د. أحمد القطامين

بعد مخاض عسير امتد لثمانية عشر يوما وبينما صراع الاردات يحتدم باعلى منسوب من التوتر بين نظام فاسد عميل  يتمترس خلف ارثه الساعي لحماية اعداء مصر والامة وبين جماهير حملت ارواحها على اكفها في حالة ثورية لامثل لحدتها واصرارها .. انبلج فجر جديد مساء ذلك اليوم المبارك الحادي عشر من يناير عام 2011.

انتصرت الثورة وتهاوى النظام وخسر اعداء الامة معركة حاسمة ..نهائية ..قاطعة.. كتب بنجاحها بداية لتاريخ جديد لمصر وامتها العربية. فلم يعد الانسان العربي ذلك الشخص الضعيف المستكين الذي تنهب حقوقه ويداس على كرامته القومية دون ان يقول حتى "لا". ولم يعد الطفل العربي لا يمتلك مسحات البراءة الانسانية التي منحها الله له. ولم تعد المرأة العربية تستحي ان تفتخر برجال امتها وقدرتهم على حمايتها والتصرف كبقية رجال الامم الاخرى..

ولم يعد الصبي العربي ينظر الى والده بازدراء.. ولم تعد الشخصية العربية مثال لانسان تافه لا يعرف كيف يدير نفسه وعائلته ووطنه. ولم تعد شجيرات الاقحوان في طول الارض العربية وعرضها ترفض تحرير رائحتها الزكية.. ولم تعد النساء العربيات يرفضن مشاعر الفرح عندما تعلن الداية ان المولود الجديد .. ذكر.

ولم يعد رجال الحكم ونساءة  في طول الارض العربية وعرضها ينظرون الى الشعوب بازدراء وبتعال ويرونهم انعاما تدر لهم المال والنفوذ. ولم تعد الشمس تشرق على ارض العروبة وهي مترددة وخجولة تتردد في منح هؤلاء خيوطها الذهبية التي تمنح الحياة وتخلق ظروف استمرارها.

لكن، ليس بعد الآن.. فقد سطر المصريون باسم امتهم ملحمة جديدة شطبت كل هذا الاستخذاء والانحطاط وفتحت الابواب مشرعة على مصاريعها لفجر جديد للامة العربية.. وفرح جديد لكل  ام تبلغها الداية ان المولود الجديد ذكر..ذكر سيساهم في صناعة تاريخ امته في مقتبل الايام.

بعد اليوم لن تتردد الشمس عندما تشرق ان ترسل اشعتها الذهبية على الارض العربية.. وبعد اليوم لن يتردد الاقحوان في نشر رائحته الزكية على امتداد الارض التي خربها الجواسيس والخونة والتجار والسماسرة.. والتي تنهض اليوم لتقول "لا" .. لكل الذين راهنوا على موت الامة.. ولكل الذين يحكمونها بالحديد والنار..

اننا جميعا نحلق الان باتجاه النجوم.. وانا على موعد قريب مع زحل.. ومع المجد.