبناء القوات المسلحة، يأتي بعد ذلك ديكتاتور أشد وأسوأ من يهوذا الاسخريوطي المسمى أنور السادات، واستمر حكم هذا الطاغية حسني مبارك بالنار والحديد وقانون الطوارئ حتى اليوم.

وجاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير لتعيد مصر الحرة العربية للواجهة، وإذا بها حديث العالم، بفضل هؤلاء الشباب حتى يعلم الجميع أن الأمة العربية ولاّدة ومصر على رأسها، وهذا البلد العظيم مصر بتاريخه الممتد أكثر من سبع آلاف عام ليس مستكيناً وخانعاً كما يصوره نظام حسني مبارك.

لقد ارتكب قوات أمن مبارك جرائم يندي لها الجبين الإنسان، وقد رأها العالم باجمع بالصورة والصوت من خلال تلك الثورة المباركة ولا داعي لذكر التفاصيل، ولكن الشباب المؤمن بالله وبوطنه وأمته واجههم بصدورهم العارية، إنه الشباب العظيم الذي أعاد لنا مصرنا الحبيبة، مصر التي قادت حركات التحرر في خمسينات وستينات القرن الماضي، بفضلها ارتفعت رايات الحرية والاستقلال على كل بلد عربي، وحتى وصل فضلها للقارات الثلاثة أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، ومن الملفت للانتباه كان موقف العالم الذي يدعي التمدن والحضارة وعلى رأسه أمريكا، حيث وقف هذا العالم الغربي بقيادة أمريكا موقفاً مشبوهاً في دعم المجرم زين الشيالين، حتى سقطت كل أجهزته قبل هروبه المخزي، ليقول أوباما بعد ذلك إنه يقدر ثورة الشعب التونسي، وما أن قامت الثورة المصرية وامريكا الصهيونية في واشنطن وتل الربيع المحتلة تعمل غاية جهدها للتآمر على هذه الثورة، ومحاولة إفراغها من مضمونها الوطني والقومي، وإرجاع مصر لبيت الطاعة، لأن الصهاينة يعلموا إن أي ثورة وطنية ستعيد مصر لذاتها ومحيطها وتاريخها العربي، حتى وصل لأمر بالمبعوث الأمريكي أن يقول متدخلاً -بكل وقاحة سياسية- في الشؤون الداخلية لمصر (أن أمريكا تؤيد أن يكمل مبارك دورته وبعد ذلك الدعوة للانتخابات) بمعنى أن حزب المنتفعين بالسلطة الذي تفكك قبل أن ينهار النظام، هو من سيدير تلك لانتخابات المزعومة، مع أن صرخات الجماهير العظيمة في ميدان الحرية كانت واضحة حيث لا حل إلا برحيل مبارك، ذلك الميدان الذي منه ستنطلق شعلة الحرية والنور لكل فئات العرب المتعطشة لماء الحياة والديمقراطية والكرامة الإنسانية.

وعلى أهل الكهف أن لا يتحدوا حركة التاريخ وحواره مع الأجيال الذي تجاوزهم، وهم في مغارة أهل الكهف نائمون، وعليهم أن يعلموا إن أول من سيتخلى عنهم أسيادهم الصهاينة الأمريكان، ولهم في شاه إيران وزين الشيالين العبرة والموعظة ولكنهم لا يقرأون، ولا عزاء للصامتين بعد اليوم.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-02-2011 12:29 PM

مقال رائع وأعخبني التشبيه بأهل الكهف ... ولكن يا ترى من هم أهل الكهف ؟ أهم القادة الذين دخلوا كهف السلطة ولا يريدون الخروج منه , أم هم الشعوب التي دخلت كهوف الجهل والظلم والإستعمار والفقر والخنوع وبقيت عشرات السنين وقد تمتد إلى مئات السنين دون أن تصحوا من سباتها العميق ؟

2) تعليق بواسطة :
08-02-2011 04:56 PM

اعجبني جدا هذا المقال وهو صرخه اشعر بصدق كاتبها الذي سبق وان نكلت به حكومات الفساد تحيه للاستاذ عبدالهادي الراجح ولكل صاحب قلموموقف حر لا يعرف المتاجره وشكرا لموقع كل الاردن وكل الاقلام الشريفه به وبكل اعلامنا الذي اتمنى انيصبح كله وطني

3) تعليق بواسطة :
09-02-2011 08:19 AM

ثوره ثوره ثوره حتى النصر ان شاء الله على امريكا وكل عملاءها في المنطقه الذين ارتعدت مفاصلهم بعد الثوره التونسيه تصوروا ما قالته صحيفه ايدعوت احرنوت بعد قيام الثوره المصريه الاردن والسعوديه والامارات العربيه واسرائيل يطالبوا امريكا بدعم نظام العميل حسني مبارك وهذا ما ذكرته محطه روسيا اليوم من اقوال الصحف وماذا بعد

4) تعليق بواسطة :
09-02-2011 09:32 AM

اطمئن يا عبدالهادي الامه ولاده والتغير الحقيقي قادم لا محاله وسيبك من تنابل السلاطين هولاء لا يعنيهم الا مصالحهم وسيكنسهم الشعب مع اسيادهم

5) تعليق بواسطة :
10-02-2011 01:47 PM

لو امعنا النظر اليوم بكل ما يجري في اغلب بلدان العالم العربي يدرك ادراك اليقين انه النهوض الاخير ولكنهم لا يتعظون. هذي شهوة الحكم فهم بهم شهوة للجكم كشهوة الحبلى اذا اعتراها الوحام.

واقول لشخداء مصر العظيمة:
سلام على ابطال واجداثهم عطر التحيات ومسك الختام

6) تعليق بواسطة :
10-02-2011 05:41 PM

التغيير قادم ولكن من يفهم هذه الحقيقة ...لابد من تغيير سليم صحيح يقض مضاجع بني صهيون الذين اســـتأســـدوا في ديارنا فأصبح العرب مجرد أصفار في نظر الأمم الأخرى

7) تعليق بواسطة :
11-02-2011 08:21 AM

أقولها بجملة مختصرة هذه هي نهاية لكل من يترك حضن شعبه ويجلس في حضن اعداءه فقد كانت نهاية السادات كفيلة بذلك الذي قتل رغم حماية امريكا له وكذلك شاه ايران الذي أول من تنكر له كانت امريكا وزين الشياليين الذي اول من تخلى عنه اسياده الامريكيين والفرنسيين والقائمة تطول والتاريخ كله عبر ولكن البعض لا يقرأ ولا يستوعب دروس التاريخ .

8) تعليق بواسطة :
11-02-2011 08:53 AM

اعداء التغير هم اعداء الشعب والحكومات هي من يصنع الفتن يا اخي من بدايه الثوره المصريه لم نسمع بحادت طائفي واحد رغم اختفاء ما يسملا بقوى الامن التي اثبتت انها امن النظام ومقال على الوجع يا الراجح

9) تعليق بواسطة :
12-02-2011 09:52 AM

نشكر الكاتب التقدمي المعروف عبدالهادي الراجح على هدا المقال الذي هو صرخه في وجهه الظلم والاستبداد ونداء اصلاحي حقيقي لكل المعنيين الاصلاح ام الثوره ولكن اشك ان حكومات راس اتدالها حسني مبارك ستقراء والثوره قادمه والمستقبل لشعبوب وليس للمحافظين الجدد من انظمه ومثقفين

10) تعليق بواسطة :
12-02-2011 10:11 AM

عاشت مصر حره عربيه والف داهيه لمبارك ونظامه وحكمه لقد انتهى عصر العبوديه المتمثل في مبارك وحكمه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012