أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين : وصمة عار أخرى تركيا .. تأهب بعد سلسلة هزات متفاوتة القوة وفاة الفنان المصري صلاح السعدني التعاون الإسلامي تأسف لفشل مجلس الأمن في قبول عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة أبو الغيط يعرب عن أسفه لاستخدام الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة النفط والذهب يرتفعان بعد أنباء عن التصعيد في المنطقة تأجيل اجتماع الهيئة العامة لنقابة الصحفيين لعدم اكتمال النصاب صندوق النقد الدولي: الاردن نجح في حماية اقتصاده الحكومة: تأخر طرح عطاء تصميم المرحلة 2 من مشروع الباص السريع الأردن يعرب عن اسفه لفشل مجلس الأمن في تبني قرار بقبول دولة فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة أجواء مائلة للدفء في أغلب المناطق حتى الاثنين وفيات الاردن الجمعة 19-4-2024 بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


موسى العدوان يكتب : إن لم تكن حربنا فإنها حرب التحالف

بقلم : فريق ركن متقاعد موسى العدوان
18-02-2015 10:47 AM

موسى العدوان

الدولة الإسلامية ( داعش ) والغير معترف بها عالميا ، أفسدت المكان والزمان بممارساتها غير الإنسانية ، وأثبتت أنها عصابة إجرامية مارقة أحلت قطع الرؤوس البشرية وحرق الإنسان حيا وترويع المدنيين الآمنين تحت ستار الدين الإسلامي والدين منها براء .
إن الجريمة البشعة التي أقدمت عليها تلك العصابة في إحراق الطيار الأسير معاذ الكساسبه رحمه الله ، والإقدام على قطع الرؤوس الآدمية للمحتجزين لديها من جنسيات مختلفة كشفت مدى الوحشية التي يتصف بها اولئك الشواذ وأظهرت الخطر الذي يجسدونه تجاه البشرية والإساءة للدين الإسلامي أمام جميع دول العالم .
داعش سرطان خبيث يتفشى في جسد الأمة العربية والإسلامية في منطقة الشرق الأوسط ، وسيمد أذرعه الطويلة في عمليات إرهابية جديدة تغزو مختلف دول العالم في وقت لاحق ، وما حدث مؤخرا من قطع رؤوس العمال المصريين في ليبيا شاهد على ذلك . وعليه يجب أن تتصدى كافة دول العالم لهذه القوى ، لاجتثاث ذلك المرض من مركزه في قلب الأمة العربية ، بدءا من مدينتي الرقة السورية والموصل العراقية ، ووصولا إلى المغرب العربي والجزيرة العربية .
هناك خلاف حاد بين الأردنيين حول الحرب على داعش ، فمنهم من يرى أن هذه الحرب ليست حربنا ويجب أن لا نزج قواتنا المسلحة بها ، بينما يرى آخرون أنها حربنا ويجب أن نشارك بها بقوات جوية وعند الضرورة بقوات برية . ولكي نصل إلى القرار السليم في هذا الموضوع ، علينا أن نلجأ إلى تحليل عسكري بعيد عن العواطف ، وذلك من خلال الإجابة على الأسئلة الثلاثة التالية : أولا ـ من هو العدو وما هي قدراته التسليحية ؟ ثانيا ـ هل يشكل داعش خطرا فعليا علينا في المستقبل ؟ ثالثا ـ إذا كان الجواب بالإيجاب فهل ننتظر مداهمته لنا بعد إنجاز مهامه الأولية ومواجهته على حدودنا ، أم نبادر بالهجوم عليه كجزء من قوات مشتركة وتدميره في مواقعه ؟
وللإجابة على السؤال الأول أقول : العدو الذي يقابلنا هو عبارة عن قوات ميليشيا غير نظامية مزودة بأسلحة خفيفة ومتوسطة ، تسندها عدد من الدبابات القديمة ، وتفتقر إلى أسلحة الدفاع الجوي وسلاح الجو ، والمعدات الإلكترونية ، وليس لديها خطوط تزويد منتظمة ، كما أن قدرتها القتالية متوسطة .
والإجابة على السؤال الثاني تتلخص بأن الاسم الذي أطلقه التنظيم على نفسه ( داعش ) أي دولة العراق والشام ، يعني أن الأردن والذي هو جزء من بلاد الشام مشمول بدولته المنوي إقامتها باعتبارها أرض الحشد والرباط ، حتى وإن كانت هذه الصفة تمويها لتمرير أغراضه الباطنية . ولهذا فإن خطره يتعاظم باضطراد وهو قادم إلينا إذا استمر على حاله طال الزمان أو قصر .
أما الإجابة على السؤال الثالث فتنطبق عليه القاعدة العسكرية ' خير وسيلة للدفاع هي الهجوم '. وعليه فإن الأسلوب الأمثل في هذه الحالة ، هو مهاجمة العدو في أوكاره قبل أن يشتد عوده ويتمرس في أساليب القتال ويثير مزيدا من الرعب بين المواطنين . صحيح أنه ستقع خسائر بالأرواح والمعدات عند الاشتراك بالعمليات ، ولكن هذه مهمة القوات المسلحة التي نذرت نفسها للدفاع عن الوطن . ولنا في القوات
الإيرانية التي تقاتل في سوريا والعراق خارج وطنها خير عبرة ومثال . وفي هذا السياق علينا أن نسترشد بقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : ' اغزوهم قبل أن يغزوكم ، فوالله ما غُزي قوم قط في عقر دارهم إلاّ ذلّوا '.
وغزو داعش والقضاء عليه يحتاج أساسا إلى نوايا صادقة من قبل دول التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة سرا لهذا التنظيم . فالتحالف الذي استطاع اكتساح الجيش العراقي خلال ثلاثة أسابيع ، لا يحتاج إلى ثلاث سنوات للقضاء على مليشيات غير نظامية ، بل يمكنه فعل ذلك في غضون بضعة أيام .
من الملاحظ أن داعش قد ازداد قوة وشراسة بعد الحملة الجوية لقوات التحالف التي مضى عليها ستة أشهر ، بحيث أصبح يهاجم ويحتل مدنا كاملة ، كما حدث في الآونة الأخيرة عندما احتل مدينة عراقية غربي بغداد . وهذا دليل على أن استخدام ضربات سلاح الجو لوحده دون استثمارها بقوات برية لم تحقق الفائدة المرجوة ضد مليشيات تتنقل بصورة فردية في الأرياف وفي داخل المدن . ولكي يكون الجهد فعالا فلابد من استخدام قوات برية مسندة بالأسلحة المناسبة لكي تقضي على المسلحين وتطهير الأرض بصورة كاملة .
إن خطر الإرهاب الذي يشكله داعش لا يهدد هذه المنطقة فحسب ، بل أنه يشكل تهديدا لكافة دول العالم ، وعليها التصدي لذلك الخطر بصورة مجتمعة وبخطة استراتيجية موحدة ، ترتكز على ثلاثة محاور : المحور الأول ويشمل إيجاد حل فوري للقضية السورية والبدء بحل عادل للقضية الفلسطينية ، لنزع أسباب التوتر والإرهاب الذي يسود منطقة الشرق الأوسط ويهدد الأمن والسلام العالمي .
المحور الثاني وهو محور ثقافي يعتمد على محاربة الفكر الداعشي المتطرف والذي يخدع البسطاء ويغريهم بالانضمام إليه بدعوى الجهاد تحت راية الإسلام لإقامة دولة الخلافة الإسلامية . وهذا الدور التثقيفي منوط بالحكومات لمعالجة أسباب الشكوى من فقر وظلم وفساد في المجتمع ، وتوجيه وسائل إعلامها ومؤسساتها الدينية ووزارات التربية والتعليم ، لنشر الوعي الإسلامي والتسامح الديني والوسطية في الإسلام ، بين أفراد الشعب وطلاب المدارس والجامعات اينما كانت .
أما المحور الثالث فهو المحور العسكري ، والذي يشمل تشكيل قوة تحالف من جميع الدول المشاركة في برنامج مكافحة الإرهاب ، وهي الدول العربية والإسلامية وقوات الناتو والولايات المتحدة الأمريكية ، على أن تعمل بخطة استراتيجية موحدة . يتم تحديد نسبة ونوع المشاركة بها من كل دولة من قبل القيادة التي تشكل لهذا الغرض ، على أن تكون القوات البرية العراقية وإن أمكن السورية هي رأس الحربة في هذه العمليات .
إن أحد السيناريوهات التي يمكن تصورها لتنفيذ هذه الخطة قد يأخذ خمس مراحل وكالتالي :

