أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


يجب أن نجتاز الامتحان

بقلم : شحاده أبو بقر
01-02-2015 10:02 AM
عندما تدخل الاوطان حقب التحدي ، وعندما تغدو كراماتها عرضة للنهش والتطاول ، تتوحد الشعوب بكل اطيافها خلف الوطن ، ترفض الدنية ولا تهاب المنية ، وتمنح ذاتها كله للوطن ، تحيد الخلافات وتنبذ الإشاعات ، ولا تلتفت لقيمة بعد ألإيمان الخالص بالله الواحد الاحد ، إلا للوطن ، نعم الوطن بكل مقوماته ، الحاكم والحكومة والجيش والارض والانسان والمنجز ، فلا مكان لحديث آخر غير حديث الدفاع عن الوطن ، ولا وجود لإهتمام آخر غير الإهتمام بصون كرامة الوطن وهيبة الوطن وأمن الوطن وسلامة الوطن .

نقول هذا في زمن أردني خاص عنوانه التحدي ، عطفا على تداعيات قضية الطيار الاردني العزيز معاذ الكساسبه رد الله غربته سالما معافى ، فالاردن الذي لم يبخل على أحد ولم يتنكر يوما لاحد من شعبه وأمته ، يواجه اليوم التحدي ، وقيادته وحكومته وجيشه ومؤسساته الامنية يؤدون معا عملا شجاعا مؤسسيا في مواجهة التحدي ، وفي ذلك ظرف حساس لا عذر لاردني او اردنية ابدا في مجافاته ، او ممارسة اي عمل او قول شاذ حياله ، فألاصل وكما كل شعوب المعمورة ، أن نكون معا وجميعا صفا واحدا خلف الوطن مهما كانت النتائج ، نمد القائمين على الامر بالعزم والعزيمة والدعم ، نسمع منهم وحدهم لا من سواهم ، نصدقهم وحدهم ولا نلتفت لغيرهم ابدا ، نتوحد بصلابة في مواجهة الخطر ، وإلا وإن لم نفعل ً لا قدر الله ً ، فنحن كمن يسلم وطنه وهو شرفه للمجهول ، أو كمن يشرد من المعركة او هو يسعد بإنتهاك كرامة بلده وأهله وشرفه ، ولست أخال أردنيا واحدا يرضى بذلك لا سمح الله .

نحن اليوم جميعا على المحك وأمام إمتحان فاصل موالين ومعارضين ، راضين وغاضبين ، صامتين وعاتبين ، ولا مجال امامنا إلا أن نجتاز الامتحان بنجاح وتفوق بعون الله ، فهذا الحمى الذي بات اليوم جزيرة آمنة مستقرة وسط بحر هائج من الدم والقتل والتشرد والالم والعنف ولا حول ولا قوة إلا بالله ، لا بد وأن يبقى بأذن الله آمنا مستقرا بعونه تعالى ، وشرط ذلك وأسبابه وفقا لأرادته سبحانه ، هو إخلاصنا غير القابل للنقض وفاء للوطن ، وإحتراما لدوره ووجوده ومؤسساته ، ودفاعنا الصادق الجرئ عن كل شئ فيه ، وشموخنا الزاهي في رفد سلطاته بكل مقومات الدعم اللا محدود ، وإظهار الاعتزاز بها وبجهودها وجهادها دفاعا عن أمن الاردن وكرامة الاردن وحقه الابلج في البقاء والصمود وإجتياز الصعاب مهما كانت ، وليس ذلك بالامر المستجد ابدا ، فلقد احرز الآباء والاجداد السبق في صون الاردن والخروج به سالما غانما من محن أشد عبر العقود .

ستنتهي الازمة ، ونبتهل الى الكريم الباري ان تكون نهايتها على خير ، وغدا ستأتي ً مقاعيد الضحى ً لنتبادل الحديث عمن اخلص للوطن في محنته، ومن تنكر لا قدر الله ، والتاريخ والايام لن ترحم منا احدا إن هو تخلف عن ركب الوطن ، في زمن صعب وظرف حساس دقيق ، وإن لم نقارب الاخلاص للاردن ، فلمن نقاربه إذن ، نحن الذين كنا ومنذ فجرنا والى يومنا هذا في مقدمة من ضحوا وعانوا وتألموا وما ضنوا ولا منوا من اجل الامة وقضاياها .

ختاما وبشرف ووضوح لا رياء فيه ، حيا الله الاردن ، الملك والشعب والحكومة والبرلمان والقضاء والجيش والامن والعيون الساهرة ، وكل ذرة ثرى اردنية طاهره ، وحيا الله وحدة هذا الشعب الصابر المكافح من شتى المشارب والاطياف ، ومعا بعون الكريم العزيز جبار الخواطر سبحانه ، نصون بلدنا من كل شر وشرير ، ونمضي معا نحو حياة اكرم وانبل بعزة نفوس كريمة راضية ، في وطن رأسماله عزة اهله وشجاعة قيادته وصفاء نواياهم جميعا ، ويقينا بإذن الله فلن ًيسقط الاردن ً ، لا بل فإن المستقبل للاردن مهما جلدنا ذاتنا ، ومهما ضاق عيشنا ، ومهما تقاطعت من حولنا المصالح والتطلعات ، ومهما تغولت قوى النفوذ في هذا العالم، ومهما توحشت مخططات العدو، فالقرار بايدينا لا بايدي غيرنا ، وبيقين اكثر ، فمهما كان فقرنا بالمال والمورد ، فإن ما في نفوسنا من إيمان وكرامة ونقاء نوايا ، اعظم واعز واكرم من سائر كنوز الارض . رد الله غربة معاذ ، واعلى شأننا اكثر واكثر ، ونصرنا على كل كرب ، هو نعم المولى ونعم النصير ، والحمد لله رب العالمين ، وهو جلت قدرته من وراء القصد .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012