أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


نؤكد على معارضتنا للمفاعل النووي

بقلم : فريق ركن متقاعد موسى العدوان
20-02-2015 11:12 AM

موسى العدوان

تحت عنوان : ' ليس دفاعا عن المفاعل النووي الأردني ' كتب الأستاذ بلال حسن التل مقالة في صحيفة الرأي يوم الأحد 22 / 2 / 2015 مبديا بها تعاطفه الشديد مع رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان ، حول مفاعله النووي الذي يخوض معركة للدفاع عنه وتسويقه .
ولمن فاته الاطلاع على تلك المقالة فإنني سأقتبس منها الفقرتين التاليتين : ' . . . أن شريحة كبيرة من الأردنيين تعارض المشروع دون أن تلم بتفاصيله ، بل وحتى دون أن تحاول الاطلاع على هذه التفاصيل المتاحة للجميع ، مهما كانت مصادر ثقافتهم سماعا ، أو قراءة ، أو مشاهدة . . . حتى لو كانت المعارضة لذات المعارضة التي صارت في بلدنا مهنة للبعض تثير السخرية ، بعد أن صارت هذه المعارضة من المضحكات المبكيات . . . فإن هذا البعض يواجه الحقائق العلمية ولغة الأرقام بالجهل وبالانطباعات وبالمعاندة التي تقود صاحبها إلى الكفر ' .انتهى الاقتباس .
وبما أنني أحد المعارضين لهذا المفاعل وكتبت رأيي برفضه في عدة مقالات ، فإنني أعتبر نفسي معنيا بالرد على هذا الكلام الذي يفتقر إلى المصداقية وتوخي الحقيقة من مختلف الأطراف . صحيح أنني لست من علماء الذرة أو خبيرا بها ، ولكن من خلال دراساتي العسكرية عن الحرب النووية في كليات الأركان وكليات الحرب المحلية والخارجية ، التي اشتملت على فصول كاملة عن هذا الموضوع ، أزعم بأن لدي معلومات عامة لا بأس بها ، عن المفاعلات النووية وما ينتج عنها من فوائد ومخاطر على الإنسان والبيئة ، حتى وإن كانت تلك المفاعلات مخصصة للأغراض السلمية .
فمن حيث المبدأ ينبغي أن تتوفر شروط ومتطلبات أساسية لبناء هذه المفاعلات ، على أن تأخذ باعتبارها الأولويات حسب أهمية الاحتياجات الوطنية ، شاملة مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح . وعليه سأبين تاليا ما سبق أن ذكرته في مقالات سابقة ، لعل بعض الكتاب يعيدوا تقييمهم للموضوع من كلا الطرفين وليس من طرف واحد ، ولا يفتون بما يجهلونه لتضليل المواطنين .
المرتكزات التالية هي ما اعتمدته المعارضة الوطنية للوقوف في وجه هذا المشروع الخطير ، والتي تمخضت عن توجيه رسالة إلى جلالة الملك وقعها 300 شخصية أردنية من بينها اثنين من رؤساء الوزارات السابقين و 12 وزيرا سابقا و23 نائبا :
1. عدم توفر مصدر مائي يفي بمتطلبات المفاعلين التي تبلغ 45 مليون متر مكعب من المياه النقية سنويا لكل منهما لتبريده . فمن غير المعقول الاعتماد على محطة تنقيه الخربة السمرا لهذا الغرض ، وخاصة في حالة حدوث عطل معين في المفاعلات . ولنا في حادثة مفاعل فوكوشيما الياباني عبرة كبيرة ، حيث ما زالوا يبردون قلوب المفاعلات النووية الأربعة المنصهرة حتى الآن .
2. إن الدول تقيم مفاعلاتها النووية على شواطئ البحار أو الأنهار ، ما عدا محطة واحدة في العالم هي في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث أنشئت في الصحراء وتم تأمينها بمصادر المياه اللازمة . ومن الجدير بالذكر أن الصين التي تبني أكبر عدد من المفاعلات في العالم ، أوقفت مفاعلاتها النووية التي لا تقع على شواطئ البحار أو الأنهار بعد كارثة فوكوشيما .