• العمل على عزل داعش عن الحدود التركية وبقية المناطق بغرض منع وصول الإمدادات اللوجستية إليه ، إضافة لتعطيل مصافي النفط التي تشكل رافدا ماليا يساعد على تجنيد عناصره وإدامة متطلباته الإدارية .
• حشد القوات المشتركة في منطقة قريبة من ساحة العمليات ، وقد يستغرق هذا الحشد من 3 ــ 4 أشهر ، وإشغال العدو بالقصف الجوي والصواريخ ، بحيث تحد من قدرته على الحركة والتوسع على الأرض .
• تنشط خلال هذه الفترة أجهزة الاستخبارات في جمع المعلومات الدقيقة بواسطة الأقمار الصناعية والمصادر الأخرى عن مواقع داعش وقياداته .
• القيام بعمليات خاصة ضد أهداف منتخبة ومحاولة اختطاف أو اصطياد قادة التنظيم ، بمشاركة الطائرات المسيرة بدون طيار .
• بعد إضعاف قوة داعش من خلال عزله والقيام بالضربات الجوية ، يتم شن هجوم أرضي كاسح بالقوات البرية على أوكار داعش ، وتمشيط المنطقة في مختلف المدن والمناطق التي يتواجد بها .

التاريخ : 18 / 2 / 2015

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012