19-02-2011 10:05 AM
كل الاردن -
عبد الهادي الراجح
لنقولها بملء الفم وبدون لف ودوران أن الأردن يموج بالغضب والغليان الشعبي وعملية الترقيع وتبديل الطواقي أو تغير الملابس وتغير ردة الشعر من اليمين إلى اليسار وبالعكس على طريقة التغيير كما جاء في مسرحية الفنان المبدع دريد لحام كأسك يا وطن ، ليس هذا هو الإصلاح الذي يريده أبناء شعبنا الأردني ولكنه يريد إصلاح سياسي حقيقي بقطع الطريق على أصحاب الأجندات المشبوهة والخاصة جدا ، وأنا لا أرى أصحاب هذه الأجندات إلا في سياسات الحكومات المتعاقبة التي عملت للخارج على حساب الداخل وكأن تلك الحكومات ألمسماه أردنية قد جاءت لإرضاء دهاقنة البيت الأسود في واشنطن وتل الربيع المحتلة وليس معقولا أن ندخل العقد الأول من القرن الواحد والعشرين في مجالس نيابية هزيلة ضعيفة جاءت لتكون مفتي للحكومات لتبرير سياسات قاصرة يرفضها الشعب .
ما نراه في الأردن تخبط سياسي واضح لكل المراقبين فهل يوجد في القرن الواحد والعشرين حكومة تحصل على أصوات كل أعضاء المجلس إلا ثمانية أشخاص لأسبابهم ، وبعد أقل من شهرين يقيلها صاحب القرار وتأتي حكومة أخرى قد يملك رئيسها نوايا حسنة ولكن ذلك لا يبني وطنا ولا يحارب الفساد في هذه الظروف الدقيقة ، كما أن معظم طاقمه الوزاري خاصة ما يسمى بالوزارات السيادية لا زالت تدار من نفس الأشخاص وكأنه لم يحدث شيء مثل جريمة القويسمة مثلا وغيرها و غيرها .
إذا التغير كما يطالب به شعبنا لم يحدث وكل ما نسمع من الحكومات المتعاقبة منذ الانقلاب على هبة نيسان المجيدة مجرد مواعيد والشعب لا يثق بها أبدا ، ليس بسبب شخص الرئيس ولكن لأن الحكومات الأردنية المتعاقبة جميعها ولا استثني أحدا أسرفت في كثرة المواعيد لتخرج كل حكومة كما دخلت بلا شيء للوطن والبعض من وزراء تلك الحكومات يخرجوا منها ليصبحوا حيتانا ويدخلوا البرلمان في تزاوج واضح بين السلطة ورأس المال وقد أفرغت انتفاضة نيسان المجيدة عام 1989م ، من مضمونها تلك الانتفاضة المجيدة التي سبقت كل الأشقاء العرب لطلب الإصلاح الذي لم يأتي طبعا مع كل احترامنا وتقديرنا لثورات الأشقاء في تونس ومصر والبقية تأتي ورياح التغير ستهب رغم أنف كل الظلاميين لتقتلع كل الدكتاتوريات التي تجاوزها العصر وأصبحت خارجه.
فهل شعبنا الأردني الأبي الباسل الذي انتفض على الرفاعي الأب عام 1989م ، وتسامح في حقوقه السياسية من أجل أمن الوطن ولكن هل يعقل أن يأتي بعد ذلك الرفاعي الابن أو الرفاعي الثالث بعد الأب والجد ، أليس هذه إهانة لوعي وإدراك شعبنا وأن يوصف الرفاعي الأب من قبل بعض الإعلام بحكيم الحكماء ويطبل له البعض وكأننا شعب بلا ذاكرة مع أن الحقيقة غير ذلك تماما .
وحتى لا نطيل على قراءنا الكرام ونقول الحقيقة كما نؤمن بها أن الأردن ليس بحاجة لثورة على غرار تونس ومصر الشقيقتين ولكنه بحاجة لإصلاح حقيقي تبدأ بحل مجلس النواب وإصدار قوانين عصرية ديمقراطية تتلاءم مع روح العصر والدعوة قبل ذلك لمجلس وطني وقد كان موجودا ترعاه شخصية محترمة يمكن الاتفاق عليها ويكون المؤتمر الوطني شاملا لكل الأطياف السياسية والآراء وغير ذلك سنبقى كالذي يحرث البحر ويزرع بالهواء ويطلب محصولا حتى تداهمنا الأحداث وحينها لا ينفع الندم .
إننا ندعو لبناء أردن حرا قويا وسيدا ، أردن غير تابع لهذا الجهة أو تلك أردن القانون والمؤسسات لكل أبناءه دون تمييز وهذا ما يتمناه و يأمله كل أحرار الأردن ولا عزاء للصامتين .
alrajeh66@yahoo.com