3. المسافة بين مصدر المياه في الخربة السمرا وموقع المفاعل قرب قصر عمره تبلغ 60 كيلو مترا ، فكيف يمكن حماية الخط الناقل للمياه من أعمال التخريب أو القصف في حالة الطوارئ ؟
4. عدم توفر المال اللازم لتغطية كلفة إنشاء المفاعلين والتي تبلغ أكثر من 10 مليارات لكل منهما ، ما عدا الأعمال التابعة لهما كالبنية التحتية وتطوير شبكات الكهرباء وتأمين مصادر المياه والتي ستجعل الكلفة مضاعفة . وإذا ما اعتمدنا على المنح الدولية فإنها قد تجعل سيادتنا الوطنية على هذا المشروع رهينة لها .
5. وعلى افتراض أن الكميات المتوفرة من اليورانيوم كافية لهذا الغرض ، فإن الدول الكبرى لن تسمح لنا بتخصيب اليورانيوم محليا ، بل سيتم تخصيبه في الخارج ومن ثم استيراده للاستخدام ، وهو ما سيضع أيضا قيودا على سيادتنا الوطنية .
6. المفاعلات النووية تصدر بطبيعتها إشعاعات نووية ضارة في البيئة المحيطة ، حتى دون حدوث عطل بها مهما بلغت الادعاءات بأمانها .
7. التصرف بالنفايات النووية يشكل معضلة كبيرة ، وتكلف مبالغ طائلة وإشعاعات مضرة لسنوات طويلة . ولهذا فإن بعض الدول الكبرى تعمل على تصديرها خارج بلادها ، لتدفن في بعض دول العالم الثالث .
8. الخبرة الفنية العملية لدى موظفي هيئة الطاقة الذرية ، لا يمكن أن تكون بمستوى الخبراء الفنيين اليابانيين ، الذين عجزوا عن معالجة كارثة مفاعل فوكوشيما . وكان معالي خالد طوقان قد صرح في حينه أن تلك الكارثة تعود لأسباب إدارية .
9. تعتبر المفاعلات اهدافا استراتيجية للعدو ، وتشكل حمايتها معضلة كبرى . وإذا ما تم قصفها من قبل العدو في حالة الحرب ، فإن إشعاعاتها الووية ستشكل خطرا كبيرا على البيئة والمواطنين في منطقة واسعة ولسنين طويلة . هذا بالإضافة لتلويث حوض الأزرق المائي وغيره من الأحواض المائية .
إن أحد شروط إقامة المفاعلات النووية هو موافقة السكان المحليين عليها ، وهو أمر متعذر تحقيقه ويواجه معارضة من كافة المواطنين الأردنيين .
10. الطاقة الكهربائية المتوقع إنتاجها من المفاعلات بعد 10 سنوات لن تتجاوز 15 % من فاتورة استهلاك الأردن من الكهرباء وبكلفة عالية جدا . بينما يمكن إنتاج مثل هذه الطاقة من خلال وسائل الطاقة المتجددة ، وبفترة زمنية لا تتجاوز 3 سنوات وبكلفة شبه مجانية ، مع ضمان سيادتنا الوطنية عليها .
11. إذا كان العالم الأردني خالد طوقان يُصرّ على إقامة المفاعلات النووية ويقدم الحقائق والأرقام العلمية ، فهناك أيضا عدد من العلماء الأردنيين قدموا أرقاما وحقائق تنقضها تماما . من بين اولئك العلماء الدكتور علي المرّ ، الدكتور نضال الزعبي ، الدكتور كمال خضير ، الدكتور أيوب أبو دية ، وغيرهم ممن هجروا هيئة الطاقة الذرية قسرا وغادروا إلى خارج البلاد .
هذه بعض الأسباب التي ارتكزت عليها المعارضة الوطنية في رفض المشروع النووي . فإن كان لديك ما يدحض هذه الأسباب يا أستاذ بلال التل ، نرجوك أن تتقدم بمرافعتك الدفاعية وتعرض ما لديك من معلومات مدعمة بالحقائق حول فوائد المفاعل النووي ، كي تثبت خطأ معارضتنا وتنقذنا من الكفر وترفع عنا السخرية والجهل ، وعندها سنلغي معارضتنا لهذا المشروع .
التاريخ : 23 / 2 / 2015
ملحوظة : يعتذر الكاتب عن قبول التعليقات .

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012